|
الحلاقة أرحم على التوانسة 🇹🇳 من الديمقراطين ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 17:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ من المؤكد وهو واقع يتيح للمراقب أن يقف قليلاً عند تاريخ ليس ببعيد ابداً ، فأعتقدت هكذا ، أو ربما الآن كما هو متوقع ، تتساءل ليلى الطرابلسي الملقبة بين التوانسة بالحلاقة ، وهي تحدث نفسها وتردد قائلةً ، ( لم يعجبهم حكم الحلاقة أرادوا تجريب لصوص الخطابات الرنانة ) ، وهو في المقام الأول همساً مشروعاً لا لبس به من حيث التشفي ، بل في واقع الحقيقة ، لا يقتصر على الطرابلسي ، زوجة الرئيس زين الهاربين الأسبق أو السباق بين المخلوعين أثناء الربيع العربي ، بل أيضاً من يقرأ تقرير الخاص بالوضع المالي لتونس وأين وصلت الأمور بعد الثورة ، سيصدم من الأرقام ، بل سيخرج بنتيجة أن الحلاقة ، ممثلة الاستبداد في تونس 🇹🇳 أرحم بكثير على الشعب للآسف من ممثلين الثوار ، تشير ☝معظم التقارير عن إرتفاع كبير للبطالة ومع الوباء إزدادت النسبة لدرجة أن المهن مثل السياحة ومرافقها دخلت مراحل الإفلاس الكامل ، لكن قبل ذلك ، إنتهجت الحكومات التى تعاقبت على حكم تونس 🇹🇳 ، تغيير منظم بين الطبقات الاجتماعية من خلال تبني سياسات الاقراض الخارجي والداخلي على حد سواء ، الذي أثر سلباً على المعدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي ، أي التضخم ، والذي ايضاً أنعكس ذلك على قيمة الدينار ، فباتت العلمة المحلية ( التونسية ) من الناحية الشرائية ضعيفة وبالتالي تضاعفت نسبة الفقر .
إذا كانت هدف الثورة هو تصحيح مسار النظام ، إذنً ، لماذا 🤬 الثوار مشوا على خطى النظام السابق ، بل تجاوزا كل أعراف فساده ، كما أنهم عجزوا على المساهمة في إغناء المجال السياسي والاقتصادي ، وهي حصيلة أقبح بكثير من إخفاق زيد هنا👈 أو عمرو هناك 👉 ، فعشرة سنوات بعد الثورة عاشت الحكومات التونسية على القروض الدولية دون أن تحسن التصرف في خلق مشاريع وطنية كبرى أو صغيرة تلبي احتياجات الأفراد ، ومع الأزمة الليبية فقدت تونس 🇹🇳 أكبر سوق عمالة كانت تُعتبر الملاذ الطبيعي لعمالها ، وأيضاً مع إرتفاع نسبة اللجوء السوري والعراقي إلى الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 تقلصت فرص المهاجرين التوانسة إليه ، فأوروبا كانت بالنسبة للمغرب العربي منذ الاستقلال وحتى الآن ، الفرصة الكبيرة لأبنائه في تحسين حياتهم ، وبالتالي ، مع كل هذه الظروف الاقتصادية القاسية والخطيرة ، مطلوب من خزينة الدولة تسديد خلال الأربعة سنوات القادمة مليار دولار سنوياً ، الذي يعني أن المديونية العامة للدولة تخطت نسبة 90 % من الناتج العام المحلي ، وهذا من الناحية الاقتصادية يعتبر تهديد لأمن الوطني للدولة ويكشف حجم الأزمة المالية والاقتصادية التى تواجهها البلاد ، وهو ما يشير عن إفلاس قريب في ظل غياب خطط قادرة على إيجاد بدائل ملموسة ، والذي يعرض الدولة والجغرافيا إلى تهديد في سيادتهما الوطنية ، بالأخص مع توجه الدول الكبرى والدول الغنية العربية في وقف منح تونس 🇹🇳 قروض إضافية لعدم قدرتها على التزامها بالسداد وتجاهلها لتبني خريطة إصلاحية عميقة على كافة المستويات .
من جانب آخر ، هو أمر قطعياً ، لقد دمرت إجراءات الجائحة السياحة التى كانت تعتمد الدولة على مداخيلها ، تقدر سنوياً ب 2 مليار دولار بالطبع ، توقفت المطارات عن استقبال السائحين وفي المقابل ، أمعنت الحكومات المتعاقبة على هدم الدولة من خلال تقاسم السلطة ، انشغلت القوى السياسية في حرب المواقع لإدارة المؤسسات الذي انعكس سلباً على قدرة الموازنة في الاستمرار ، فالعجز وصل إلى 6 مليارات دولار ، مع دين شارف على أكثر من 30 مليار يورو 💶 ، ومع كل هذا كان من المفترض للحكومات إعتماد نظام اللامركزية في الحكم ، لأن باختصار تونس 🇹🇳 لكي تخرج من أزمتها الحالية ، لا بد من اعتماد نظام المجالس المحلية التى تقترب بشكل مباشر من هموم ومطالب الناس دون تعقيدات بيروقراطية للدولة أو حزبية ، مبني على تحديث جديد لنظام الأتمتة ، الذي تعتمده الدول الذكية / الشفافية /اللا مركزية / حاضنة التقنية / الحوكمة الرشيدة .
أخيراً وفي ظل الساعة ، ساعة الرمل الاخذة في النفاذ ، مازال التونسي يلقي على نفسه سؤالاً الذي لا منفعة تحته ، أي النظامين أفضل ، الاستبدادي أو الديمقراطي ، الجوع بكرامة أو الجوع دون كرامة ، وبعيداً عن كل ما يقال حول إستخدام الرئيس قيس سعيد للمادة 80 من الدستور ، تبقى المسألة الاقتصادية بعد الحرية السياسية هي الأساس ، بل الأزمة الاقتصادية تعمقت قبل مجيء الرئيس الحالي وبناء على تعمقها تم انتخابه من شرائح واسعة من الشباب والشابات ، وبالتالي لا خطر يعادل خطر المستبسلين في إمساك السلطة من أجل السلطة ، لهذا تونس 🇹🇳 بحاجة إلى توافق من أجل 🙌 إنقاذها من الإفلاس والانهيار . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرية القضاء في تونس 🇹🇳 وصنع التوازن بين القو
...
-
التغير في مصر 🇪🇬 من محمد علي لعبد الناصر / و
...
-
إلى المستشارة الالمانية صديقتي أنغيلا ميركل 🇩㇊
...
-
الديمقراطيون أصيبوا بعقدة 🪢 من الأسد ، عقدهم .
-
الدبلوماسية لا تعتمد على حسن النوايا / وقاموسها لا يعترف بشي
...
-
أعلى الكلام من أجل 🙌 النهوض والتعنت المدمر ...
-
حاويات فارغة واسطوانات قاتلة
-
الهاشمي من أزقة الفلوجة إلى ميادين الإعلام العربي والدولي /
...
-
صناعة المفاهيم وسياسة الصراصير
-
تحرير حركة طالبان ، واجهة الحركة الاسلامية في وسط اسيا وحاضن
...
-
دولة إليسا تتجاوز المليار إنسان ودولة سياسو لبنان تتراجع إلى
...
-
النذل الصغير🕴 ، رامسفيلد يحصد بقذارة من الأسواق الأم
...
-
الأوهام والحقائق / التلال الثلاثة ، سلوان كانت مقدمة للتطهير
...
-
المعضلة التاريخية بين الشعب الجزائري 🇩🇿 والج
...
-
إنَّها قاعدةٌ بسيطة 💁 ( أفهم الناس تحكمهم ) .
-
أتعبني وأنا أفكر بحاله واستنزف طاقتي هذا الشعب ...
-
طريق الجليد / بين السردية الصينية 🇨🇳 والهوية
...
-
إيران الباحثة عن موطأ قدم في المنظومة الدولية / ما هو متوفر
...
-
من الناحية النظرية / الجزائر 🇩--------🇿-----
...
-
المعلم وليام يسقط نتنياهو ...
المزيد.....
-
السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة
...
-
سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس
...
-
أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة
...
-
الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
-
انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
-
عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح
...
-
القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24
...
-
مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة
...
-
عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي
...
-
عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|