أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكامل ) بالاضافة إلى مشكلة الحركة















المزيد.....


العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكامل ) بالاضافة إلى مشكلة الحركة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 13:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ملاحظة هامة
توجد جرعة زائدة من التخيل ، أو التنظير ، في هذا النص بسبب موضوعه الاشكالي نفسه ( الحركة ) .
أعتقد أن الموقف العلمي الحالي من الحركة ، يمثل حالة خاصة وجزئية ، وهي تقتصر على حركة المكان أو العناصر . بحيث يتم تجاهل حركة الحياة والزمن معا ، وهذا الموقف يحتاج إلى النقد والتصويب .
ودوري في هذا المجال لا يتعدى التنبيه _ مع التوبيخ عند اللزوم _ وعرض تصور أولي ( عام ) لأشكال الحركة الثلاثة .
....
الحركة ثلاثة أنواع :
1 _ حركة المكان ، أو المادة .
وهي الحركة التي تدرسها الفيزياء الحالية بنوعيها ، الكلاسيكية بالإضافة إلى فيزياء الكم .
2 _ حركة الحياة .
وهي نوعين حركة موضوعية ، وحركة ذاتية .
3 _ حركة الزمن .
وهي نوعين أيضا حركة تعاقبية ، وحركة تزامنية .
....
حركة الزمن ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع في الكتاب الأول ( النظرية ) ، وعبر نصوص عديدة منشورة على صفحتي بالحوار المتمدن .
يوجد خلط بين حركة الحياة وحركة الزمن ، مع أنهما يتعاكسان بالفعل عبر كل لحظة ، خلال الحركة التعاقبية للزمن والموضوعية للحياة ( أو التعاقبية بين الأجيال وبالنسبة للفرد أيضا ) .
حركة الحياة تمثل المشكلة الأكثر تعقيدا .
بالإضافة إلى الحركة الذاتية ، أو العشوائية ، التي تأتي كردة فعل على المحيط والبيئة توجد الحركة الموضوعية _ التي تعاكس حركة الزمن .
....
ملحق ( محاولة لتخفيف حدة التخيل ) ...

يختبر الانسان الوقت ( الزمن ) بأنواعه الثلاثة ، المستقبل والحاضر والماضي ، بمشاعر لانهائية في التنوع والاختلاف .
وهذا سبب الفوضى الثقافية العالمية ، في الموقف من الزمن او فهمه ، بالعربية خاصة .
مثال تطبيقي ... قراءتك تحدث بالحاضر طبعا ، بينما الكتابة التي حدثت في الحاضر أيضا ، هي الآن في الماضي لا في المستقبل طبعا ( فترة قراءتك ) .
....
بسهولة يمكن التأكد من نسبية الحاضر ، بالتزامن يسهل التأكد من موضوعية الماضي والمستقبل . باستثناء الحيز الذي يتمثل بعمر الفرد الإنساني _ التقديري بطبيعته _ حوالي 70 سنة .
اليوم ، وفي كل يوم أو لحظة : نكون نحن ( الأحياء ) في الحاضر ، والماضي خلفنا أو داخلنا ( وجميع الموتى ) ، والمستقبل بالعكس أمامنا أو خارجنا . خاصة الماضي الموضوعي قبل الولادة ، والمستقبل الموضوعي بعد الولادة ( وجميع من لم يولدوا بعد ) .
....
....
العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة الساعة والمال
( النص الكامل )

1
الحياة والزمن وجهان لنفس العملة ، لا يوجد أحدهما بمفرده .
وبنفس الوقت ما تزال العلاقة بينهما في مجال غير المفكر فيه .
وهذا أمر غريب ، بل جنوني ويصعب فهمه !!!
....
قبل عدة سنوات _ بداية 2018 ، صدمتني الفكرة / الخبرة الجديدة : الزمن يأتي من الغد إلى الأمس عبر اليوم ( على العكس تماما من الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة ) .
وكنت أعتقد أنني أول من يلاحظ ذلك .
فكرت طويلا قبل أن أتكلم ، أو أكتب عن الفكرة الجديدة .
....
كنت أفترض أن الفكرة تقوم على مغالطة منطقية ما ، وربما لغوية ، وستكشف قريبا بعدما أكتب عنها ( خلال عدة أشهر على أبعد تقدير ) .
كنت أشعر وأعتقد ، بشكل فصامي ، نصف مقابل نصف .
يشبه إيماني بعد الخمسين : نصف مقابل نصف .
لكن ايماني بالأديان صفر ، بما فيها البوذية والتنوير الروحي .
2
أحيانا أفكر :
من غير المعقول أن تكون الفكرة صحيحة ، ويتجاهلها العالم إلى هذه الدرجة .
ثم أعود وأذكر نفسي ، حسين انتبه : أنت تعيش في عالم شبه مجنون .
تخيل نفسك تعيش في زمن غاليلي وداروين ....
عليك أن تثق بخبرتك ، ومحاكمتك المنطقية خاصة .
3
الخطأ الأساسي في الثقافة العربية ، اعتبار الزمن والوقت والزمان ثلاثة .
هما واحد فقط .
مكونات أحدها ، أو مضاعفاته هي نفسها .
يوم الزمن أو الوقت أو الزمان هو نفسه .
أيضا الساعة أو الدقيقة أو القرن .
وهذا برهان تجريبي ، وحاسم .
4
الخطأ الأساسي في الثقافة العالمية ، والعربية ضمنا ، اعتبار الحياة والزمن واحد بينما هما اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد مطلقا .
يوم الزمن تقيسه الساعة ، وأي فترة أخرى .
بينما يوم الحياة يعيشه الجسد ، ويتمثل بالمرحلة العمرية : بين الطفولة والشيخوخة .
5
لا أعرف ماذا علي أن أفعل ، أكثر من الكتابة بهذا الوضوح ؟!
....
....

العلاقة بين الحياة والزمن
أو معادلة كل شيء :
س + ع = الصفر .
تجمع بين الحياة والزمن ، معادلة صفرية من الدرجة الأولى .
وهي تفسر الكثير من مشاكل المنطق والفيزياء الحديثة خاصة ، وتفسر ظاهرة الصدفة بشكل علمي _ منطقي وتجريبي بالتزامن .
كما أنها ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الأرض .
1
الحقيقة 1 ، لا يمكن التمسك بالحاضر ، ولا البقاء فيه .
الحقيقة 2 ، الحاضر يتحول باستمرار إلى اتجاهين متعاكسين _ إلى الغد والأمس بالتزامن . نصفه الزمني يتحول إلى الأمس والماضي ، ونصفه الحي المقابل ، يصير الغد .
الحقيقة 3 ، الأمس يتحول إلى أمس الأول ، ثم الذي قبله ... ، بالتزامن يتحول الغد إلى اليوم فالأمس ... بشكل دوري ومستمر .
الحقيقة 4 ، الأحياء يبقون في الحاضر ( نبات ، حيوان ، إنسان ) من لحظة الولادة أو التكون حتى لحظة الموت أو الفناء .
الحقيقة 5 ، الواقع المباشر _ والواقع الموضوعي أيضا _ نتيجة الحقائق الأربعة بالتزامن .
2
الاحساسات والمشاعر ، معها التصورات ، ليست عقلية ولا مادية ، بل هي النسيج الذي يتكون منه العالم .
ونحن لا نستطيع أن نعرف سوى المرحلة الحالية ( الثانية ) . حيث الأولى مزدوجة بطبيعتها ومن البداية الحياة والزمن ( الماضي والمستقبل ) بالتزامن ، مجهولة بالكامل .
والمرحلة الثالثة تكون بعد الموت ، وهي مجهولة للفرد الميت بطبيعتها .
بالنسبة للعالم والواقع الموضوعي يختلف الأمر ، لكن لا أعرف الكثير عن هذا الموضوع ولا القليل حتى ، ولم أفكر به من قبل .
وهذه أول محاولة للتفكير به ...
