أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-














المزيد.....

:اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لَم ولَن أتّفِق مع اللجنة الملكيّة، التي يُقال عنّها، أنّها لجنة جاءت لوضعِ الخطط الإصلاحيّة، التي ستُنقِذ البلاد ممّا أُسقِطت به . وعلى الرّغم مِن عدم الاتفاق هذا، إلّا أنّهُ لا يمنعني مِن القول بأنّ هُناك فئة تُريد أن تُسحب المآزق والمُنزلقات الوطنيّة إلى هذه اللجنة، وكأنّها هي المسؤولة الوحيدة عن كُلّ الأمراض التي أصابت البلاد .

وكواحِدٍ لا يعتَرف باللجنة ولا بمُخرجاتها -رغمًا من وجود علاقة شخصيّة تجمعني ببعض أعضائها- أرى بأنّه مِن العجَز المتشبّع بنا أن نُساق وراء هذه الفئة، وألّا ننظُر للأُمور بعينِ العقلِ والمنطِق، وألّا نُحيطها بالتّوازُن والموضوعيّة .

فهذه الفئة ومَن يسير معها في طريقٍ واحد، لا يهدفان إلّا للانتصار في معارِك صراع القوى المُشتعِلة، إذ أنّ هذا الصراع والانتصار به لا يكون إلّا على حسابنا، نحنُ الذين نُشعِل الحُروب على مواقِع "الانفصال الاجتماعي"، دونَ أن نعُدّ العُدّة لمثلِ هذه الحُروب، ودونما أن نعي ما هي العواقِب التي ستُخلِّفها هذه الحُروب علينا، ودونما أن نضَع تقديرًا نسبيًّا لهزيمتنا أو لانتصارنا، أو لمدى تأثيرنا على هذه المعارِك.

لَم يعُد فهِم حال هذه البلاد عصيًّا على أحد، فها نحنُ ومع تقدُّم الأيّام بنا، يتّضح لنا بأنّهُ يُحرَم على كُلّ واحدٍ منّا، تحريمًا بشريًّا، أن يقتَرِب مِن أيّ قضيّةٍ شكوكيّة، لَم ترسِّخ أركان الطُمأنينة لها في حياته سواء أكانَت تلكَ القضيّة (دينيّة أو سياسيّة أو اجتماعية أو حتى اقتصاديّة) . فأنتَ المقذوفُ مِن الرحمِ السرطانيّ لهذه البلاد، ما عليكَ إلّا أن تكونَ مُحافظًا على كُلّ تلكَ الخُطوط الحمراء، التي لا تعلَم مِن أين أتَت، ولا تعلَم عَن الأُسس التي فرضتّها، وأيّ مُحاولةٍ تتجاوز بها هذه الخُطوط لكي تفّهمها، تكون بذلكَ قد وضعتَ عُنقكَ في يدِ كُلّ جزارٍ لئيم، ويا للأسف، فإنّ أكثر ما تشتَهر بهِ هذه البلاد، هو احتضانها لأعدادٍ هائلة مِن الجزارين .

وعليه، فلا حياةَ لكَ هُنا إلّا بتقديمِ الطّاعة لكُلّ مَن صُنِع لهُ هالة قُدسيّة وهو لا يستحقّها، ويجعل عقلكَ طعامًا شهيًّا لقططِ حيّكَ المُشرّدة، ولربّما أستطيع أن أعبِّر عن حال التّجميد العقليّ والفكريّ الذي وصلنا لهُ في هذه بالبلاد، بما قالهُ الماغوط.. حيث يقول أديبنا العظيم :
"لَم يعُد لنا سوى أحذيتنا تدُب على الأرض "

إنّ ما قالتهُ "د.الخضرا" في تصريحها ثاني أيّام العيد، يستَحق الرَّد، الرّد الذي لا يكون إلّا بفكرَة مُقابل فكرَة، وحُجّة مُقابل حُجّة، أما أن يكون بهذه الطريقة الإقصائية والإزدرائية والتّهميشيّة، أي طريقة المطالبة بالإقالة، والتّهميشِ والتّقليل مِن شأنها العلميّ والفكريّ، فهذا ولعُمري بأنّه تسخيف لكُلّ عقولنا، بل وللبلاد بمُجلها.
وحقيقةً، فإنّني أتعجّب مِن المُطالبة بإقالة أي عضو من أعضاء اللجنة، ونحن دائما ما نقول بأنّنا لا نعتَرف بها.

إنّ الردّ على د.الخضرا قَد تجاوزَ كُل تلكَ الخُطوط الحمراء، التي أثارَت غضبَ الكثيرين ممّن تصدّوا لما جاءت به د.الخضرا، وقَد تمثّل هذا بتربّعهم على عرشِ المهزلَة الفكريّة القائمة في البلاد . فها هُم بعض مَن هاجموا د.الخضرا، هجومًا حادًّا، سيطرَ عليهِ الغضَب والحقِد، يُطالبونَ بإقامَة حدّ الردّة عليها، على الرّغم مِن أنّ ما قالتهُ لا يوجِب قيام حدّ الردّة عليها، هذا إن كُنّا نتّفِق على أنّ هُناك حدّ للردّة في الإسلام.

‏ليس هُناك مَن يحتَضِن عقلًا وازنًا ومُتوازنًا، يقبَل بما يجّري في البلاد، ويغضّ النظَر عن كُل الأورام الخبيثَة، التي أصابَت كُلّ أعضاء البلاد، وكانَت سببًا كافيًا لبترِ الكثيرِ مِن الأعضاء المُهمّة، وجعلَت البلاد مرميّة على قارِعة الطُرقات (السياسيّة، والفكريّة، والدينيّة).

‏وإنَّني مِن خلال الهجمات التي بدأتُ ألاحظها، مؤخرًا، أصبحَتُ أرى بأنَّ هُناكَ ثمّة أنياب عدائية وكُره للأشخاص وليس لأفكارهم، ولربّما السّبب في هذا ؛ هو وجود هؤلاء الأشخاص في مناصبٍ يرفُض أن يعترف بها الشّعب، ويراها تعلو عليه. إذ تتمثَّل أمواج هذه الكُره، مستقبلًا، بالقتِل وسفكِ الدّماء.
‏وبناءً على ذلك، فعلى العُقلاء وأهل الحكمة، أن يتدخّلوا، وأن يؤسِّسوا لحياة سعيدة في هذه البلاد، تحتوي وتحتَضن كُل الإختلافات، وتجعَل البلادَ كحديقية تزيّنها الورود المتنوّعة مِن حيث رائحتها ولونها.
وتجنُّبًا لإعادَة ما حدثَ مع الراحل "ناهض حتّر"، فعلينا أن نسعى إلى أن نوجِد خطابًا مُتزنًا وموضوعيًّا، تكون فيه كُل الفئات على قدمٍ وساق مِن بعضها .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-