أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - نص و رأي و حوار في (إعتراف في محراب المنى)















المزيد.....

نص و رأي و حوار في (إعتراف في محراب المنى)


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


نص ورأي وحوار في (إعتراف في محراب المنى)


نص شعري : عمر مصلح
قراءة انطباعية : أحلام المصري
مناورة حوارية : عمر مصلح و أحلام المصري


إعتراف في محراب المنى
للشاعر : عمر مصلح

أُفتش عني بين جموعي الفوضوية..
وكلما أَمسكْتُ بي..
رَشوتُني بحفنة آمال مؤجلة..
---فأفك وثاقي.
وحده سن العَقْلِ..
من أوجع سن الرُشد.
أشار عليَّ..
---بالتملّص مني..
وأمثل، بكل آثامي.. في محرابك المقدس.
تتقاذفتني كفوف الرجاء..
---لتعلقيني على مشجب خزائنك.
---جواز مروري المثقل بلعنات العبث..
صلواتي.. تحت القباب السمر..
---تيمُمي.. بتبر أرضك
تعمُدي.. بماء الزهر.
صك غفراني..روحي. 
---شمعة موقدة أمام وجهك المريمي المقدَّس..
أتلو قداس التوبة..
بعد إشراكي بالجمال.
ألثم وصايا الشفاه..
لأطهرني بالرضاب.
ألسحر الأبيض.. فرعوني..
أَبطلَ طلاسم سحر الضلالة.
لملمَني.. من عتبات النساء.
---أحرق "آثامي الجليلة" في تنانير النزق.
فرجمتُ العرافات، وضاربات الوّدَع..
حين اقترفن جريمة الصمت.


إنطباع (ضوءٌ على اعترافات عمر مصلح)
بقلم : أحلام المصري

عمر مصلح .. حقيقيّ، مغتربٌ في مدينة الواقع.
فنان، رسام، فيلسوفٌ.. أرهقته الحقيقةُ حتى قنص قلبها بسنارة التجربة الطويلة، غير الملولة، المنفتحة على أنهار صبرٍ تنبع من المدى المفتوح على أكوان الضوء، و تصب في بحارٍ لا تستوعبها بيضة الكون. .
هذا التعريف.. بحد ذاته مؤلفٌ موسوعي، عند تفصيله، لا تكفينا الأوراق و لا المداد الذي نعرف.
كنت أود الدخول من هذا المعرف إلى القصيدة، لكنه سرقني، و حاد بي إلى مناطق أخرى، تتطلب التفرغ لها خصيصا. .
لذا، أعود للقصيدة التي أسميتها حين قراءتي الأولى بـ الـ (جامحة)
فهل هذا صحيح، أي هل كان انطباعي الأول سليماً، أم أني كنت مضللةً ببعض ضوئها !.
سنرى..
يجب التنويه لنقطة هامة، أحرص عليها دوما عند قراءتي لنص ما، و هي أني لست ناقدة، بل مجرد متذوقة، أضع انطباعي على نص ما حين القراءة، قد يكون مصيبا و قد يكون غير ذلك. . لحظتي و النص. . و الضوء الواصل بيننا.
العنوان :
(اعترافٌ في محراب المنى )
العنوان غارقٌ في الوجد : اعتراف / محراب / منى
و ربما الندم، لكنه الندم المتصوف في وجدانياته المختلفة.
(أُفتش عني بين جموعي الفوضوية..
وكلما أَمسكْتُ بي..
رَشوتُني بحفنة آمال مؤجلة..
---فأفك وثاقي).
الشاعرُ لا يأبه بالقارئ المسكين.
يفتح له باباً مباشراً على الفوضى.. على الضوضاء و الصراع. .
صورٌ مربكة لكنها ليست مرتبكة، بل واثقة الألوان و الخطوط. .
الواحد المتعدد . .
(أفتش عني بين جموعي الفوضوية )
إذًا، فالشاعر يعرف حقيقته.. بل و حقيقة بني البشر جميعاً.
فالإنسان العادي أبداً لا يكون واحداً.
فما بال فنان، فيلسوف، مهموم بالحقيقة.
ها هو يرى جموعه الفوضوية، و لا يجد الواحد الذي يبحث عنه.
صورةٌ بارعة (أغبط عليها الشاعر) أذ استطاع أن يعبر عن اللحظة العنيفة، بكل هذه الدقة و الرقة.
(و كلما أمسكت بي، رشوتني بحفنة آمال مؤجلة، فأفك وثاقي )
يجده، يمسك به، لكنه يرشوه، فيطلقه حرا من جديد. .
هذه الحركية المستمرة، تشبه لعبة (الاستغماية) تدل على حالةٍ وجدانية عميقة، لا ينجح كثيرون في التعبير عنها، لكن شاعرنا الفنان استطاع أن يرسمها بدقة لوناً، وخطاً، و كلمة.
(وحده سن العَقْلِ..
من أوجع سن الرُشد.
أشار عليَّ.. 
---بالتملّص مني)
سن العقل أوجع سن الرشد. . و كنا نظن أن الاسمين لنفس السن!.
عمر مصلح، حقيقيّ مغتربٌ في مدينة الواقع..
فنان، رسام، فيلسوفٌ أرهقته الحقيقةُ حتى قنص قلبها بسنارة التجربة الطويلة، غير الملولة، المنفتحة على أنهار صبرٍ تنبع من المدى المفتوح على أكوان الضوء، و تصب في بحارٍ لا تستوعبها بيضة الكون.
هذا التعريف في حد ذاته مؤلفٌ موسوعي.. عند تفصيله، لا تكفينا الأوراق و لا المداد الذي نعرف.
كنت أود الدخول من هذا المعرف إلى القصيدة، لكنه سرقني، و حاد بي إلى مناطق أخرى، تتطلب التفرغ لها خصيصاً. .
لذا، أعود للقصيدة التي أسميتها حين قراءتي الأولى : جامحة.
فهل هذا صحيح؟.
أي هل كان انطباعي الأول سليماً، أم أني كنت مضللةً ببعض ضوئها . . !
سنرى !
يجب التنويه لنقطة هامة ، أحرص عليها دوما عند قراءتي لنص ما ، و هي أني لست ناقدة ، بل مجرد متذوقة ، أضع انطباعي على نص ما حين القراءة ، قد يكون مصيبا و قد يكون غير ذلك . . لحظتي و النص . . و الضوء الواصل بيننا . .
. فعل الشاعر بقارئه هنا . . !
أيريد الشاعر أن يربك قارئه، و يربك مسلماته، ليعاود البحث من جديد . . !
ربما.
أليس فيلسوفا. . و هم لا يستكينون، و لا يركنون لقوانين؟.
(أشار عليّ بالتملص مني )
لأن المطاردات لا تنتهي، و لا يرضى أحدهم بسيطرة فردية، فكانت المشورة : اطلقهم، و لا تأبه..
دعهم في أمان، ربما كان هذا أسلم.
(وأمثل، بكل آثامي.. في محرابك المقدس.
تتقاذفتني كفوف الرجاء..
---لتعلقيني على مشجب خزائنك.
---جواز مروري المثقل بلعنات العبث.
صلواتي تحت القباب السمر..
---تيمُمي.. بتبر أرضك..
تعمُدي.. بماء الزهر.
صك غفراني..روحي
ربما لا يجوز فصل أو تقسيم باقي القصيدة، لأنه مرتبط بمشهدية جديدة ينقلنا إليها الشاعر ، بحرفية الفنان، و المسرحي القدير ، المتمكن من أدواته، فيتغير المشهد و يصل إلى محرابها، معترفا بكل ما اقترف من آثام..
و يرفع أكف رجائه.. يكشف كل أوراقه، و يقدم كل الفروض الواجبة لنيل الغفران، والقبول، ليتحلل من آثام العبث العالقة بثيابه..
لينفض عن روحه أوجاعها في الغياب، و في اللقاء و ما بينهما من سفر طويل. .
لينال الغفران، فتتحرر روحه.
---(شمعة موقدة أمام وجهك المريمي المقدَّس
أتلو قداس التوبة..
بعد إشراكي بالجمال
ألثم وصايا الشفاه..
لأطهرني بالرضاب.
ألسحر الأبيض.. فرعوني..
أَبطلَ طلاسم سحر الضلالة.
لملمَني.. من عتبات النساء. 
---أحرق "آثامي الجليلة" في تنانير النزق.
فرجمتُ العرافات، وضاربات الوّدَع..
حين اقترفن جريمة الصمت).
في هذا الجزء من القصيدة ،
تهدأ وتيرة الندم، و تعلو وتيرة الرضا.
و كأن الصورة تتضح رويداً رويداً أمامه، فيبدو و كأنه يتلو ورداً ثابتاً، داوم عليه كل صباح أو مساء.
لا يجد صعوبة مطلقاً في التلاوة و التجويد، بل يستمتع بما يفعل.
فكأنه - مع قارئه - يكتشف الحقيقة..
حتى وصل إلى قناعته الأخيرة فقال :
(فرجمتُ العرافات، وضاربات الوّدَع..
حين اقترفن جريمة الصمت.)
و شاعرنا يدرك أن صمت العرافات هنا كان واجباً.
فالحقيقة حين تكون أعظم من دوائرهن، يصمتن، و ربما هذا من بعض أخلاقهن الكريمة.
القصيدة تفتح أمداءا للجمال، و تطيّر يماماتٍ عدة في سماء البلاغة، مجازاتٌ حلقت في المدى.. صورٌ و ألوانٌ و حركة.
القصيدة هنا لوحةٌ، و مدينة كاملة الروعة.
الشاعر الجميل عمر مصلح..
أخذتني قصيدتك من يدي، و مرت بي على مواطنها بلين و رقة، و أخشى أني لم أتمكن من رؤية كل ما فيها من جمال، لقصر نظر أو ضيق رؤية..
و لكني ما زلت أعاني لفحة برقها على روحي، و هي الجامحة المتماهية مع المدى..
لذا، ليتك تعذر تقصيري.

مداهمة ليلية :
بقلم : عمر مصلح

بعد بحث جغرافي معقد ومضني، تيقنت بأنها (؟) رسمت طريق هجرة أطول من الطريق البري الرابط بين "كيب تاون" و "ماجادان".
ولاستحالة الوصول خلال سني عمر مفترض، قررت استدراجها أثيرياً، بالعبادة والدعاء في محرابها.. وبعد أن تلوت ما هداني الله عليه، بما أفاض عليَّ من كلمات شحذ العاطفة واستدراج الرضا..
باحتفالية طقسية مارست من خلالها كل أعمال الخفّة والتحايل، وإيقاد الشموع وإشعال أعواد البخور.
وإذا بممسوسة مثلي تشاطرني بعض طقوسي، تتلو ماتيسر لها من أبيات شيطانية، كنتُ قد استرزقت بها على باب غانية، ذات نزق.
لكنها عادت وقرأت الأبيات معكوسة، وقد غمزتني غمزة سريعة، وهمست.. لا تبتئس فهذا إجراء لإجهاض السحر وإبطاله، قبل ان يركب عليك.
وبعد أن أنهت طقوسها، تعوَّذَتْ وبسملَت وحوقلَت وتوكلت.. أسمعتني صدى روحي وكأنها قامت بسياحة قهرية في أعماقي.
باحت بما تكتَّمتُ عليه دهوراً، حيث كَتَمْتُه علناً، وأطلقتُه تلميحاً، فأطلقته علناً، وأسرَّتني تلميحاً.
هي ليست عرافة من تلكم اللواتي قيدتُهن على قائمة المتآمرات، لكنها عرّافةُ معرفةٍ وفكرٍ وثقافات.
هي الشاسعة المساحة مخيالاً، والباذخة الأناقة وعياً، والشاملة معلوماتياً.. ألأستاذة أحلام المصري.
فحاولت مشاكستها (فالطبع غلب التطبع) بهذه المناورة التي قد أكون فيها قد تبلّيتُ عليها :


