|
إنْ .. تخابات
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6901 - 2021 / 5 / 17 - 18:57
المحور:
كتابات ساخرة
ـ " … قبل سنوات ، حرصَ العَم علاوي على النهوض مُبّكِراً ، وتوّجهَ الى مركز الإقتراع في الثامنة والنصف صباحاً ، كي يُدلي بصوته في الإنتخابات . فوجدَ بضعة أنفارٍ سبقوه الى الحضور ، فتمعنَ في وجوه النساء مَلِياً . وضع إشارات على ورقة التصويت ، كيفما إتفق ، فلم يكُن في الواقع مُهتماً كثيراً بِمَنْ سيفوز أو مَنْ سيخسر ، فقد باتَ يدرك أن جُلّهُم من نفس الطينة البائسة . وضع ورقته في الصندوق . ثم سألَ المسؤول عن القاعة : لُطفاً ياولدي .. أريد أن أتأكَد هل أن زوجتي أدلتْ بصوتها أم لا ؟ أجابهُ المسؤول مُبتسِماً : ولماذا لا تسألها أنتَ بنفسك ياحاج ؟ أم تَراكما زعلانَين من بعض ولا تتحدثان معاً هه هه هه ، ثم سألهُ عن الإسم الثلاثي لزوجته ، كتبه على ورقة وتوجهَ الى أحد المناضِد وقَلبَ صفحات أحد السجلات ثم عاد بعد دقائق قائلاً : نعم أيها الحاج ، يبدو أنها أشطر منك ، فلقد سبقَتْك الى التصويت . قالَ العَم علاوي وعلامات الإكتئاب بادية عليهِ : يابُنَي … زوجتي ماتتْ منذ 15 سنة ، لكنها تحضر كُل أربع سنوات وتُدلي بصوتها ثم تعود . وحضرتُ اليوم مُبكِراً عّلني أجدها هنا ، فلقد إشتقتُ إليها ! . على أية حال .. مع السلامة " .! مسكينٌ العَم علاوي حقاً … فلقد أضعَفَتْهُ سنين العمر الطويلة وأرهقَتْهُ الوحدة والشَوق … فلقد أخبروهُ مُتيقنين أن المرحومة زوجته ، قد شاركتْ في الإنتخابات الأولى والثانية أيضاً وها هي قد سبقَتْه في الإنتخابات الحالية أيضاً … لكن ما الفائدة ، يبدو أن الأموات يُغادرون بِمُجَرَد إنتهائهم من التصويت ولا يبقون هناك . قبل أن يغادِر أخبره أحد العاملين في المركز : أيها العَم علاوي … لا تتعب نفسك … ان تصويت زوجتك وأمثالها ، يجري في الساعة السادسة صباحاً ، أي قبل فتح باب المركز بساعةٍ كاملة .. ولهذا لم تُصادفها ! . العَم علاوي ، قّرَرَ أن لا يشترك في الإنتخابات القادمة ، لأنهُ يأسَ تماماً من ملاقاة المرحومة التي تحضرُ باكراً وتُغادر سريعاً ... إذ كما يبدو ان التعليمات الصارمة لا تسمح لها للبقاء الى حين فتح باب المركز . …………….. 2 ـ حينَ ذهابه لإستخراج البطاقة الوطنية الموّحَدة ، كان أحد الأسئلة التي سألوها لشيرزاد : هل والدك ووالدتك عائشان أم متوفيان ؟ إجابَ مُستغرِباً : أنهما متوفيان منذ زمنٍ بعيد ، فوالدي متوفٍ منذ أكثر من خمسين سنة ووالدتي منذ اربعين سنة . قال الموظَف : لكن السجلات عندنا تقول أنهما لايزالان على قيد الحياة .. فكما يبدو أنك لم تُراجع كي " تُميتهما " رسمياً ! . قال : وما العمل الآن ؟ أجاب : هذه تحتاج معاملة طويلة … أنصحك ان تترك الأمر على حاله .. إستخرج بطاقتك ، ثم عالج الموضوع في وقتٍ آخَر . فإستمع الى نصيحته . ومنذ ذلك الوقت ، فأن المرحومَين والديه ، يقومان بواجب الإنتخاب كل أربع سنين حسب الأصول ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صورة
-
هكذا
-
.. والمُساقينَ معهم
-
كلامٌ واضِح
-
لُقاح طحنون
-
نِضالٌ وخِدمة جِهادية
-
حمكو والهاتِف النَقال
-
تَناغُم
-
يا بَلاش
-
مُقتَربات اليأس
-
تعالَ - نصفُن - معاً
-
تجارة ... ومُتاجَرة
-
مساجِد ... وأرقام
-
أديانٌ بِلُغة الأرقام
-
- بيرگر كنگ - في أقليم كردستان
-
راتِبٌ .. وكباب
-
لا نُريدُ تُجّاراً يحكمونَ العراق
-
هل هُمِشَ الكُرد في بغداد ؟
-
التعايُش القَلِق
-
المُقّدَس
المزيد.....
-
بعد جنازة دون جثمان.. فيديو القسام عن قائد لواء الجنوب بفرقة
...
-
عن فيلم يناقش الإعاقة العقلية.. أرجنتيني يفوز بجائزة أسبوع ا
...
-
الفلسفة والاستقلال الأكاديمي.. في محاولة التفكير بالجامعة ال
...
-
الأكاديمي اللبناني نديم منصوري: الصورة البراقة للنموذج الغرب
...
-
بالصور..كيف كانت ستبدو فنانات السينما المصرية لو عشن بفترة ا
...
-
تابع الان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 مترجمة على تردد قناة
...
-
مصر.. الحكم بحبس الفنانة منة شلبي لمدة عام
-
مخرج بولندي يتحدث عن محاولة -جواسيس روس- التدخل بـ-فيلم بوتي
...
-
أبطال فيلم -نورة- على السجادة الحمراء بمهرجان -كان-.. لحظات
...
-
مصر.. ظهور غريب للفنان أحمد الفيشاوي والجمهور ينتقده (فيديو)
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|