امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6707 - 2020 / 10 / 18 - 12:18
المحور:
كتابات ساخرة
في حكايةٍ من التراث : " .. إحتاج جحا حماراً ليقضي بواسطته بعض حوائجهِ ، فذهبَ الى السوق وإستأجرَ حماراً ، وما أن ركبهُ ، حتى إنطلقَ الحمار بسُرعة لا يلوي على شئ . حاول جحا أن يوقفه أو يُخّفِف من سرعته ، لكن دون جدوى ، فتمسكَ جيداً لئلا يقع من على ظهره ويتأذى . في الأثناء كان معارفه يسألونهُ وهو يمُر في أزقة السوق : إلى أين ياجُحا هكذا مُسرِعاً ؟ فيجيبهم : لا أدري ... إلى حيثُ يُريدُ الحِمار " ! .
……………
في عراقنا " العظيم " الذي يتمتع ب " الديمقراطية " الأصلية المُستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي جلبوها معهم خلال إحتلالهم لبلدنا في 2003 ، حيث عّلمونا كيفية إختيار ممثلينا بكُل حُرية بل وشجعونا على تسليم مُقدراتنا ، لل " الثوار المُناضلين " ولا سيما من مُجاهدي الأحزاب الشيعية التي كانت تُعارِض صدام من الخارج أمثال الجعفري والمالكي والحكيم والعامري … الخ ، وكذلك " المُجاهدين الجُدد " أمثال مقتدى والخزعلي والشمري .. إلخ ، الذين برزوا حديثاً ، إضافةً الى تطعيمهم بالجبوري والنجيفي والخنجر والمشهداني .. إلخ ، ولكي تكتمل نكهة الطبخة ، خلط الأحزاب الكردستانية ، معهم جميعاً .. وغض الطَرْف عن الفساد والنهب بل وتشجيعه بصورةٍ غير مباشرة ، بحيث أصبحَ أي الفساد هو السِمة الغالبة على الحُكم في طول البلاد وعرضها … إلى ان وصلتْ الأمور مُؤَخَراً الى درجة صعوبة توفير " الراتب " لكل هذه الأعداد المُهّولة من مُستلمي الرواتب ، الذين خَلَقَتْهُم الحكومات الفاشلة المتعاقبة . العراق ينحدِر تدريجياً نحو مصيرٍ خطير لاتُحمَدُ عُقباه .
شوهِدَ عراقي وهو مُتمسك بصعوبة بتلابيب تضاريس ذلك المُنحدر لئلا يقع وتنكسر أضلاعه ، وسُئِلَ : إلى أينَ أنتَ مُتَجِه ؟ قال : لا أعرف ... إلى حيثُ تُريد السلطة الحاكمة ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