المرحلة الأولى قبلنا ، قبل الحياة والزمن والانسان معا .
قانونها الأساسي ، والوحيد الذي نعرفه حاليا ، الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
3
الواقع ، لا المباشر فقط بل الواقع الموضوعي والمشترك أيضا ، مرحلة ثانوية وثانية بطبيعته .
المرحلة الأولى متناقضة ويتعذر فهمها ، حيث أن الوجود والماهية أو الحياة والزمن يتناقضان بالفعل ...
تصدر الحياة من الماضي وعنه ، على النقيض من الزمن ، الذي يصدر من المستقبل وعنه .
كيف يمكن فهمها وتفسيرها ؟!
هذا ما أعمل عليه بجدية ، وصبر ، مع نتائج متواضعة عادة .
مع بعض التقدم الواضح ، كما أعتقد ...
الموضوع يستحق ، ربما خلال السنوات القادمة تحدث المفاجئة !
....
....
كيف يحضر الانسان في العالم ؟
( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )

الحياة والزمن وجها الوجود المتقابلين _ المشكلة وحلها بالتزامن ...
الحياة والزمن اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد مطلقا .
1
الحياة والزمن مثل وجهي العملة الواحدة ، لا وجود لأحدها بمفرده .
هذه الحقيقة ( المشكلة ) ، ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وحركة الزمن بالعكس تماما .
يمثل الماضي داخل الكرة الأرضية وبالعكس يمثل المستقبل خارجها ، وبهذه الصورة يتكشف الموقف العقلي المشترك ، والموروث ، وهو خطأ بالجملة كما أعتقد .
وقد عبر عنه شوبنهاور بوضوح ، بأن الانسان يأتي من العدم إلى الحياة ، ثم يعود إلى العدم بعد الموت . أو أن الحياة ومضة بين عدمين ، وقد كنت اعتنق هذا الموقف . وأعتقد الأن أنه خطأ على المستويين المنطقي والتجريبي معا .
بعبارة ثانية ،
يمكن التأكد بشكل منطقي ، وربما بشكل تجريبي مستقبلا ، أن للعدم أنواع عديدة ويشبه الوجود في تعدد أنواعه وأشكاله غير المنتهية .
العدم الذي تصدر عنه الحياة ، أو تتصل به ، ومصدره الماضي يختلف نوعيا عن العدم الذي يصدر عنه الزمن ، ويتصل به ، ومصدره المستقبل .
وهذه الفكرة ناقشتها في نصوص عديدة سابقة ، ومنشورة على الحوار المتمدن .
....
علاقة الوجود والعدم تشبه علاقة البداية والنهاية .
كما توجد بدايات عديدة ، متنوعة ولانهائية ، توجد مقابلها نهايات متعددة ولانهائية أيضا .
هذه الفكرة نتيجة مباشرة لفهم العلاقة بين الحياة والزمن ، بشكل علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) .
مثلا العدم الذي يتصل مع بداية الزمن ( المستقبل والأبد ) ، يختلف بالكامل عن العدم المقابل والذي يتصل مع بداية الحياة ، هما نقيضان كما أعتقد .
والأهم بهذه الفكرة ( الجديدة ) أنها تصحح الموقف الخطأ ، المنسوب إلى شوبنهاور منذ عدة قرون ، بأن الانسان ينتقل من العدم إلى الحياة إلى العدم ثانية ، ولم يعترض عليه الفلاسفة ولا العلماء بحسب معرفتي . حيث اقتصرت الاعتراضات على هذه الفكرة ، على الردود الغيبية والسحرية .
....
الزمن نسبي وموضوعي بالتزامن .
يقتصر المجال النسبي على الحاضر ، بالإضافة إلى حيز صغير يمثله الحاضر المفترض أو الزمن المباشر والحالي ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم .
بينما يمتد الزمن الموضوعي ، أو المطلق ، على الماضي الموضوعي ، وعلى المستقبل الموضوعي أيضا بالتزامن .
