أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل














المزيد.....

وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 18:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنّ كُل وساطة عربيّة تُحاول الدُّخول بينَ الكيان المُحتل وبين الشّعب الفلسطينيّ؛ كي تسعى إلى التهدئة، وتخفيف حديّة الصّراع بين الطرفين، وتحثّهما على عقد هُدنة، هي وساطة فاشِلة وميّتة ميتةً لا حياة بعدها ؛ لأنّهُ مِن المُعيب أن تكون الوساطة مِن طرف يعيش في قلبِ القضيّة، لكنّهُ يرفض، بل ويتهرّب مِن الإقرار بهذا، ويرى نفسه أنّهُ خارِج إطار المنطقة التي يسعى الكيان إلى فرض سيطرتهِ المُطلقة عليها .

ولأنّنا نؤمِن بأنَّ هذا الصّراع الوجودي يتعلَّق بكُلّ عربيّ، فلا حاجةَ للعربيّ في أن يكونَ وسيطًا به، وإنّما عليه أن يوظّف كُلّ أوراقه السياسيّة ؛ كي يُدعِّم وجوده، ويقوِّض صلاحيّات الإحتلال الغاصِب الغاشِم، ويعمَل على دحضِه دحضًا بيّنا .

فبالنسبة لي، فإنّهُ لمن المؤسِف والمُحزن في ما يحصُل الآن، هو ليسَ القصف الإسرائيلي للفلسطينيين وارتقاء الشُّهداء منهُم ؛ فالدّفاع عن الكرامة وعن الأرض وعن الحقوق لا يجوز فيه لا الأسف ولا الحُزن أبدا، وإنّما ما يحزنني ويؤسفني، هو دخول الأنظمة العربية كطرفٍ وسيط في حلّ الصراع، ونظرتها لهُ على أنّهُ صراع فلسطيني-اسرائيلي وليس صراع عربي-إسرائيلي، ومُفاخرتها -أي الأنظمة- بتقديم بيانات شجبٍ واستنكار تُفقِد ماء الوجِه، وانتهاجها لنهِج تحريك المُجتمع الدوليّ -ولا أُنكِر أهميّته ودوره المُهم بالقضية- الذي ما زال يُمارس الكذب على الشّعب الفلسطينيّ منذ أكثر من سبعين سنة، ويتبنّى أفضل طُرق هذا الكذِب .

إنّ هذه الأنظمة ما زالَت حتى هذه اللحظة، تُقنع نفسها بأنّها خارِج مُعادلة الصراع مع الكيان، وأنَّ الكيان لا يُريد أكثر مِن الأراضي الفلسطينيّة. وإنّنى لأرى أنَّ مِن أهَمّ الأسلحة التي يجب أن نستخدمها في مواجهتنا لهذا العدو، هو أن نُبدِّد كُل هذه القناعات التي تتبنّاها الأنظمة الزائفة .

فمسألة القضيّة الفلسطينيّة، هي مسألة عربيّة قبل كُلّ شيء، وإن لَم تكُ كذلك، كما يعتَقد البعض، فلماذا سعَت القوى الاستعماريّة إلى تجزئة الصراع إلى جُزئين، جُزءٌ عُرِف ب"الصّراع العربيّ الإسرائيليّ" وهذا ما تمّ التخلُّص منهُ مِن خلال معاهدات السّلام العربي الإسرائيليّ، واتفاقيات التطبيع التي غزَت الوطن العربي قبل عام، تقريبًا .. وآخر عُرف ب"القضيّة الفلسطينيّة"، وهذا الجُزء هو الذي عملَ على تجريدِ الأنظمة العربية من هذا الصّراع، وأقنعَ أربابها بأنّهم خارجَ دائرته، على الرّغم مِن أنَّ شعار الحُلم للدولة الإسرائيليّة يقول : " إسرائيل مِن النّيلِ إلى الفُرات " .

الشّعب الذي يُقدِّم الشّهيد تلوَ الشّهيد هو بغنىً عن أيّ شكلٍ مِن أشكالِ الوساطة التي تستَلب منهُ عزيمته وإرادته، ولا يحتاج لأيّ نوعٍ مِن أنواع البيانات التنديديّة والإستنكاريّة، وإنّما يحتاج لمَن يؤمِن بقضيّته وعدالتها، ويُعينهُ على تقديم أفضل وأعلى سُبل المُقاومة التي تُمكّنهُ من الانتصار على عدوٍّ يطمَح لأن يسكُن في قلب كُل عاصمة عربيّة .

وعليه، أقول : " أنّهُ ثمّة حقيقة يجب على الجميع أن يُدركها إن كُنّا حقًّا نُريد أن نعيش كُرماء وأحرار، وهي أنّ إسرائيل لا تسّعى للقُربى مع دول المنطقة العربيّة لمُجرّد القُربى فقط، أو لمُجرَّد العلاقات، وإنّما تسّعى إلى ذلك مِن أجِل أن تُصبحَ من ضمِن نسيج المنطقة، الذي سيضّمَن لها السّيطرة على المنطقة برُمّتها وليس فلسطين فحسب، وهذا ما بدا واضحًا مِن خلال موجات التطبيع التي عصفت بالمنطقة منذ منتصَف العام الماضي، والتي أكّدَت على أنَّ إسرائيل موجودة، ولن نعترِف بوجودها، لكنّها، غير مُستقرّة، وهذا ما تبّحث عنهُ ؛ هو الإستقرار، وهذا لَن يحصل إطلاقًا .

ومِن هذه النُقطة المفصليّة، أي نُقطة التغلغُل والتمدُّد الإسرائيلي إلى كُلّ أرجاء المنطقة العربيّة، فإنّني لا أرَ الأمر شديد التّعقيد، كما يعتَقد البعض ؛ قياسًا على ما لحظناه من تغيُّراتٍ مُلفتة خلال الفترة الزمنية التي مرَّت على وجود إسرائيل في المنطقة، وهي فترة قصيرة جداً بالقياس إلى عمر الدول والشعوب ؛ وذلك لإيماني بأنَّ القضية الفلسطينيّة، هي قضية مُرتبطة بالتحوّلات المُستقبلية والكيفيّة التي سوفَ تكون عليها ثقافة الأجيال القادمة .


وعند الخِتام، فإنّ ما سأكتُبهُ هو بمثابة رسالة موجّه لكُلّ الأنظمة العربيّة، دون أيّ استثاءٍ لأيّ نظامٍ منها .. وأقول :

لا معنىً لوساطتكَ التي تُحاول أن تبحثَ من خلالها عن شرعيّة دوليّة جديدة لَك ؛ فأنتَ بينَ الفكّين، وفي أيّ لحظة، لن تجدَ نفسكَ إلّا وقَد أصبحتَ طعامًا شهيًا لأحد النابين .
لا معنى لحقِّ الرّد إن بقيتَ طِوال عُمركَ خانعا .
لا معنى لحياتكَ إن رأيتَ بأنّكَ ضعيف، وأنّ الركونَ لضُعفكَ هو الحَل .
لا معنى لأيّ شيءٍ في حياتكَ إن استسلمتَ للإستلام .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .
- ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية
- أُغتيلَ وطن وصفي
- نتنياهو وسلسلة التطبيع
- غياب الإعلام ؛ صنع قدسة واشنطن بوست


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل