أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - دموع.. في عيون وطن















المزيد.....

دموع.. في عيون وطن


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


أرجو أن يدرك جميع أخوتي وأصدقائي، وقبلهم طبعاً أساتذة الموسيقا.. أن الإنطباع هو أبسط أنواع النقد، ولكوني لست ناقداً موسيقياً وددت أن يكون رأيي هذا في خانة الإنطباع.
وأبتدئ موضوعي بقصتي مع الغجر حيث انها حكاية طفولية، وكان لها تأثير كبير على انتقاء الجبسيولوجي "علم الغجريات" دراسة وتحليلاً وقبل ذلك تأريخاً.. فكتبت عدة دراسات عنهم، وكان آخرها دراسة بعنوان "ألغجر وانحدارهم التأريخي".
والدراسة الأخيرة منشورة في جريدة عيون الصحافة وموقع الحوار المتمدن.
وحكاية ولعي بالدراسة عنهم، أني اختطفت من قبلهم وانا في السادسة من عمري أو أقل بشهور.
ولكن والحمد لله لم تستمر عملية الإختطاف أكثر من مسافة طريق لخمسة أميال بباص خشبي لا تكاد سرعته أن تتجاوز الأربعين ميلا بالساعة.
فللغجر أو النور أو الزط أو الكاولية او الرومن أو الفلاكس أو الدومر أو الهلب.. الخ.
أصوات لها جرس ونبر وفونونيم خاص، وهذا ينطبق على الأداء أيضاً.. فحين نستمع إلى الألوان البدوية، كالعتابا والسويحلي والأبوذية والنايل.. إلخ.
نستمع إلى أصوات صحراوية نقية، وبحات متقنة المخارج، إضافة إلى أدائهم المختلف نوعياً عن الأداء الصحراوي أو البدوي، من غير جنسهم.
أما بالنسبة للمطربة، دموع تحسين وأقول المطربة لأنها تستحق هذا اللقب بجدارة، فقد أدت ألواناً صحراوية، بصوت غجري متميز، ولها كفاءة أدائية خاصة، رغم تشابه ارتفاع وانخفاض الطبقة التي تؤديها المطربات الغجريات الأخريات.. كمنى العبدالله وساجدة عبيد وصبيحة ذياب.. إلخ.
أما لأدعياء الفن المعترضين، فأقول.. ألفن للفن والغناء نوع منه، والتطريب حالة خاضعة للمزاج والانحدار الطبقي والبيئي، وأنا أحد المعجبين بالطرب الريفي والغجري.
ثم أن الـ"غجر" بشر مثلنا، وكل ماهنالك انهم ولدوا من هذا الأصل، كما ولدنا من أجناس وطوائف ومذاهب وديانات.
وعوداً على بدء.. أدت المطربة دموع أنواعاً من الألوان الغنائية المتعارف عليها كتسميات، ولكن ليس كل من أداها أشعرنا بالطرب.
ولكي يكون قارئ ورقتي هذه على بعض اطلاع لهذه الألوان سأتناول السويحلي من حيث التسمية والأداء، وكذلك العتابا والأوذية والنايل
السويحلي‏.. وهولون من ألوان الغناء الشعبي في وادي الفرات و‏يصنف هذا اللون ضمن مجموعة الاغاني البدوية وهو من أغاني القبائل شبه المستقرة الذي يتميز غناؤها بالتقاء الغناء البدوي بالمحسنات الريفية
إذاً هو غناء بدوي / ريفي وهو لايعتمد على أهمية الكلمة بقدر اعتماده على جمالية ومقدرة الصوت، ويؤدى في كافة المناسبات، وأصوله من النايل المقلوب إذ إن أبياته منقلبة، لكن أداؤه مختلف
أما العتابا فهو لون ‏عراقي الأصل وأول من نظم العتابا هم القبائل العربية التي سكنت أرض العراق، ومنها انتقلت إلى بلاد الشام، أو أنها نشأت أواخر العهد العباسي، بعد تفشي اللهجات وقد غناها البدو الرحل مصحوبة بآلة الربابة.
"يبدأ بيت العتابا أحياناً بـ "أوف" من أجل لفت انتباه السامع؛ وأوف هي من أف اسم فعل أمر بمعنى أتضجر، وكلما كان الألم واللوعة شديدَين أطال المعتِّب في مد الواو. لا يحتاج البيت إلى مطلع، ويتألف من أربعة أشطر، تنتهي الثلاثة الأولى بالكلمة نفسها التي تعتمد على الجناس (اتفاق اللفظ واختلاف المعنى) والتورية (إيراد معنى قريب غير مراد، وآخر بعيد هو المراد)، والشطر الرابع ينتهي بباء ساكنة مسبوقة بألف أو حرف مفتوح، ربما استخدام الباء نابع من كونه رمزاً صوفياً؛ لأنه يرمز إلى الإنسان الكامل، وللبيت وحدة معنوية مترابطة، وهذا النوع منتشر في الساحل السوري، وفي الفترات الأخيرة أصبح الاستغناء عن حرف الباء سائداً". سنان سات
أما بالنسبة للأخت دموع تحسين، هذه المطربة الممتعة التي أدهشتني حد المقارنة بينها وبقية فنانات سوابق ولواحق. ورغم عدم اختصاصي كوني ناقد ومسرحي، لكني متذوق
أقول:
كان لها حضور متميز من حيث الإقناع والثبات والثقة، وصوت طربي فخم، له مساحات واسعة، ووقفات محسوبة، وكان أداؤها مقنعاً بدلالة تعاطف الجمهور، وهنا قد لا اقف كثيراً عند النقاد الموسيقيين، كون المعيار التطريبي هو المتلقي، وأظن نجاحها كان بدرجة امتياز. ننطلق من هذا إلى أن الموسيقا هي اللغة العالمية "انترناشيونال لانگويج" بدليل تعاطف من لايفهم اللهجة العراقية البدوية أو الصحراوية مع أداء غنائي غير متفق عليه عربياً بشكل مطلق ولا عالمياً.
انا أتساءل قاصداً للمختصين بالموسيقا، هل نشزت دموع تحسين أداءً؟.
وهل غنَّت غناءً يخدش الذوق العام كما فعل أدعياء الغناء من الأسر المحترمة؟.
وهل كانت درجاتها الصوتية لا تصل اوكتافات معينة؟.
نتيجة أقول
لست ناقداً موسيقياً، لكنها لم تتجاوز حدود الأخلاق من حيث اختيار الكلام، وقد تجاوزت الكثيرين صوتاً، وكانت على درجة عالية من الأداء.
إعتقد أن "دموع" هي "عمودًً" يرفع الغناء العراقي بعد أن ترهلت خيمته بجهود "حب هالوكت حاجة بربع" و "انتي بسطح واني بسطح" و "ياطابخين النومي"
علينا احتضان مبدعينا أيها الأخوة، فمصر احتضنت "عدوية"و "ابو گريشة" رغم انهم لا يصلون عشر معشار دموع، حيث أولئك إمعات في المقامات وأصول الغناء، ودموع واثقة المعرفة الموسيقية، على الأقل بالأطوار.
سؤال يعوي.. في الزمن الجميل لم لم تعترضوا على "وتريد مني الرمان ومنين اجيب الرمان" و "صوبت گلبي أميرة"
وقبل هذا "يازارع البزرنگوش" و "ياخشوف التروح العانة".
لماذا نعترض على صوت رائع يؤدي كلاماً جميلاً، وكل ما نعتبره سبة انه صوت غجري؟!.
إشارة الى الغجر المشهورين
إخوتي أرجو ان نكون منصفين فنياً بدون الرجوع الى جذور المبدع، كون المتنبي العظيم كان هجاءً ومداحاً بنفس الوقت، وهو يعاني من عقدة الشعور بالنقص، والحلاج كان صوفياً وشاعراً ومختلاً سلوكياً، وناظم الغزالي أشهر مؤدي المقام عربياً ولم يؤدِ كل المقامات.
علينا أن ننصف تحكيماً على الأداء لا التأريخ والانتماء والبيئة.
ثم أن غجري الآن ليس الغجري قبل عقود،، إذ انه تثقف نوعياً من خلال مشاركاته واطلاعه على الثقافات الأخرى.
كلمة أخيرة
دموع مطربة مهمة وسيكون لها حضور كبير في الفن. 



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة عند مسرحية ذهان
- قراءة في قصيدة -سيادة النهد- للشاعر فائز الحداد
- إنطباع عن مسرحية حراس المزرعة
- تركتكات.. العلامة الفارقة للجمال
- فلاح بهادر وكريم عبدالله في الميزان النقدي
- نجوم من الفن التشكيلي المعاصر
- وفاء دلا.. بين الأسطورة والواقع
- قراءة في مقاتل السياب
- ألنقد والناقد
- رأي وانطباع
- فكرة عامة عن الموسيقا
- فائز الحداد.. مهماز الشعرية الجديدة
- رفات خبز
- قراءة أولى في نص أول
- وقفة تأملية عند ملحمة جلجامش
- دم
- إنطباع عن ومضات قاسم وداي الربيعي
- سلوى فرح.. تعوم في خط التالوك
- إنطباع عن قصة عباءات
- إنطباع عن.. ألليلة التي ضاع فيها الرغيف للقاص أنمار رحمة الل ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - دموع.. في عيون وطن