أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - زينب عليها السلام ... مطلوبة للاعدام ... ج2














المزيد.....

زينب عليها السلام ... مطلوبة للاعدام ... ج2


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زينب عليها السلام .. مطلوبة للاعدام. ج 2
يتوقف الصحفي البريطاني " إدوارد مونتاغيوا" مذهولا ماخوذا بالمقارنه، لامراءة قرأت مستقبل أعتى رجل دموية، في خطبة تفلق الحجر لبلاغتها، وتهدد عرشا تحرسه جيوش جراره، وأمارات تخضع وتخنع لسلطته وسطوته، اصطبغوا بسجيته، ومارسوا أبشع ما ملكت نفس من حب للدماء، عنجهية طغت، وطغموية ابادة كل نأمة او حركة قصادها .
يقارن هذا الكاتب زينب بالعذراء مريم، ولكن المقارنة تختلف ما بين ثائرة ومسالمه . بإن السيدة العذراء عندنا لم تتحدى الأمبراطور الكبير، و لا زعيم كهنة الكنيسة، وبناءا على هذه المقارنة . يقول : حقيقة نعترف فيما بيننا أن هذه المرأة تشكل خطراً كبيراً يهدد ليس فقط عرش يزيد، بل كل عرش مثل عرش يزيد . إذن زينب تهددنا نحن .
يا سيدي هذه بنت علي ع وحينما يتأصل ويمتد الصلب، وتتناسل المواقف، وتلغى الرهبة من كيانات على مستوى الجيوش وامراءها، فهي ليست بالغريبه على بنت من وقف قصاد من أرعب الفرسان " عمر بن ود " وليست بالعجيبه لاخت من حارب بالسبعين، سبعون ألف . هذا الامتداد، لم يستوقف امراءة فقدت كل ما حواليها من حماة، فاحتمت بقوة الارادة . تلك هي زينب الخطر الذي يداهم الامبراطوريات، واستعماريات الشعوب، وحكم الطغاة، وقطع نحور الاحرار . هكذا سجلها التاريخي، لم تمر عابرة، بل أسست للارادة المواصلة والمثابرة، فأقلقت القريب والبعيد.
ان تفسيرك فيه من الابعاد، من الضرورة ان يكترث به امثالك لما للخطاب من قوة تاثير عبر الازمان، وللارادة الديمومة في تواصل لم تنفك عراه، حين يكون القوة الدافقة لكل الاحرار. وليس من الغرابة قولك : لكن ما هي القوة التي كانت تهدد بها مملكة يزيد ؟
هذا ما يدفعكم للتأمل و التخوف . وقولك إن زينب هذه يجب أن تموت، و يجب أن لا تأتي زينبات أخريات، وإلا هلكت عروشنا . يجب أن نقتل كل زينب. و لذا يتحتم علينا معرفة كل ما تحمل من زينب من مبدأ أو قيم أو خلق ام فكرأو سياسة فنضع لها كمينا نسحقها حتى نقلل من شأنها، علينا أن نؤسس ثقافة تطارد زينب و تحطمها فلا تجد لها من يقتدي بها فيموت أثرها شيئا فشيئا فتخلو لنا عروشنا.
ايها السيد على درب زينب تناسلت الثائرات، مهما اختلفت الاثنيات، لان طريق الاحرار ترسمه نماذج مضيئه، وعلى هذا الضوء المنير، سارت خطى مناضلات في مفهوم التحرر " جميله بو حيرد" " سناء محيدلي " " جان دارك " ودلال المغربي وليلى خالد ، واميه الجبوري والعراقية التي اعطت ست من ابناءها في الانتفاضه الشعبانيه . وصبر العراقيات وهذا ما يقلقكم . ولهذا لك العذر حين تقول :نحن نقدس السيدة العذراء و لكن لم نحسب لها اي حساب سياسي، أما هذه الزينب فحسابنا السياسي لها يفوق كل حساب آخر.
هنا قوة زينب، في شخصية نادرة الوجود، لم تبك الا في خلوتها في أناء الليل والبكاء ثابت في لوح الذات ودافع دافق، ولم تتهاوى او تهن، شامخة وهي تعصف بالرؤوس الخاوية والخائنه، ولم ينل منها الخوف قيد انمله . تناولت القضية كتسليم من قائد لقائده، ومن خطاب الاحرار الثوار في ساحة الوغى، الى من اقلقت الارض وهزت العروش . صلبة وهي تضع الحقائق السماوية وشريعة الاحرار اذ تخاطب بكل ازدراء طاغية عصره : لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء كطِلاع الأرض وملء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة أخزى، وأنتم لا تُنصَرون . فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار، ولا يَخافُ فَوتَ الثار، وإنّ ربّكم لبالمرصاد .
أي شخصية تلك السيدة، وهي تسقط الاعمدة واركان الحكم على رؤوس الادعياء، حين تنبري بكل كبرياء، في مجلس كهربت اوصاله وتجمدت اوداجه، اذ ضربت خياشيم وعنفوان القتلة اذ تقول : مع اني والله يا عدو الله وابن عدوه استصغر قدرك واستعظم تقريعك، غير ان العيون عبرى والصدور حرى وما يجزى ذلك او يغني وقد قتل الحسين عليه‌السلام . فلئن اتخذتنا مغنماً، لتجدنا مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت يداك.
اذن فعقيلة الهاشمين ليست تلك البكاءة النواحة المنهارة . نعم الحزن لهيب يعتمر في صدرها، نعم الاسى مزق نياط جنانها، وهي تنتقل بين جثة اخ حبيب واخر كفيل وابن اخ في عز الفتوة وفتية في غرة الكينونة . نعم كل هذا قائم ومتحرك في خوالج صدرها، ولكن القيادة تحتاج ارادة صلبة يختفي بين ثناياها حزن عميق في لوح الذات. امراءة فاقت قدرات الصبر، حين تنهال المصائب، فأدت المهمة وحفظت النساء والاطفال، وانتصر شموخها على كبرياء الطغاة، فثارت الكوفة بتوابيها ألوفا ، واهتزت الكنانة غضبا، واعلنت الحجاز ثورة، وتواصل التاريخ عنوانه اللعنة على الطغاة . فزينب ليس مجلس عزاء ورثاء فحسب بل هي مفخرة الثوار وطريق الاحرار وسيدة العصور قصاد الظلم . وعز القائل :
ولو ان النساء كمثل هذي ...... لفضلت النساء على الرجال



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زينب عليها السلام ..... مطلوبة للاعدام
- انتهت الحرب .. فهل تهدأ وطاويط الليل ؟
- أمة أنكرت الولاية ... فمزقتها الغواية .
- ليكن السلام .. ولكن هل يؤوب اللئام ؟
- سجن الحوت . أوشك ان يفتح فاه .
- من هو قاتلنا ... دون شك أنتم
- ليحرس حشدنا ... ما تبقى من حطام .
- الشام الجديد .. ولادة مشوهه
- حيتان الحكم .. في خلوة
- ما بين قطع النحور ... ومنع المرور .
- أيها العراقي ... لو خليت قلبت .
- بلد ... مخترق يحترق
- الاجتهاد ... فقه علمي يلاحق الزمن .. النجف 4
- نتن ياهو ... لقد تغيرت المعادله
- لذاذة الاحلام ... في ... متاهة الاوهام .
- النجف ... الاسلام واليسار ... ج2
- النجف ... بين الامس واليوم
- رسالة جندي ... زمن الموت .
- وطن للبيع ... من يدفع ؟
- علي ع ... رجل دولة العدالة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - زينب عليها السلام ... مطلوبة للاعدام ... ج2