المُقّدَس

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بماذا أناديك ياحمكو ، بعد أن قرأتَ كُل الكُتب التي نصحتك بها ، بتمعُن ... اُستاذ ؟ مُثَقَف ؟ مُفّكِر ؟
* ولا واحدة من هذهِ . هل تعتقد أنك أفدتَني بنصيحتك يارجُل ؟ بالعكس ، لقد سببتَ لي الصداع والقلق … جَعَلْتَني أشُكُ في كُل شئ بلا إستثناء [ لا خلف الله عليك ! ] .
ـ هه هه هه … وهو المطلوب ياحمكو … فالشَك هو بداية الطريق للمعرفة … هو خطوة نحو إمتلاك العقل النقدي … هو عدم تقَبُل الأفكار على علّاتها … هو طَرح الأسئلة مَهما كانتْ مُحرِجة .
* طيب … هاك هذا السؤال : ماهو المُقّدّس ؟ وهل تُؤمِن أنتَ بالمُقدسات ؟
ـ دعني أجيبك كالآتي … على الأغلب ، المُقّدَس هو " حاجة " ، فالعائلة التقليدية تريد من جميع الأفراد أن تُقّدِس الأب ومن ثٌم الأخ الأكبر . والعشيرة تحتاج أن يعتبر المنضوين تحتها ، الشيخ أو الآغا ، مُقّدَساً . وكذا السُلطة تُرَوِج لقداسة الزعيم او الرئيس او القائد .. وأيضاً الأديان تحتاج أن تُرَبي أتباعها ، على قُدسية الله أو الخالِق ، وكذلك على قداسة الرموز الدينية أي البَشَر والأماكن والكُتُب . وكُل من هذه المستويات الإجتماعية ، تمتلك إمكانيات " إقناع " متفاوتة ، حسب المكان والزمان والمرحلة .
* جوابك مُبهم وغير واضِح .
ـ طيب .. خُذ دولة مثل السويد ، أعتقد أنها لا تمتلك " مُقّدسات " بالمفهوم الذي نعرفه نحنُ عن المقدسات . فأي مواطن عادي يستطيع ان ينتقد بِشِدة ملك السويد او رئيس الحكومة ، بل حتى يُعلن عن إلحاده وعدم إيمانه ليس بالأديان فقط بل بالله سبحانه وتعالى أيضاً ، ولا أحد يقول له : على عينك حاجب ! .
بينما في بنغلاديش مثلاً ، هنالك مقدسات كثيرة ومن الخطورة بمكان إنتهاكها ، والدليل هو المظاهرات التي خرجتْ ضد ماكرون وفرنسا مُؤخَراً . علماً ان نسبة الأمية في السويد صفر بالمئة تقريباً ، وفي بنغلاديش 33% .
* إلى ماذا تُلّمِح يارجُل ؟ هل التعليم والثقافة تؤدي إلى التقليل من إحترام المُقّدَس ؟
ـ كلا ياحمكو .. لم أقُل ذلك .. لكن أعتقد كُلما زادتْ الثقافة والمعرفة ، فأن [ مفهوم ] المُقّدَس يتغّير بالتماهي مع روح التسامُح والإنفتاح .
* كفاكَ مُراوَغة … سألتُكَ ، لكنك لم تُجاوِب .
ـ قُلتَ لكَ أنكَ تستطيع طرح الأسئلة مَهما كانتْ مُحرِجة .. نعم ، لكني لم أدّعِ أنني أعرف الأجوِبة !! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل