أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - يوليسيس lysses














المزيد.....

يوليسيس lysses


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


اللورد الفرد تينيسون
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
أي أخبار تقول بأنني ملك كسول،
يجلس في جوار الموقد الخابي،
وسط هذه الصخور العارية،
زوجتي عجوز مسنة،
وأنا أصدر القوانين العوجاء،
على نسل متوحش من البشر،
تسمن وتنام وتأكل،
وتجهل من أكون...
لا أريد أن أستريح من السفر،
سأكرع كأس الحياة عن بكرة أبيها
لقد استمتعت بأوقاتي،
وكان شقائي لا يحتمل،
وحيد ، أو برفقة ثلة من الصحاب
على الشواطئ الهادئة،
أو حين يهيج البحر بأنوائه الماطرة في ظلمات البحار،
وهو يجرف حطام السفين

***

لقد زاع صيتي في الآفاق
لأنني أبحر بقلب متعطش،
لقد مررت بالكثير ،وتعرضت للكثير ،
وشاهدت ألاف الرجال والطباع والأجواء،
والمجالس والحكومات ولم أعرف نفسي،
رغم أنني قهرتهم جميعا.
وكرعت كؤوس الفوز من مقارعة الأنداد،
هناك في البعيد، على سهول طروادة العاصغة.

***
وأنا صرت جزءا مما رأيت،
وما خبرتي إلا قنطرة صغيرة،
يلتمع فيها مالم أزره من عوالم،
تذبل وتخبو هوامشها كلما تقدمت في الحياة،
كم هو كئيب لو توقفت!
كم هو كئيب لو بلغت النهاية!
كم هو كئيب لو صدئت ، ونسيت الصيانة!
كم هو كئيب ألا نلمع من كثرة الاستعمال!
وكأننا خلقنا كي نتنفس الحياة،
حياة فوق حياة، وكلها ضئيلة قصيرة،
وتلك التي قسمت لي،
لم يبق منها الكثير،
وكل ساعة فيها نجت
من ذلك الصمت الأبدي،
لكنها ظلت تأتي بالجديد الجديد.

***

كم هو بائس أن أحبس نفسي أعواما ثلاثة!
و روحي يلهبها الشوق للمعرفة،
مثل نجم غائر خلف أبعد حد للفكر البشري،
وهذا ولدي تليماخوس...ابني
سأترك له جزيرتي وصولجاني،
حبيب قلبي ، بصير بالعمل،
لطيف الحكمة والتدبير،
قادر على اخضاع هذا الشعب الجلف،
بتدرج لطيف لفعل الخير العميم،
بريء ، طاهر ، وهب نفسه لخدمة الناس،
يستحي من الفشل برقة وكرم،
يقدم فروض الطاعة لآلهة الوطن بعد رحيلي،
له عمله ، ولي عملي،
هذا هو المرفأ،وهذه هي السفينة ترفع الشراع
وهذا هو البحر القاتم العاتم الفسيح.

***

وأنتم يا بحارتي،
يا نفوسا تعبت وكدت وفكرت معي،
واستقبلت بفرح العواصف والمسرات،
وقاومت معي بقلوب صلدة وجباه مرفوعة،
***
نحن شيوخ طاعنون في السن،
للشيخ مجده وحكمته وجهده ووقاره،
الموت خاتمة كل شيء،
وقبل النهاية ، لابد من عمل نافع نبيل،
لايزال بمقدورنا فعله،
أن لا نتصارع مع الآلهة،
الضياء يلتمع على الصخور،
ويبدأ النهار الطويل بالتآكل،
ويعتلي القمر متثاقلا قبة السماء،
وتئن الأعماق بأصوات شتى،
هلموا يا رفاق الدرب!
لم يتأخر الوقت بعد للبحث عن عالم جديد،
ادفعوا الدفة ،واعتدلوا جالسين،
اضربوا الأخاديد الرنانة للبحر بمجاديفكم،
غايتنا الإبحار بعد مغيب الشمس،
خلف الأماكن التي تستحم بها،
كل نجمة غريبة....حتى أموت.

***

قد تسحبنا الخلجان إلى الأعماق،
وقد نعثر على الجزر السعيدة،
رأينا " أخيليس" العظيم الذي عرفناه،
لقد ذهب الكثير...لقد بقي الكثير،
ولم نعد بالقوة التي زلزلنا بها الأرض والسماء،
لكننا بقينا كما نحن...نحن نحن،
مزاج صلب واحد وقلوب جريئة،
أوهنها الزمان والمصير،
لكن عزمنا المتين يشدنا
لنبحث ونسعى ونجتهد ونجوب الآفاق،
ولن نستسلم أبدا.

***

العنوان الأصلي:
Lord Alfred Tennyson,Ulysses,2021



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات الحديثة وخصائصها
- أكلو اللوتس Lotus Eaters
- أرض الأحلام
- إلى النيل ، جون كيتس
- وبيده وردة حمراء
- معجزة الافطار
- شحرور بعينين زرقاوين
- فيزياء إدارة المعرفة
- الابتكار ومفاهيمه
- التقدم في السن، ماثيو أرنولد
- روميو وجولييت بين شكسبير وتشايكوفسكي
- أمريكا ، ألان جينسبرغ
- نفس القصص أما الوجوه فمختلفة
- من مفكرة شهيد
- وعد بلفور
- بديهيات
- أيتها العذارى ! حاملات المطر
- السحب الخالدة - اوريستوفانيس
- المهرج
- أغنية عن جرة إغريقية ، جون كيتس


المزيد.....




- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...
- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...
- مخرج «جريرة» لـ(المدى): الجائزة اعتراف بتجربة عراقية شابة.. ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - يوليسيس lysses