مناورة حوارية مفترضة
بقلم : عمر مصلح
عمر مصلح & أحلام المصري

كنت أظن بأنني عثرت عليَّ بعد أن فتشت عني في جموعي الفوضوية..
غير أني تفاجأت بيدي تدس رشوة بجيب شاعرة ولساني حالي يقول :
(خدي دول يامعلّمة واستري عليَّ ربنا يستر عليكي)
طالعت ما دسست، فأزبدت وأرعدت غيضاً
---(بترشيني بحفنة آمال مؤجلة يا جدع؟). 
---(ربنا أمر بالستر يامعلمة). 
---(أمّال الباقيين فين؟. فين بقيتك، طلعهم يابتاع التلت ورقات)
---ماذا تريدون وماهي غايتكم، أنتم يامن تُسمَونً عمر مصلح، لا عدالة في الأرض إن لم تقتصَّ منكم.. فالفوضويون لايختلفون عن العشوائيين بشيء إلا بما ميزه عنهم (أوسكار وايلد) سيئ السمعة. ، وما فكرة نثر الموجودات على قارعة الفكر إلا محاولة للتشتيت، وشعرنة الأذى للإجهاز على آثامزم الواقعة بالكلمات، وأية كلمات!.
---ماهي إلا بنات أفكار عاريات.. لا تبتسم بخبث، فقد قصدتُ عاريات عن الصحة، والأجدى عرضهن على مختص بالأمراض الفكرية، وتوجيه اتهام لكم بارتكاب جريمة تسميم العقول، وترحيلها إلى العالم القهري، وإقامة صلاة الجنازة على المسلَّمات،وثم إقامة مجلس التأبين الصحي. 
---ولا أنسى طبعاً تلك اللوحات التي حاولتم من خلالها شرعنة الفساد من خلال قلم رصاص، ذخيرته رصاص مسموم.. وحتى أقلام الجاف، تلك الجافة من المشاعر لقد جعلتموها طعنة في خاصرة الوعي، ولا أريد العودة إلى ألوانكم التي اعتبرتموها طعنة مخلصة في خاصرة الوجع، وماهي إلاثياب داخلية لبنات ليل استعرضتم بها في حفل أزياء تعتقدونه حداثوياً. 
---عفواً شاعرتي.. هل يمكنني توضيح ما التبس عليكم؟. 
---(قلت إيه يالدلعادي؟. بعد خدمة اتناشر سنة هنا وجاي تستكردني، وتبيعلي الشويتين دول بتوعك؟. )
---عفواً جميلتي. 
---(لأ وإيه جاي تتغزل كمان!. جميلتك ده إيه؟. )
---سيدتي الفاضلة : ألجمال شعاع رباني يبسطه الخالق على بعض الهياكل البشرية، ليكسوها روعة، وقد حلَّت عليكِ دونما باقي النساء.. وماقصدت غير ذلك. 
---أكرمني بسكوتك وإلا فضحتك أمام أمة لا إله إلا الله، وأعلنت كفرك، حين تلاعبت بلفظ قاله لفظ الجلالة، وادعيت بان للأنثى مثل حظ الذكرين. 
---شاعرتي الرقيقة. 
---(أسكت.. بلا شاعرتي الرقيقة دي، أحسن أنا مفروسة منك)
لقد أربكتنا بآرائك المسمومة، وجملك التي لا تساوي شيئاً في بورصة الفكر. 
---(كلماتك ديَّت ماتساويش نكلة)
---ماهي إلا كلمات، انتخبتها ممن هم ألعن منك، أولئك الذين عبثوا بأناقة الرأي كـ (جاك دريدا) الذي فكك الفكرة، وعبث بأناقة النص، وشرَّد البنيويين، ومات (رونالد بارت) نـكَداً (مات مفروس منكم انتو يابتوع الخردة اللي بتسموها تفكيك، تفكيك إيه اللي انته جاي تقول عليه؟. )
---وقبل أن تهدأ أعصابي، سألصق كلماتك على جبينك، كي أؤكِّد ما أقول، ولا تعتبر ثورتي مجرد زوبعة.. إسمع، وليسمع العقال الذين تبرأوا منك رسمياً..
(وحده سن العقل..
من أوجع سن الرشد
أشار عليٍّ بالتملص مني).
لقد فككت المعنى التقليدي، وتلاعبت بمقدّرات المعنى الدارج، واحتلت على ذاتك كي تتملص منها.
أما هذه وثيقة إدانة عليك؟.
لقد أربكتنا بعد أن كنا ومازلنا واثقين من أن للسن معنىً واحد.. لكنكم لاتركنون إلى الهدنة، فكلما تعوذنا الشيطان - القابع فيك طبعاً - عدت للـ (فَهْلَوة)، وها أنت تريد التملص من جمعك، لكي تبقى واحداً تعيث بالفكر دماراً.
أما سمعت قول الرب الرحيم ياهذا؟.
(وإنك لعلى خلق عظيم) والمنادى معروف ويسمو على كل البشر، ومع ذلك ناداه بالمفرد، (وجاي انته على آخر الزمن عاوز تقنعني انك كتير؟. )
ربما تكون محقاً بذلك كونك (معجون بميِّة عفاريت، وراكبك ألف شيطان)، وإلا بماذا نفسر الفرد على أنه جمع!.
(وعشان أكون حقانية) أقول أن ما تطرقت إليه قد قاله أبو ذر الغفاري، لكن الرجل أوردها فرداً، وقال بأن الفرد متشظٍ منذ الولادة، وأكدها فرويد بنظرية النوازع وعزاها للغريزة، لكنك هنا تنتهك حرمة الفرد والمجتمع، وتعتبر الواحد جمع، وإذا كانت قناعتك هذه مبنية على أفكار أبي حيان التوحيدي، فالتوحيدي بريء منك براءة الذئب من دم يوسف، وحتى بعض أفكاره التي كانت موضع شك، قام بدفنها قبل وفاته.
(إيمتى تموت انته بقا وتخلصنا من الهيصة اللي جاي تدوشنا فيها؟. )
---أيتها الأنيقة.. تريثي، لأنبيك بعض معنى حرفي. 
---عن أي معنى تتحدث؟.
معنى القانون الذي اتخذته دستوراً بفوضويتك؟. 
---أم قانون الفتك بالثوابت، كي تنال الرضا؟. 
---أم بمسرحة الحدث ودمجه بالفكرة المجنونة، للوصول إلى زرع الشك بكل الثوابت؟. 
---(إنته إيه.. مش لاقي حد يشكمك؟. )
---أنا أعرف - كما بقية خلق الله - بأن التسلسل المنطقي أهم قوانين رسم النص.. أدبياً كان أم فكري.
لكنك تعتبر "النص الشعري مخالفة مرورية في موكب ملكي"
---وهذه يمكننا السكوت عليها والاتفاق معك ضمناً (عشان متقولش مستقصداني)، ولكن بالله عليك، ماذا بشأن الفكر، فهل هو مخالفة للنسق العام أيضاً؟. 
---فكلنا نعلم أن (واحد ناقص واحد يساوي صفر)، وأنت تدّعي أن الناتج (واحد) فهل هذا شيء يستسيغه عقل عاقل؟. 
---أنتِ امرأة كاملة التأهيل فكرياً وجمالياً. 
---(جمالياً دي انا مش مسريحالها، خش بالموضوع على طول، وبلاش الحركات دي)
---ألجمال الفكري قصدت، وهذا لايعني إلغاء القصد الشكلي للهيأة والأناقة.. ولكني سأتحدث عن جماليات الفكر، التي تناولها باشلار في جماليات المكان.. ألستِ الشاعرة التي اشتغلت على الإستعارة والتشبيه، بغية الإقناع الجمالي؟. 
---إذا كان قصدك نبيلاً (ومافيهوش عين زايغة) أقول نعم. 
---(نعم الله عليچ.. يعني أحچي بدون اتهامات وبهذلة؟. )
---(تفضل بس اختصر.). 
---حاضر.. قال سقراط في معرض كلامه (تكلَّم كي أراك) إذاً الفكر سيد الجمال كله. 
---(شهِّل أصلي مش فاضيالك). 
---حاضر.. دفاعاً عن ما الصقتم بي من تهم، سأقول:
ألواحد لا يُجزأ إن كان القصد الذات الإلهية، وما سواه فهو جمع وحشود من علامات التعجب والإستفهام. 
---(إنجز)
---من هنا أقول، أن الواحد البشري غير الألهي، هو عبارة عن جمع، فالرقم واحد هو جزء من تسع، فإذا جمعنا التسعة أرقام تصاعدياً لنتج لنا الرقم خمسة وأربعين، وإذا عكسنا الآية وجمعناها تنازلياً سيكون الناتج خمسة وأربعين أيضاً، ولو طرحنا الرقم التصاعدي من الرقم التنازلي وجمعنا الأعداد لاصبح الناتج خمسة وأربعين كذلك.
إذاً ناتج طرح الخمسة والأربعين من خمسة وأربعين هو خمسة وأربعون، وهذا يعني أن الواحد الذي ينتقص منه واحد يكون الناتج واحد.
رغم عدم قناعتي التامة، ولكنها كمعادلة رياضية مفترضة صحيحة نوعاً ما إذا اعتبرنا الأعداد أرواحاً.
ولو حللنا الرقم الناتج لكانت النتيجة واحد زائداً أربعة زائداً أربعين.. وهذا بحساب الجملزيعني مجموع كلمة آدم. 
---(إنته بتهبب إيه، دَوشتني)
---مهلاً سيدتي.. فالواحد الأول هو الإله، والواحد المنقوص من الإله هو آدم، باعتباره نفخة من روح الله، أي خرج واحد من الواحد.. ولكن الناتج بقي واحد.
أما إذا أسقطنا هذا الرأي على المخلوق، فإن الرقم سيكون صفراً، كما قال فيثاغورس، وهنا تتحطم نظرية محي الدين ابن عربي، ولكن تبقى نظرية الصوفيين قائمة ولا غبار عليها طالما أن العملية مرهونة بالأزلي الواحدالأحد.
(يخرب بيت سنينك، هوّة انا ناقصة جنان، مش كفايه عليَّ الشعر اللي ملخبطلي تفكيري)
هذا أول برهان يبرِّئ ساحتي العقلية، وهنا بات عليَّ أن أُحسِّن صورتي المادية. 
---(صورتك متنيلة بميت نيله، مش عاوزة مناقشة). 
---حتى حين قراءتك
صك غفراني روحي
شمعة موقدة أمام وجهك المريمي المقدَّس
أتلو قدّاس التوبة
بعد إشراكي بالجمال
---كل هذا يبرِّئ ساحتك، ويجعلك بعيداً عن منطقة الشك.. ولكن.
(هم أكو لكن النوب؟. )
أكمل.. لا تجتزئ ما يفيدك من الذي لا يفيدك، أولست القائل
ألثم وصايا الشفاه
لأطهرني بالرضاب؟. 
---بلى، ولكن ليبتهج قلبي. 
---يعني مازلت مراهقاً، وهذا يقود إلى عدم تخلصك من نوازع الذات المدنِسة لطهارة الروح. 
---إسألي العرافات، وسيجبنك بما خفي وكان أعظم. 
---سألتهن، وهذا ما جعلني ألح بالسؤال لابتزازك فكرياً.. ودعني الآن أقرأ لك ما باحت به بنات أفكاري. 
---هل هنَّ جميلات مثلك؟. 
---عليَّ أن أسأل أمك إن كنت مولوداً بتسعة أشهر والا ابن سبعة. 
---كلنا أولاد سبعة. 
---عدنا للمناورة، فالـ (القالب غالب)، ولكن لا يهم دعني أتلو عليك قناعتي. 
---



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنين منية الحسين
- كرميئيل
- دردشة على هامش الوقت مع الفنانة التشكيلية منى مرعي
- بوليفونية التفكير.. منى مرعي إنموذجاً
- مخالفة مرورية في موكب سلام محمود
- نصوص الزعيم اللونية.. موسيقا صامتة
- عادل قاسم.. سيمفونية قلق
- ديستوبيا.. من وجهة نظر حسين بريسم
- حين تُدون الحياة تشكيلياً.. نصوص منى مرعي اللونية.. إنموذجاً
- منتظر ستار.. طاقة تقنية واعدة
- دموع.. في عيون وطن
- وقفة عند مسرحية ذهان
- قراءة في قصيدة -سيادة النهد- للشاعر فائز الحداد
- إنطباع عن مسرحية حراس المزرعة
- تركتكات.. العلامة الفارقة للجمال
- فلاح بهادر وكريم عبدالله في الميزان النقدي
- نجوم من الفن التشكيلي المعاصر
- وفاء دلا.. بين الأسطورة والواقع
- قراءة في مقاتل السياب
- ألنقد والناقد


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - نص و رأي و حوار في (إعتراف في محراب المنى)