العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية أقرب إلى التناقض من التشابه ( مظلومية دونالد ترامب كمثال )

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 13:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

علاقة الصحة العقلية والنفسية أقرب للتناقض منها للتشابه
( مظلومية دونالد ترامب نموذجا )

في الثقافة العربية يوجد خلط بين الصحة العقلية والنفسية ، وهو بنفس درجة الخطأ ، والخطورة خاصة ، في الخلط بين الزمن والحياة .
....
توجد معايير عديدة ومتنوعة لكل من الصحة العقلية أو النفسية ، بعضها مشترك ، والبعض الآخر متناقض ، وأكثرها في مجال الاختلاف .
1
الصحة النفسية تتمحور حول التوافق الاجتماعي ، أو تكيف الفرد مع جماعته الأساسية ( ثقافية أو مهنية أو عرقية وغيرها ) .
وبعبارة ثانية ،
تتمثل الصحة النفسية بدرجة التوافق ، الفردي ، مع الأخلاق الاجتماعية ( الدينية أو المهنية أو السياسية وغيرها ) .
على خلاف ذلك ، تتمثل الصحة العقلية بالتوافق مع القيم الإنسانية المشتركة ( حقوق الانسان نموذجها ) ، ومع المعرفة العلمية خاصة .
يوجد معيار موحد للصحة المتكاملة ، أو المرض :
اتجاه الصحة المتكاملة العقلية ، والنفسية أيضا ، اليوم افضل من الأمس وأسوأ من الغد .
اتجاه المرض الشامل ، العقلي والنفسي خاصة ، اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
يوجد معيار آخر فردي ومشترك أيضا ، يتمثل بدرجة تحقيق التجانس بين العمر العقلي والبيولوجي .
لكنني أعتقد ، أن المعيار الأفضل بدلالة القيم الأخلاقية ( المشتركة ) :
حيث يعيش الفرد ( أو الدولة والمؤسسة ) بين مستويين متجاورين عادة ، وهي من الأدنى إلى الأعلى والأحدث :
1 _ الصدق النرجسي .
( نموذجه الوشاية والنميمة على مستوى الفرد ، أو الحكم الوراثي على مستوى الدولة والمؤسسة ) .
2 _ الكذب .
( وهو معروف للجميع ، الخداع وتزييف الحقائق بشكل مقصود ) .
3 _ الصدق .
( وهو أيضا معروف بالشفافية والعلنية على مستوى الفرد والدولة ، وخاصة نظام الحكم الديمقراطي والمؤقت بطبيعته ) .
4 _ الكذب الإيجابي _ ذروة القيم الأخلاقية .
نموذجه التواضع وانكار الفضل الذاتي على مستوى الفرد ، ونموذجه العالمي الحالي السويد وكندا وأستراليا .
بين المستويين 1 و 2 تعيش الشخصية الفصامية ، والدولة الفاسدة .
بين المستويين 2 و 3 تعيش الشخصية العصابية ، والدولة الأحادية .
بين المستويين 3 و 4 يعيش الأصحاء ، والدولة الحديثة .
( ناقشت هذه الفكرة سابقا بشكل تفصيلي وموسع ، عبر نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ) .
2
مظلومية دونالد ترامب التي رآها الجميع مرتين ، عندما كان الرئيس لأقوى دولة في العالم ، والثانية بصفته الرئيس السابق ( الخاسر ) .
....
يمكن تقسيم الموقف العقلي إلى ثلاثة مستويات أو مراحل ، من المرض إلى الصحة ، ومن الأدنى إلى الأحدث أو الأنضج :
1 _ موقف الانكار .
وهو موقف المرض العقلي الكامل ، يتمثل بالذهان والفصام .
2 _ موقف الضحية .
وهو موقف المرض النفسي _ الاجتماعي والمشترك ، بين جماعة أو فئة ثقافية أو عرقية أو مهنية وغيرها .
3 _ موقف المسؤولية .
وهو موقف الصحة المتكاملة ، العقلية والنفسية والاجتماعية والروحية .
....
رأى العالم كله دونالد ترامب ، في موقفي الانكار والضحية .
ولا أعتقد أن أحدا رآه في موقف المسؤولية الحقيقي .
( لا هو ولا غيره من زعماء العالم ) باستثناء عالمي نادر ، مانديلا وغاندي أيقونتا القرن العشرين .
....
ملحق
الصحة العقلية والصدق وتوحيد المعايير

1
لنتخيل أن دونالد ترامب كان الحاكم الفعلي في بلد شرقي ( روسيا او الصين أو تركيا أو ايران وغيرها ، في بلد عربي أو مسلم خاصة ) ....
ببساطة لكان البلد كله قد انحدر إلى مستوى تطوري أدنى ، وصار الزعيم المحبوب ، هو وسلالته ، مثل كيم ايل سونغ صورة طبق الأصل .
وهذا ما حدث في إيطاليا وألمانيا عشرينات وثلاثينات القرن الماضي .
....
القائد ( الشخصية والموقع ) يمكنه تحريك بلاده كلها درجة لفوق ، أو تحت المستوى الطبيعي الذي بلغته على سلم التطور الاجتماعي _ السياسي .
أو بوضوح أكثر ، في بلاد متخلفة يستطيع كل من يصل إلى موقع القيادة إعادتها ( كدولة وشعب ) إلى القرون الوسطى .
لكن في بلاد متقدمة مثل أمريكا ، لا يستطيع أكثر من إعادتها خطوة إلى الوراء دفعة واحدة .
من يعرف ، ربما تعود ( الترامبية ) وتعيد العالم إلى الوراء بالفعل ؟!
2
القانون ، على مستوى الدولة اتجاه السلامة الاجتماعية والثقافية وغيرها .
وحدة المعايير ، على مستوى الفرد اتجاه الصحة العقلية .
....
هل يحكم العالم الثالث المجانين فقط ؟
أعتقد أن الجواب نعم ، بصورة عامة .
هل المرض العقلي مسؤولية صاحبه _ت ؟
أعتقد أن الجواب نعم بالفعل ، بالطبع بعد التمييز بين المرض العقلي والنفسي ، حيث المرض النفسي يصدر عن الخلل الفيزيولوجي والاجتماعي وهو خارج إرادة الفرد ومسؤوليته غالبا .
على النقيض من ذلك المرض العقلي ، الذي يتجسد بالأفكار الواعية الخطأ والمناقضة لحقوق الانسان عادة .
3
الرجل الشرقي ، والمرأة الشرقية أكثر ، مستوى معرفي _ أخلاقي أولي وبدائي . يتمحور حول علاقات القرابة والعشيرة حصرا .
أعتقد أن دونالد ترامب يمثل الرجل الشرقي في الغرب ، ويمثل بقية زعماء العرب والمسلمين الرجل الشرقي ( أو المرأة الشرقية ) في بلادهم _ نا المنكوبة .
....
أعتذر عن المعالجة المبتسرة ،
هل يصح اليأس كعذر !؟
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل