المجتمعات الحديثة وخصائصها

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 23:35
المحور: المجتمع المدني
    

تختلف المجتمعات وفق الثقافات التي تحكمها دينيا وثقافيا وسياسيا ، وتسبق مجتمعات أخرى لأسباب موضوعية ولوجستية وعقائدية ، فالإيمان بالتغيير وحتميته من أهم عناصر تقدم المجتمعات وتطورها وقد تميزت الاقتصاديات المتقدمة عن الاقتصاديات المتأخرة بمجموعة من الخصائص والخصال . للتقدم قوانينه وللتخلف قوانينه. ومن خصال المجتمعات المتقدمة يمكن أن نذكر ما يلي:

1- احترام الوقت والالتزام به: يمثل الوقت أهم ثروة فكل الناس لديهم قدر متساوي تماماً من الوقت، ولكن الفرق بينهم هو حسن استغلال هذه الثروة. الوقت لا يمكن شراءه ولا بيعه ولا استئجاره ولا تخزينه فالدقيقة التي تمر بدون إنجاز شيء تذهب إلى غير رجعة. في الدول المتقدمة يتعلم الأطفال كيفية استخدام المفكرة, وتسجيل المواعيد والتعامل مع الوقت بدقة .

2- الانفتاح وقبول الجديد واحترام الآخر: إن استعداد المجتمع لقبول التغيير و ما يستجد من أفكار وتطبيقات عنصر أساسي في ازدهاره وتطوره أما الانغلاق والانكفاء والخوف من الجديد المختلف فهو عقبة كبيرة أمام تطور المجتمعات وازدهارها. إن احترام الآخرين وتقبل آراءهم وأفكارهم والاستماع إلى انتقاداتهم يساعد على البحث عن أفضل حالات التطبيق.

3- ثقافة المجتمع: تشير ثقافة المجتمعات المتقدمة إلى أنها تمثل حالة من الرقي والتطور، لا تقف عند حدود معينة فهي ثقافة غبر مقيدة بأطر سياسية وقوالب جاهزة, وهذه نقطة قوة للأعمال وللمجتمع، حيث يزدهر في ظلها التسامح والتعددية والتعايش السلمي والرغبة في التعلم المستمر واعتبار التغيير سنة من سنن الحياة أما المجتمعات التي تعتمد الإيديولوجية فبطيئة التفكير والتطور وذلك بسبب ما يتمخض عن الثقافات في هذه الدول من كراهية بين الناس وعدم مساواة وتشدد وتطرف وظلم اجتماعي وأنانية مفرطة تنعكس على توزيع الثروة في المجتمع ويسبب ذلك تدهور الأعمال وشيوع الرشوة وغيرها من آليات الفساد.

4- حل الإشكال السياسي من خلال النموذج الديمقراطي: يمثل الاستقرار السياسي عنصراً مهماً من عناصر ازدهار الأعمال, ويؤدي عدم حل المشكلات السياسية إلى عدم الاستقرار وهجرة رؤوس الأموال والرواد والمبدعين و حرمان الدول من الاستثمارات الأجنبية.

5- تجسيد مبادئ القيم الدينية بالعمل: الصدق والأمانة والدقة في العمل والإخلاص فيه والتسامح واحترام الآخر والربح الحلال المشروع وغيرها تمثل وعاءاً حضارياً وقيماً تزدهر في ظله التجارة والأعمال. إن اقتران القول بالفعل أحد أسباب التطور ، وفي كثير من المجتمعات يقف الدين عائقا أمام تقدم هذه المجتمعات وتطورها .

6- المنافسة العادلة والمشروعة في ميدان الأعمال: المنافسة دعامة أساسية من دعائم المجتمعات المتطورة، حيث هناك احترام وتقدير للمبادرات الفردية والعمل الجاد الذي يخدم المجتمع والنظر إلى القائمين عليه على أنهم مستحقون لما يحصلون عليه من مكافآت أو مردود مهما كان ضخماً ومعززاً لصورتهم الفردية في هذا المجتمع. إن تدخل الدول ووضع الكثير من القيود والآليات التي تحد من ظاهرة المنافسة كحالة طبيعية يساهم في تخلف المجتمعات والأعمال.

7- النظرة إلى المرأة وعملها: تمثل المرأة نصف المجتمع و تعطيل هذه الطاقة يفرض عراقيل أمام نهوض المجتمعات والأعمال. لقد وجدت الدول المتقدمة آليات لدمج المرأة في ميادين الحياة المختلفة وتبنت أساليب لحمايتها ورعايتها أما في الدول المتخلفة فلا تزال تثير نقاشاً جدلياً عقيما لا فائدة منه حول دور المرأة وحقها في العمل وأسلوب اندماجها في ميادين الحياة المختلفة.

8- رعاية الطفولة وحماية الأحداث: يمثل جيل الأطفال والأحداث مستقبل الشعوب وعليه فإن حمايتهم ورعايتهم وتعليمهم بشكل صحيح يمكن أن يقود المجتمعات إلى الرقي والتقدم. إن إصدار التشريعات والقوانين الخاصة بالأطفال وعمل الأحداث من خصائص المجتمعات المزدهرة .

9- التخلص من سيادة سلطة القديم: الابتعاد عن الجوانب السلبية والقيم المرفوضة والبالية المتوارثة والحكايات والأساطير والخرافات والأمثال الشعبية غير المستندة إلى دلائل علمية.

10- التفسير الموضوعي للأمور: يجب إجراء المسح والتحليل الموضوعي للمشكلات وعدم اتخاذ أي قرار إلا بعد التحليل الموضوعي وضمان النتائج والتأكد من النتائج والابتعاد عن القرارات المتسرعة .

11 -الابتعاد عن التوظيف السياسي والاجتماعي: يعد تكافؤ الفرص والاعتماد على الكفاءة والمهارة أساس تقدم المجتمعات و البحث عن المتخصصين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو العرقية أو الدينية أعطى الدول المتقدمة ميزة كبيرة ووفر فرص نجاح الأعمال في هذه الدول. أما في الدول التي تعتمد المركز الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو العرقي أو الديني المذهبي فإنها تبقى متخلفة عن الركب .

12-العلاقة المتميزة بين منظمات الأعمال ومراكز البحوث والجامعات في الدول المتقدمة: ويتم ذلك من خلال بناء علاقات مميزة بين المنظمات ومراكز الأبحاث حيث يحاضر مديرو هذه المنظمات في مراكز البحوث والجامعات، ويعرضون خبراتهم وتجارتهم العملية على الدارسين وطالبي العون من الباحثين لحل المشكلات .
تحاول المجتمعات الحديثة زيادة التراكم المعرفي والخبرات عبر فترة زمنية طويلة لتجسيد قيم هذه المجتمعات التي تبلورت بشكل نظام أعمال تحاول بقية دول العالم تقليده ودراسته للنهوض باقتصادياتها.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل