أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الهروب الأمريكي من افغانستان يُعيد للأذهان هروبهم من فيتنام














المزيد.....

الهروب الأمريكي من افغانستان يُعيد للأذهان هروبهم من فيتنام


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اشبه اليوم بالبارحة , لكن البارحة كانت قبل حوالي نصف قرن ...!! فلازال البعض من الجيل الذي عاش احداث تلك الخسارة و الهزيمة المدوية لجحافل الجيوش الأمريكية في فيتنام قبل حوالي نصف قرن يعيش لهذا اليوم ليشهد الخسارة الثانية التي هي من النوع الثقيل ايضا آلا و هي هزيمة و هروب القوات الأمريكية من افغانستان .

استمرت الحربان الأمريكيتان في فيتنام و افغانستان حوالي عشرين سنة , و هذا وجه تشابه مهم إذ يبدو أن القادة الأمريكان بحاجة الى عشرين سنة لمعرفة أن نتيجة حربهم ستكون لغير صالحهم ... قد يكون سبب ذلك يعود الى الغطرسة الشديدة التي يعاني منها فكر القادة الأمريكان ...!
لقد خلفَ الموروث الثقافي لدى القادة السياسيين الأمريكان مرض حب الهيمنة و العظمة , عظمة امريكا التي لا تقهر , من الصعب نفسيا على القادة السياسيين الأمريكان الاعتراف بالهزيمة بسهولة , هم كثيرا ما يتبجحون بانتصاراتهم السابقة على النازية و الفاشية في الحرب العالمية الثانية و يقللون كثيرا من اسهامات حلفائهم في تحقيق تلك الانتصارات أو على حلف وارشو و الاتحاد السوفيتي السابق في الحرب الباردة رغم ادراكهم أن ما حصل من انهيار للاتحاد السوفيتي السابق و حلف وارشو هو بسبب عيوب بنيوية في النظام الاقتصادي لما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي بالإضافة الى انهم يتجنبون التطرق الى هزائمهم .

في الحربين , الحرب ضد المد الشيوعي في فيتنام و الحرب ضد المد الإسلاموي الجهادي في افغانستان , الخاسر واحد رغم الاختلاف النوعي بين المنتصرين فيهما .
في فيتنام كان المنتصر هم اصحاب الفكر الشيوعي البعيد تماما عن النهج العقائدي الديني و لنقل عنهم انهم في اقصى اليسار السياسي , أما في افغانستان فالمنتصر هم الجماعة الإسلامية الجهادية التي تتخذ من الفكر الإسلاموي السلفي المتشدد نهجا و شريعة يعتمدونها , اي يمكن القول انهم في اقصى اليمين السياسي .

المنصة التي بدأ فيها الحوار لأنهاء الحرب الفيتنامية بين الخاسر ( الجيش الأمريكي و القيادة السياسية الأمريكية ) و المنتصر الذي هو الشعب الفيتنامي كانت باريس , اما المنصة للحوار بين الخاسر و الفائز المحتمل في افغانستان ( حركة طالبان ) هي الدوحة و لهذا دلالة كبيرة فخسارة امريكا في فيتنام كان انتصارا للحرية و التقدم أما خسارة امريكا في افغانستان فهوا انتصارا محتملا للاستبداد و التخلف .

قبل أن يَهربْ الأمريكان من فيتنام كان الثوار الفيتناميين يسيطرون على اكثر من نصف اراضي فيتنام الجنوبية ... و يَهربْ الأمريكان من افغانستان و حركة طالبان الجهادية المتشددة التي لها ارتباطات متشعبة مع تنظيم القاعدة الإرهابي تسيطر على اكثر من نصف اراضي افغانستان .

بعد أن ارتكب الجيش الأمريكي في فيتام ابشع الجرائم و الإبادة الجماعية ترك فيتنام مخلفا ورائه حكومة عميلة له في فيتنام الجنوبية ضعيفة جدا لدرجة إن سقوطها امام هجمات الثوار الفيتناميين كان امرا مؤكدا و سقطتْ بأسرع من ما كان يتصوره القادة الأمريكان .
و سيترك الأمريكان خلفهم في افغانستان حكومة افغانية ضعيفة المعنويات من الصعب عليها الصمود , بعد الانسحاب الأمريكي , في المواجهة القادمة مع مسلحي حركة طالبان ما لم تحدث تحركات من الدول الإقليمية لمساعدة الحكومة في العاصمة كابول للصمود بغية ايجاد حل سياسي للأزمة الأفغانية .

إن سيطرة حركة طلبان على الحكم في افغانستان امرا يهدد شعوب المنطقة بالكامل و بداية لموجة ارهاب و عنف و صراعات دموية جديدة قد تجتاح المنطقة بالكامل لذلك من غير المستبعد تحرك دول اقليمية لضبط الأوضاع في افغانستان و قد يتشكل جُهدْ مشترك جديد لنصرة الشعب الأفغاني و اخراجه من دوامة الحروب الأهلية الذي امتد عمرها لعدة عقود , جُهدْ تشترك فيه دول اسلامية ابرزها باكستان و تركيا و السعودية و قطر و من المحتمل ايضا أن يكون لإيران دورا مهما فيه خصوصا و أن لإيران علاقة وثيقة مع سكان المناطق الشمالية من افغانستان , و اذا نجحت هذه الدول في الاتفاق على خارطة طريق واقعية لحل الأزمة الأفغانية ,,, فسيكون هنالك حل .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 2 )
- إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 1 )
- المُهِمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء بوتين – بايدن ( 2 )
- المهمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء يوتين – بايدن ( 1 )
- مساعي امريكا في إعاقة تحول الاتحاد الأوربي الى دولة
- الإصلاحات المبكرة في الصين حالت دون انهيار الدولة الصينية
- يِا عمال العالم اتحدوا ... شعار لم يرتد له صدى
- أركان الهيمنة الأمريكية ... و التحدي الصيني ... ( 2 )
- أركان الهيمنة الأمريكية ... و التحدي الصيني ... ( 1 )
- استراتيجيات الدول الصناعية الكبرى في عصر الذكاء الصناعي
- هل فقدت مجموعة السبعة الكبار دورها و اهميتها .... ؟
- الصاروخ الصيني التائه في دهاليز الإعلام المسيسْ ...!
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 3 )
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 2 )
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 1 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 2 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 1 )
- سوريا و شعبها ضحية الجميع ... !
- هل كانت العقوبات الأمريكية على ايران في مصلحة ايران ... ؟ ( ...
- هل كانت العقوبات الأمريكية على ايران في مصلحة ايران ... ؟ ( ...


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الهروب الأمريكي من افغانستان يُعيد للأذهان هروبهم من فيتنام