يشمل الماضي الموضوعي كل ما حدث ، حتى هذه اللحظة ( هما لحظتين في الحقيقة ، لحظة الكتابة في الماضي فقط ، بينما لحظة القراءة تشمل الأزمنة الثلاثة ) بالتوقيت العالمي .
ويبقى تحديد المستقبل الموضوعي هو الأكثر صعوبة ، حيث أنه يتناقص يوميا بمقدار يوم واحد ، أو 24 ساعة ، بحسب التوقيت العالمي المعروف .
2
ما هي العلاقة ( الحقيقية ) بين الوجود والعدم ؟
الماهية تسبق الوجود _ عبارة سارتر الشهيرة ، المثال النموذجي على تسرع بعض الفلاسفة والعلماء ، إلى درجة الخفة ، في تفسير مشكلة أو ظاهرة ، وحتى قبل أن يفهموها بشكل منطقي وتجريبي .
هل الله موجود أم غير موجود ؟
السؤال الذي سخر منه بوذا .
وكان جوابه بأنه سؤال سخيف ، ليس الله مشكلتي ولا مشكلة أحد .
من يحاول اثبات وجود الله أو انكاره ، بالأدلة العقلية ، وجهان لنفس العملة الرديئة ، أو التعصب الأعمى والجهل بعبارة أوضح .
....
العدم أو اللاشيء أو الخلاء أو الأثير سابقا ، لها نفس المعنى في هذا النص خاصة ، كنقيض للوجود الذي يقبل الملاحظة والاختبار العقلي .
لكن يبقى سؤال الزمن لا يمكن التهرب منه أو القفز فوقه ، في أي مناقشة منطقية ولو في الحد الأدنى .
الساعة آلة الزمن ، وقد تطورت بشكل مذهل في درجة الدقة والموضوعية ، خلال القرن الماضي . وهي دليل منطقي ومتكامل على وجود الزمن ، بشكل مشابه للعلاقة بين اللغة والعقل ، أو الديمقراطية والدولة الحديثة ، أو العلاقة بين احترام حقوق الانسان والصحة العقلية .
والمفارقة في الموقف الثقافي العالمي ، المقلوب ، من الزمن والساعة .
حيث ما يزال الاعتبار ، أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل !
وخطأ آخر أيضا ، حيث دوران عقارب الساعة ( وحركة الساعة الإلكترونية أيضا ) تتوافق مع حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، وهي عكس حركة مرور الزمن .
....
موقف من يعتقدون _ات أن حركة مرور الزمن تبدأ من الماضي إلى المستقبل يشبه ، وإلى درجة التطابق ، موقف من يعتقدن _و أن الأرض مسطحة وليست كروية .
3
قبل عشر سنوات فقط ، كنت أفكر بنفس الطريقة الشائعة ، والسائدة في الثقافة العالمية _ في العلم والفلسفة خاصة _ ...للأسف ، بكل أسف .
....
الحياة لحظة بين عدمين ، هكذا كنت أعتقد .
ولم أكن أعرف أي شيء عن العلاقة بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والحاضر والمستقبل خاصة .
بالملاحظة المباشرة ، مع بعض التركيز ، يمكن فهم ظاهرة حضور الانسان في العالم ، وتمثلها أيضا بدلالة ولادة الفرد وبسهولة بالغة .
الوجود حياة وزمن معا ، لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ، ....
والوضع أسوأ من ذلك ، بدل الاعتراف بالجهل العلمي والثقافي لطبيعة العلاقة بين الزمن والحياة ، يتم تجاهل ذلك عبر موقف الانكار العالمي .
يمكن التعبير عن الحياة بدلالة الزمن ، والعكس صحيح أيضا حيث يمكن التعبير عن الزمن بدلالة الحياة . وهذا هو الموقف العالمي الحالي ، الحقيقي ، والمشترك بين مختلف الثقافات . مثاله الساعة ، فهي تتوافق مع حركة الحياة وعلى العكس من اتجاه مرور الزمن .
4
ليست الحياة لحظة بين عدمين .
والزمن أيضا ليس كذلك .
ببساطة لا نعرف .
أتحدث باسم الفلسفة والعلم هنا .
لا أحد يعرف بشكل علمي أو منطقي .
....
لحسن الحظ ، يمكن التقدم خطوة حقيقية في اتجاه حل مشكلة حضور الانسان في العالم .
الحياة تأتي من الحياة ، من الماضي وتتجه إلى المستقبل عبر الحاضر .
( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
الزمن يأتي من الزمن ، من المستقبل ويتجه إلى الماضي عبر الحاضر .
( أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
....
ملحق
لماذا تتكرر بعض الأفكار في هذا النص ، بشكل دوري ، وشبه ثابت ؟
يوجد سبب قصدي ، وآخر غير قصدي وغير واع أو شعوري ، أعتذر عنه بالفعل .
وأما بالنسبة إلى السبب القصدي فهو مزدوج أيضا :
1 _ سبب شخصي ، لكي أتمكن من فهم الأفكار الجديدة ، والتي يصعب فهمها او تقبلها ( مثلا كيف يصدر الزمن من المستقبل ) .
2 _ سبب ثقافي ، وهو يخص القارئ _ة الجديد _ة خاصة .
حيث مع التكرار ، والاعادة ، يألف العقل هذه الأفكار الصادمة في البداية ، وخلال ملاحظتها ، مع تطبيقاتها تترسخ في الوعي أولا ، وفي اللاوعي أخيرا ، كما حدث مع فكرة الأرض الكروية ، فقد تحولت الفكرة الجديدة ( والصحيحة طبعا ) إلى جزء من الموروث الثقافي العالمي .
....
....
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال

الموقف الثقافي الحالي ، العالمي والمحلي ، وخاصة موقف العلم والفلسفة ، يعتبر أن الزمن والحياة واحد بشكل ضمني ، أو في اتجاه واحد .
وبشكل صريح وواضح ، يعتبر الموقف الثقافي الحالي _ بما فيه موقف العلم والفلسفة _ أن اتجاه حركة الحياة والزمن واحدة : من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر .
أعتقد أن هذه الفقرة ، الفكرة ، تحتاج إلى الفهم قبل متابعة القراءة .
1
في ستينات القرن الماضي ، كان الموقف الشعبي السوري ( لا أعرف كيف كان الموقف الثقافي السوري ، أو غيره ) يعتبر أن الأرض مسطحة وثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
وكانت المشكلة العقلية فردية ، على كل طفل _ة مواجهتها وحلها بمفرده .
طبعا مشكلة الطرف أو الأطراف ، لا يمكن تجاوزها في التصور التقليدي حول الأرض المنبسطة والثابتة . بالإضافة إلى مشكلة ماذا يوجد فوقها وتحتها ... ، وكان الطفل _ة فوق المتوسط _ ة ، عادة يتوقف عن الأسئلة بعدما يتلقى لطمة أولى ومفاجئة ، تثير الصدمة والرعب أكثر من الألم .
....
مع أواخر الابتدائية وبدايات الإعدادية ، يكون الطفل _ة المتوسط قد استبدل ذلك الموقف العقلي أو التصور للأرض الثابتة والمسطحة ، بالموقف العالمي المعروف ، الذي شيده كوبرنيكوس وغاليلي وغيرهم .
كيف يحدث ذلك ؟
لا أعرف .
حتى تجربتي الشخصية ، في ذلك الانتقال من موقف عقلي إلى آخر يختلف عنه بالكامل ، بالكاد أتذكرها .
كنت صبيا متدينا ، وصرت مراهقا لا دينيا ، ثم شابا يساريا .
جيلنا الستينات ، ومعه الخمسينات والسبعينات ، يتشابه في تلك النقلة الدرامية من تصور الأرض الثابتة ، والمنبسطة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم _ إلى تصور الأرض الكروية والتي تدور حول الشمس .
انتبهت إلى ذلك بالصدفة .
كنت أتحدث مع أولاد أخواتي حول الفكر الجديد ، وهم في المرحلة الجامعية ، والمعاناة مع فكرة الأرض المسطحة والثابتة .
