أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - من مفكرة شهيد














المزيد.....

من مفكرة شهيد


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
كنت أفكر دائما...وأسأل نفسي كيف سأموت ولماذا أموت؟
وكنت أحار في إيجاد الجواب....لكن كنت أتمنى دائما أن يكون لموتي قيمة...
فقدت الكثير من رفاق السلاح..أثناء الاشتباكات مع الإرهابيين...كنت أحزن على فراقهم دائما... وكنت أرافقهم في لحظاتهم الأخيرة...
لم أشعر يوما أن أحدهم تألم...أو بكى أو ناح...
كنت أحدثهم حتى اللحظات الأخيرة....لم نكن نفكر في شيء إلا الانتصار على الإرهاب.... رحيل رفاقي الهادئ الجميل جعلني أستسهل الموت....كنت أرى أن لموتهم قيمة...لم يرحلوا هكذا....
قد لا أعود....وقد أعود مثل المرات السابقة ....وقد أحضن رفيق سلاح لي و أحادثه في لحظاته الأخيرة كما جرت العادة ...
هذا المساء يا أمي لدينا معركة قاسية مع الإرهابيين....
هذا المساء يا أمي الحبيبة مختلف عن باقي الأيام.....
هدوء.....ونسمات باردة قليلا.... الجو منعش....
تذكرت لحظاتنا الأولى .... طفولتي الجميلة بقربك...
طبق الشاي....والكعك المدور....
تذكرت كيف كنا نحمص الفستق على المدفأة ....
ونحكي ونتسامر....
شعرت يا أمي أن هذا المساء مختلف....
واشتبكنا مع الإرهابيين واشتد الاشتباك ....سقط الكثير من رفاقي.... وحملت بعضهم بين ذراعي للوراء...وتابعت القتال....
لا أدري كيف أصف الإحساس الذي انتابني للحظة....
شعرت يا أمي أن هناك شيئا رطبا يسيل تحت سترتي....
لم أشعر بشيء... ظننت للوهلة الأولى أنه العرق الناجم عن التعب تلك الليلة ...
كان هناك الكثير من الغبار .. والأصوات حولي...
وبعد لحظة شعرت أن السائل تحت سترتي دافئ أكثر من المعتاد...وأكثر لزوجة من العرق....
تحسست بذلتي العسكرية ...كانت رطبة... ومشبعة بسائل أحمر...
يبدو يا أمي أنني لن أحضن أيا من رفاقي هذا المساء....
وحتى هذه اللحظة لم أشعر بأي ألم.....
أحسست فقط أن شيئا دافئا اخترق جسدي مرة أخرى ناحية الصدر الأيمن..... وشيئا آخر ناحية الصدر الأيسر....وفي كل مرة يزداد سيلان السائل الأحمر.. لم أعد أميز الأشياء.....
شعرت يا أمي أنني بدأت أفقد السيطرة على جسدي....
أردت أن أتابع ضغط الزناد ....لكنه لم يستجب لي....لم تعد أصابعي قادرة على الإمساك به ...
شعرت يا أمي الغالية ... أنني أطير نحو عالم مجهول....لا أدري ما هو...
ما كنت أحس بالألم.... شعرت أنني أطير كريشة.... وأتحرك كالفراشات.....
وأفقت في هذه اللحظة بين رفاقي في المشفى....وطلبت منهم أن يعطوني ورقة وقلم لأكتب لك بما أحسست في تلك اللحظات...وسألت رفاقي عما حدث فقالوا...كعادتهم " الحمد لله على سلامتك ... عُمرُ الشقي بقي....." يوجد في صدرك عشر رصاصات فقط.....ضحكنا ذلك المساء.....وشعرت بتعب يثقل كاهلي فقررت أن أنام.....كما كنت أنام في حضنك يا أمي عندما كنت صغيرا....
أحبك جدا.... كما كنت أحبك جدا.....سنلتقي...يا حبيبتي....
وداعا....
ملاحظة : بعد ثلاثة أيام من كتابة الرسالة عاد أخي علي لحضن والدته التي احتضنته بالزغاريد ........

الرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعد بلفور
- بديهيات
- أيتها العذارى ! حاملات المطر
- السحب الخالدة - اوريستوفانيس
- المهرج
- أغنية عن جرة إغريقية ، جون كيتس
- بعدي فلا نزل القطر
- لغز، جاك بريفرت
- من قواعد الحياة السعيدة
- حمامات الدم
- الميتروبوليتان فيليب صليبا يتحدث عن سوريا
- أنت بالنسبة لي
- لست أهواك
- حلم في حلم ، ادغار آلان بو
- جميلة بلا رحمة ، جون كيتس
- عهد
- لحظات ما قبل النجاح
- الإدارة الإلكترونية في المؤسسات والشركات
- العلاقات العامة ودورها في الاقتصاد والدبلوماسية
- ليبارك الرب أمريكا، هارولد بنتر


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - من مفكرة شهيد