أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - «السياسات» الارتجالية














المزيد.....

«السياسات» الارتجالية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



والتعليم والأمن وغيرها من الحاجات الأساسيّة هي دولة بلا شرف لأنّها فقدت سيادتها واستقلالها، وهي إذ تستجدي الإعانات من الدول «العظمى» تثبت أنّها تابعة وخاضعة لقوى الاستعمار الجديد. ولاشكّ أنّ استرجاع هذه الآراء الصادرة عن امرأة يُنظر إليها على أنّها متطفلّة على عالم الرجال والاقتصاد والأعمال، مفيد، لاسيما بعد تواتر العلامات الدالة على تحوّل عدد من أعضاء الحكومة، وعلى رأسهم «المشيشي» إلى مُقتنصين لفرص التمويل هنا وهناك، باحثين عن الإعانات الأجنبيّة، حتّى وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى المراوغات والمغالطات، وتقديم مجموعة من التنازلات وتوفير امتيازات للدول المانحة تُفضي إلى التضحية بالمصالح الوطنيّة وتكريس التمييز بين التونسيين وموفّري الأموال.
وليس الانتقال من موقع يُفترض أن يكون فيه رجال/نساء الدولة في خدمة المواطنين قادرين على وضع الرؤى والتصوّرات وابتكار الحلول السريعة وصياغة السياسات إلى موقع يكون فيه هؤلاء مجرّد منفّذين للأوامر والإملاءات أو مُرمّيمين أو... إلاّ حجّة على ضعف هذه الحكومة التي اختزل أداء بعض أعضائها في رصد الجهات المانحة ومحاولة إقناعها بأنّ برامج الإصلاح قد انطلقت وأنّ الإنقاذ ممكن. ولا نشكّ في أنّ المفاوضين هم أنفسهم، غير مقتنعين بالخطاب الذي يقدّمونه للآخرين... إن هي إلاّ سياسات ارتجاليّة تخضع للأهواء ومحاولات لإنقاذ ماء الوجه، واكتساب بعض الوقت.
يُثير هذا التوجّه القائم على حلّ الأزمات، وخاصّة الاقتصادية بالاعتماد على الآخر أكثر من إشكال إن كان على المستوى الداخليّ أو الخارجيّ. فأن تسعى إلى الاقتراض وتبحث عن الهبات والمساعدات من هذا البلد أو ذاك معناه أنّك صرت لا ترى حرجا في عقد علاقات لا نديّة مع الآخر، والتحرّك من موقع لا يسمح لك بهامش من الحريّة للتفاوض. فالتابع مجبر على قبول شروط الآخر، وتطبيق رؤيته للسياسات الإصلاحيّة.أمّا تحويل الوجهة إلى البلدان القادرة على منح المال فلا دلالة له سوى الاعتراف بالفشل في إقناع الشعب بضرورة العمل والتفاني من أجل النهوض بالاقتصاد مثلما فعلت شعوب أخرى نهضت من الكبوة ونحتت في الصخر وأرست ثورتها كالصين وغيرها. ولكن أنّى لمن لم يستطع كسب ثقة التونسيين أن ينال ثقة الداعمين والمستثمرين؟
ولا يعدّ «ماراطون» البحث عن المساعدات والقروض إلاّ حجّة على أنّ «صورة تونس بين الأمم» أو «سويسرا العرب» أو بلد «الاستثناء» قد تشوّهت وهي اليوم خاضعة لعمليّة بناء جديدة. فهذا البلد الذي لفت أنظار العالم وتناقلت مختلف وسائل الإعلام أخباره وانكبّ الدارسون على تحليل مسار «الثورة» التي أطلقها والإنجازات التي حقّقها الفاعلون المتعدّدون أضحى تحت هيمنة لوبيات الفساد، وصراعات «الإخوة الأعداء». ولن يتسنّى لمن كُتب له أن يقود هذه المرحلة أن يحاور الآخر ويقنعه وصورته مهزوزة وعلامات الهشاشة بادية للعيان والسياق الذي يتحرّك فيه لا يخدمه وهو عاجز عن تمثيل نفسه.
وبما أنّنا نعلم أنّ الموقع الذي يتحدّث منه الفاعل يؤثّر في سلوكه ومزاعمه، وتفاعله مع الآخرين، وفي نظرتهم إليه واعترافهم بـ«الشرعيّة» التي يمكن أن يكتسبها فإنّنا نقدّر أنّ ما يعاينه التونسيون/ات في هذه المرحلة يعرّي الواقع المرير، واقع لم يكن فيه «اللاعبون الجدد» على قدر من الاطلاع على تاريخ تونس ومن المعرفة بالخبرات والكفاءات التي جعلت فئة من القيادات السياسية تستحقّ عن جدارة لقب «رجال الدولة» ولذا غاب الشعور بالمسؤولية. ولعلّ أخطر ما في الأمر أن تُتّخذ القرارات باسم الشعب ونيابة عنه، وباسم الدولة التونسيّة وأن يرتهن مصير أجيال وأجيال بسبب سوء التقدير وقصر النظر وغياب القدرة على رسم السياسات.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر
- قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات
- جمهور تقوده الأهواء


المزيد.....




- مجلس الأمن يصوّت الجمعة على إعادة العقوبات على إيران.. ماكرو ...
- الجيش الإسرائيلي يشن ضربات مكثفة على جنوب لبنان.. وبيروت تنا ...
- تحت وطأة القصف والهجوم البري.. أكثر من 250 ألف مدني ينزحون م ...
- رشيد روكبان ضيف برنامج “السلطة الرابعة” لمناقشة إصلاح المنظو ...
- -النيران الصديقة- تنقذ ليفركوزن من الخسارة أمام كوبنهاغن
- بريطانيا ترحل أول مهاجر إلى فرنسا في إطار اتفاق الهجرة الجدي ...
- مجلس الأمن يصوّت غدا لإعادة فرض العقوبات على إيران
- اتهامات أميركية وإسرائيلية للموظفين الأمميين بعدم الحياد بشأ ...
- تصعيد إسرائيلي جديد.. هل تخضع بيروت لشروط تل أبيب؟
- تقنية -سلاغنغ- الكورية صيحة جمالية تجتاح منصات العناية بالبش ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - «السياسات» الارتجالية