تفاجأت تماما ، بأنهم لا يعرفون الفكرة . وأن أول تصور لهم ، ما تعلموه من أفلام الأطفال قبل المدرسة . وهو نفسه الموقف العلمي الحالي .
هذا جميل ، ولكن .
....
نتلقى المعلومة الجديدة بإحدى طريقتين :
1 _ المعلومة _ الخبر ، وبهذه الحالة تبقى سطحية ، ومنفصلة بالفعل عن الموقف العقلي المتكامل من النفس والعالم والوجود .
2 _ المعلومة _ الحقيقة أو الشخصية ، وبهذه الحالة يتغير الموقف العقلي لكي يتناسب مع المعلومة الجديدة .
مثال على ذلك ، نتلقى معلومة مرض السرطان لشخص لا يهمنا أمره كخبر فقط .
وبالعكس نفس المعلومة ، عندما تكون مرضنا الشخصي أو لقريب وعزيز يتغير موقفنا بالكامل .
مثال آخر المعتقد ،
عندما تكون المعلومة الجديدة تخص المعتقد الشخصي ، تغيره بالفعل .
لكن عندما تخص معتقدات الآخرين ، تكون مجرد خبر .
2
الموقف العقلي الحالي ( اتجاه سهم الزمن والحياة واحد ، ويبدأ من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ) ، يشبه الموقف السابق من الأرض الثابتة والمسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
....
الحياة والزمن يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما .
( اتجاه حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
واتجاه مرور الزمن بالعكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر ) .
هذه ليست فكرة خبرية فقط ، بل هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . في أي نقطة على سطح الأرض .
ويكفي ملاحظة واحدة معاكسة ، أو فكرة منطقية ، لأعتذر علنا مع الشكر .
3
الساعة اختراع إنساني ، وربما اكتشاف ، لا يقل أهمية عن العجلة .
الساعة واللغة أقرب إلى التشابه ، مع الاختلاف النوعي بينهما .
لا ينفصل العقل الإنساني عن اللغة والساعة ، وتاريخها واحد لا ثلاثة .
....
لماذا تبخيس قيمة الساعة إلى اليوم ؟!
تشبه شهرة فرويد واستمراره بيننا ، بالمقارنة مع نسيان باستور شبه الكامل في الثقافة العالمية .
باستور عالم قدم للبشرية خدمة كبرى ، نسيناها جميعا .
فرويد أو ماركس ، قدما ألعابا مشتركة بين الخطأ والصواب .
غالبا العلم ينسى ، والفن يبقى .
4
بصرف النظر عن طبيعة الزمن _ وكيف سينتهي الجدل مستقبلا ، بعد سنوات أو قرون ، بين الاتجاهين أو الموقفين من الزمن ( الذي يعتبره مجدر فكرة عقلية وعداد آلي ، أو نقيضه الذي يعتبره نوعا من الطاقة وله وجوده الموضوعي مثل الكهرباء والرياح ) _ تقيس الساعة حركة مرور الزمن ( الوقت ) بدقة وموضوعية ، وقد تحولت إلى المعيار الموحد والشامل في العالم الحالي .
وتزداد أهمية الساعة مع التطور ، بوتيرة ليست ثابتة ، بل تتضاعف وفق متوالية هندسية .
....
الحاضر أو الزمن ( الوقت ) الحالي والمباشر ، يمثل المشكلة وحلها بالتزامن .
الحاضر نتيجة المستقبل والماضي بالتزامن ، والعكس غير صحيح .
الحاضر مرحلة ثانية ، وثانوية ، بطبيعته .
5
باستثناء أقلية صغيرة تعيش خارج التاريخ _ وهي موجودة في كل المجتمعات والثقافات والأزمنة _ بعد النصف الثاني لهذا القرن ، سوف يكون الموقف الثقافي العالمي من الحياة والزمن قد تحول من التصور السابق الموروث والمشترك والخطأ ، إلى الفهم الصحيح ( الحقيقي ) .
الفكرة أو الخبرة ( الحركة المزدوجة والعكسية للزمن والحياة ) يمكن ملاحظتها في أي حدث ، مثلا الدقائق التي مضت خلال قراءتك لهذه الفقرة ، زادت على حياتك وأضيفت عليها _ بالتزامن _ نقصت من بقية عمرك .
والتفسير الوحيد ، المنطقي والتجريبي معا ، في المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى التي تمثلها العلاقة بين الزمن والحياة :
س + ع = الصفر .
وأعتقد أنها معادلة كل شيء ، التي كانت حدس ستيفن هوكينغ وهاجسه المزمن .
....
ملحق 1
الشخصية الفردية حقيقة ولكن ؟!
السلوك الجسدي أو العقلي ، يعكس شخصية الفرد المتكاملة بكل لحظة .
بالتزامن ، تتغير الشخصية مع كل سلوك أو فكرة ، سواء أكان جديدا أم عادة قديمة .
ممارسة الجنس كمثال ، او تناول الطعام ، أو عملية القراءة أو الكتابة ... يمكن تحديد الشخصية الفردية بشكل موضوعي , ودقيق ، بدلالة أحدها .
مثل بصمة الاصبع ، التي بقيت لقرون تطابق الهوية الفردية .
ملحق 2
مشكلة اليوم الحالي ( أو المباشر )...
يتناقض اليوم والغد بشكل دائم ، ومستمر .
ما يتعبك اليوم ، يريحك غدا .
والعكس صحيح أيضا :
ما يريحك اليوم سيتعبك غدا .
هذه ملاحظة عامة ، ومشتركة .
والاستثناء في حالة الصراع فقط ، على خلاف الوضع الطبيعي .
محاولة الربح أو الفوز اليوم وغدا وهم ، وخداع ذاتي .
تتكشف الصورة مع الأطفال خاصة .
ملحق 3
فكرة 2 حول المال والوقت :
الوقت مال حالة خاصة ، وعبارة ناقصة ومضللة غالبا .
المال يتضمن الوقت والجهد ، او الحياة والزمن .
وهذا مصدر قيمته الحقيقية ، بصرف النظر ونوعها أشكالها .
....
لكن ما علاقة ذلك بالساعة ؟
موضوع البحث المستمر ...
ملحق 4
بوضوح تتكشف الصورة ، مع مجموعة أطفال أو كبار
كل ما هو مزعج اليوم ، ونقوم به مع معرفتنا بذلك سيكون مصدرا للفخر غدا ، مع الرضى الدائم .
التجربة السابقة بوقف التدخين ، أو الرياضة ، أو الاجتهاد ، أو تحمل الألم أو تحمل الضجر ، ...
بالمختصر عشر دقائق تأمل باليوم ، تغير حياة الفرد بالكامل .
....
عشر دقائق تركيز كل يوم ، أكثر جدوى وفاعلية ...
بحسب تجربتي الشخصية التركيز سابق على التأمل .



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكا ...
- العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال
- القراءة / الكتابة صفقة ذكية بطبيعتها
- الفرد بدلالة الشخصية والهوية _ بين التشابه والاختلاف
- العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية أقرب إلى التناقض من التشا ...
- العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء ...
- كيف يحضر الانسان في العالم ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
- إلى أين يتجه الحاضر ؟
- أين ذهب الأمس ؟
- المعرفة الجديدة _ الجزء 2
- ما الذي تقيسه الساعة _ مقدمة عامة مع التكملة
- ما الذي تقيسه الساعة 2
- ما العلاقة بين الساعة والوقت ؟!
- المعرفة الجديدة _ جديدة ومتجددة بطبيعتها ( النص الكامل )
- المعرفة الجديدة 3
- المعرفة الجديدة 2
- المعرفة الجديدة 1
- تحقيق التجانس بين الجودة والتكلفة اتجاه الصحة المتكاملة
- الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا
- المعرفة الجديدة _ الطقس والعادة بدلالة الحاجة


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكامل ) بالاضافة إلى مشكلة الحركة