أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - حقاً إن الفقر عار!














المزيد.....

حقاً إن الفقر عار!


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذلك المرض المزمن الذي يسمى الفقر في سورية ليس وليد اللحظة ، فسورية رمادية بلا ألوان منذ البداية، لكن هناك نمط حياة يناسب ذلك الفقر المدقع، أو الطبيعي. طبعاً لا أتحدّث عمّن يعتبرون أن سورية هي بلد الياسمين وخمسة آلاف عام حضارة . أتحدث عن سورية ألف عام تخلّف ومثلها من الفقر، ثم ثمانية عقود من الفقر و القتل والاضطهاد ، منذ وصول البعث للسلطة، و البعث يكون أحياناً ظالماً عندما يستلم السلطة، ويصبح مظلوماً عندما ينقلبون عليه، وكلّه بعث بدون أيّة فلسفة أخرى فالأحزاب الداعمة يمكن إزالتها بجرة قدم .
بالنسبة لي أعتبر أن الفقر عار نمارسه بسبب قلّة حيلتنا واستسلامنا ، يمكننا أن نكون مستوري الحال ، يمكننا أيضاً مغادرة المكان كعمال وعاملات، وهناك متّسع في هذه الكرة الأرضية ، قد لا يمكننا اللجوء لأن للدول شروطها، ولكن إن أمكن لم لا؟
يردّد البعض أننا "كنا عايشين" ، وهم ليسوا فئة الموالين للنظام فقط بل أولئك المعارضون الأشدّاء الذين يتحدثون عن التّضحية برفاهيتهم، وبعضهم استلم منظمة حقوق إنسان ، أو غيرها، ويربح الكثير ، وهنا علينا أن نتحدّث عن الدّاخل السوري، حيث الفقر المدقع. لا. لم يتغير شيء، فالفقراء هم الفقراء ، و الأغنياء لا زالوا أغنياء ، الفقر و الغنى لايخدعان المشاهد، فتلك العوائل التي نزحت من درعا عوائل فقيرة، و أولئك الذين يتصدون للنّظام شباب فقراء لا قيمة لحياتهم، وعندما يتم التوافق بين البكوات ستكون باصات الذل جاهزة لنقلهم لأماكن أكثر إذلالاً، ينتقلون من سطوة النظام إلى سطوة الإسلاميين .
مصيبتنا كانت مع الموظف الذي يعتبر نفسه قد ضمن مستقبله من الوظيفة، فعاش على الحد الأدنى ، وبدأ في بناء المستقبل، و المستقبل بالنسبة له هو بيت يأويه هو وعائلته، لكن لن يكون هذا في عام أو عامين، إنه يستغرق حياة الموظف كاملة . صحيح أنه ليس في الوظيفة عمل إنتاجي، بل إنها تشبه البطالة، لكن عدد الموظفين في المنطقة الوسطى في سورية كان كبيراً بسبب الانتماء إلى البعث بينما في منطقة الجزيرة السورية كان العمل الموسمي هو الأساس.
ماهو الوضع اليوم؟ إنّه مثل الأمس ، فالمطاعم، و المسابح، وحفلات الأعراس هي نفسها، و الجوع هو نفسه. نحن جميعاً كنا جائعين من أجل أن نوفّر لأبنائنا الدراسة و اللباس، لكننا " جميعاً " نكابر، ونتحدث عن ارتفاع وانخفاض الدولار!
كانت النساء في الماضي ماهرات في تصدير القمصان، وابتكار طبخات تعتقد أنها مليئة باللحم. الموضوع برمته يعتمد على تلك الإنسانة التي خلقت، وبيدها مكنسة، نذرت نفسها للأسرة ، فمرتب زوجها تصنع منه المعجزات كما أنّها تعطيه الحق في شراء السيجارة لأنها جزء أساسي من الرجولة، لن أنسى أن بعض من كانوا يملكون السيارات، ومع أنهم في مرحلة ما لم يكونوا يملكون ثمن البنزين، لكن يوجد في سيارتهم سيجار كوبي فاخر، هم لا يستعملونه إلا كمظهر، وربما تبقى السيجارة معهم عاماً ، أو أكثر.
نعم ياسادة. كنا مهمشين وفقراء ، لكننا نجونا ، بقيت الأغلبية الغير ناجية. إنها الفرقة الكافرة-أعني الفرقة الفقيرة-. حتى اليوم لا زال البعض يخرج في رحلة جماعية غير مكلفة إلى البحر على سبيل المثال، أو إلى عيد النوروز ، أو غير ذلك ، ويجلس في عين الشمس هو و أولاده، يعودون ويتحدثون عن جمال الرحلة، وروعة البحر. جربت هكذا رحلة ،يمكنك أن تعتبرها نوعاً من التعذيب .
ربما لا توافقوني الرأي، لكن أقول أن الأغنياء لا يموتون إلا صدفة، ولا يتحمسون للكرامة و الوطن لأنهم هم جزء من تلك الكرامة التي يتوجب على الفقراء تقديمها حتى لو عن طريق التضحية بالنفس. حقاً إن الفقر عار !



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناديق الاقتراع
- ثورات الرّبيع، وحكام القطيع
- من الأسوأ
- عزيزتي الفتاة
- مرحلة الخراب الأدبي و الفني
- ميزان الصداقة
- احجز تذكرتك إلى الفضاء
- مزامير أمل
- من مذكرات امرأة مستورة
- تعلّم الحريّة
- امرأة لا مبالية
- الحريّة الدينية
- كأنّني انتحرت
- لغة الصّمت
- المارد الذي يعيش فيّ
- حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول
- متى تخلع النساء ثوب الضحية؟
- الفضاء الصيني
- فنّ العيش الكريم
- أثر الطلاق على المرأة


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - حقاً إن الفقر عار!