أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - من حكايات أمل














المزيد.....

من حكايات أمل


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 20:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت أمل فتاة ذكية ، فقدت جزءاً من ذكائها عندما ألحّت على الزّواج وهي في سن الثالثة و العشرين . كانت تذهب لبيت صديقتها من أجل التسلية، رشحت لها زوجاً . كان محام ، ولديه بيته الشخصي ، وهو أمر جيد حسب مفاهيم المجتمع، لكنّه أكبر منها بعشر سنوات ، لم تتجرأ والدتها على تشجيعها من الزواج منه ، مع أنّها -أعني الوالدة مقتنعة به-، قالت لها : والدك يكبرني بخمس سنوات ، ويعاملني كأمّه، ما الضير أن يكبرك بعشر سنوات ؟
أخيراً رأت أمل فتى الأحلام . طبيب ، يكبرها بعامين ، وعندما أتت عائلته ليطلبوا يدها كانوا قليلي الأدب ، فقال لها والدها اطرديهم . لا يناسبونك. لم يكن والدها محل ثقتها ، فقد كان مدمن كحول، وله علاقات نسائية ، و لا تأمل منه أن يساعدها، فقرّرت الاستمرار ، وقالت لها والدتها : أنا مع قرارك.
ما بعد العرس ، ليس كما قبله، وبعد شهرين أتت أمل إلى أمها، وقالت لم أحبّه أشعر أنّه مخنّث ، فاعترضت والدتها و طلبت منها أن تعود لأنّ للتسرع نتائج وخيمة، وبخاصة أنّ أمل حامل بابنها الآول .
يبدو أنّه غسل دماغها في هذه المرّة ، وقدمت له المال من عملها، ليس هذا فقط بل استغلت والدتها التي كانت بالكاد تؤمن مصروف العائلة ، وفيما بعد أصبحت تحبّه، تعلّقت به، اعتقدته رجلاً حقيقياً ، وفي مرّة قالت لها أمّها انتبهي إلى المال . لا تقدمي كل شيء ، فقاطعتها لساعات، لكنها لم تستطع الاستغناء عنها من أجل الطفل، ومن أجل الطّعام.
هاجرت أسرة أمل إلى أمريكا ، كانت تطمح بحياة كريمة ، و أن يكون لأطفالها شأن ، لكنّه كان بارد فاتر حتى تجاه أولاده، بل كان يقول عن ابنه أنّه نصف مجنون .
يحاول " الدكتور " أن يظهر بمظهر مثالي ، فيتحدث بشكل ناعم، وترتسم ابتسامة صفراء على محيّاه، وفي يوم من الأيام قال لها: أنت مختلة، ولن أعود إلى العيش معك.
أرسلت الرسالة إلى والدتها ، و قالت لها أخشى أن نبقى في الشّارع ، فأنا لم أعمل هنا ، و سوف يقطع المصروف، لقد سرق مالي وشبابي .
لجأت إلى قس كانت صديقتها ، فعرفتها على نائبة في البرلمان عن منطقتها ، ثم أحالتها النّائبة إلى محامية ، جلست معها ، وركزت على أسئلة محددة مثل كيف كنت تشعرين عندما تكونين معه ، أجابتها : أشعر أنّني مشوهة، و أعود لأبكي ، و نتعارك جميعاً فيكون يوماً أسود على العائلة . قالت لها المحامية : تصرف نموذجي عن الرجال الشرقيين، لكن هناك خوف على حياتك، وحياة الأطفال ، وعلينا أن نبلّغ الشّرطة ، قاموا بتبليغ الشرطة ، وكانت الشرطة تتواصل مع أمل ، تقول لها: أول ما يصل إلى المطار سوف نمسك به، ونرحلّك أنت و الأولاد عن البيت . بقي الأمر كذلك حتى انتهت إقامته فأقامت دعوى طلاق ، و أصبحت عازبة . طبعاً زوج أمل عاد إلى حضن الوطن، وتزوج من قريبته، وهو سعيد مع عائلته التي تتصف بالإجرام حيث أن زوج زوجته هو قتيل، وزوج أخته هو قتيل، هم قتلوا الناس فأتى من يقتلهم ، و الحياة تناسبه كثيراً ، فهو لم يستطع فراق القطيع!
ماذا جرى لها بعد ذلك؟
يعتقد أنّه انتصر عليها، لكن ما وراء الأكمة ماوراءها، لقد خسر أعز ما يملك: " أولاده" ، حتى لو رآهم بعد عشر سنوات، أو عشرين ينة، فهو لا يمثل لهم شيئاً ، وتلك الفرنكات التي صرفها عليهم لا تعادل ذهاب أب مع ابنه لحضور حفل تفوقه.
لا أحد يموت من الجوع إن استعمل عقله. أمل موظفة بدخل مقبول اليوم ، أولادها متفوقون في المدارس، وأصبحت تقضي رأس السنة هي و أولادها كل عام في دولة، لكنها وحيدة تحتاج لشريك، ومعه كانت وحيدة أيضاً ، وقد طلبها زميلها بالعمل ، لكنها لم تستطع الموافقة . قالت : لن أدخل رجلاً إلى بيتي ، ليعيش مع أولادي، لكن كلمته عندما قال لي : " سوف تعوّين مثل الكلاب" و ليس لك أهل تحتمي بهم كادت تجعلني أكاد أوافق ، ثم تراجعت ، فأنا لا أقوم بردود الأفعال .
هل يعتقد أن الزواج صعب؟ تقول أمل. يمكنني شراء رجل مثله لو أردت، فأنا أملك الجنسية و المال. اسألوا ذوي الخبرة، لكن لا. لن أقع في نفس المطبّ، قد ألتقي برجل يحترمني ، نتفاهم على الحياة ، لكنني لن أنظر إلى شهادته ، و لن أركض خلف الرّجال.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في النسوية ، وعقدة الزواج في سورية
- الجنس مقابل الترّقي في الوظيفة
- حقاً إن الفقر عار!
- صناديق الاقتراع
- ثورات الرّبيع، وحكام القطيع
- من الأسوأ
- عزيزتي الفتاة
- مرحلة الخراب الأدبي و الفني
- ميزان الصداقة
- احجز تذكرتك إلى الفضاء
- مزامير أمل
- من مذكرات امرأة مستورة
- تعلّم الحريّة
- امرأة لا مبالية
- الحريّة الدينية
- كأنّني انتحرت
- لغة الصّمت
- المارد الذي يعيش فيّ
- حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول
- متى تخلع النساء ثوب الضحية؟


المزيد.....




- -إذا عُرف السبب بطُل العجب-.. امرأة هندية تجبر ابنتها على اب ...
- حدثها بالجديد.. تردد قنوات الاطفال بعد أخــر تعديلات فيها لت ...
- براءتها ظهرت بعد 43 عاما.. أطول -إدانة خاطئة- لامرأة بتاريخ ...
- نادي الأسير الفلسطيني: 9300 معتقل في سجون الاحتلال بينهم 250 ...
- نادي الأسير: إسرائيل تعتقل أكثر من 9300 فلسطيني بينهم 75 امر ...
- دراسة تحسم الجدل.. من يتناول اللحوم أكثر الرجال أم النساء؟
- مقطع فيديو لحاجات مصريات يعبرن عن فرحتهن بعد وصولهن إلى مشعر ...
- -بالزغاريد-.. حاجات مصريات يثرن تفاعلا بفيديو من صعيد عرفات ...
- لماذا أثارت قضية الإجهاض -صداما- بين ماكرون ورئيسة وزراء إيط ...
- هل اقترب العلماء من حل لغز العمر المديد للنساء مقارنة بالرجا ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - من حكايات أمل