أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين / من كتاب صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة -أحمد راشد صالح/ القسم الثالث















المزيد.....

هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين / من كتاب صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة -أحمد راشد صالح/ القسم الثالث


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 18:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسم الثالث

عرف عن الفرثيين ان ادارتهم للمناطق لم تكن بشكل مباشر، وانما من خلال تقسيم المقاطعات الى ولايات او اقطاعيات ذات حكم ذاتي، يحكمها أبناء المنطقة بعد ان يثبتوا ولائهم للملك، كما واشتهرت بعض المدن باستقلالها السياسي والاقتصادي والديني، واكتفت بتقديم خراج للملك، والمعروف ان خَمس مدن رئيسية تمتعت بذلك الاستقلال منها: ميشان وحدياب والحضر وسنجار والحيرة، اما ما يتعلق بالمسألة اليهودية، واشارة ديوان مخابئ حران الى المعارك التي يفترض ان المندائيون خاضوها ضد اليهود، وقاموا بطردهم من مناطق تواجدهم بمساعدة من الملك اردوان الثالث، فبالحقيقة وعلى الرغم من ان العديد من المصادر تشير الى ان الفرثيين بوجه عام كانوا داعمين لليهود، الا ان ذلك لم يمنع اردوان الثالث من القيام بحملات تأديبية حينا، والترحيل حينا اخر لبعض الجماعات اليهودية التي حاولت التمرد، الامر الذي من شأنه ان يؤيد الرواية المندائية في هذا الشأن. ذلك ان ما وصلنا ابان فترة حكم اردوان الثالث، ان اخوان يهوديان يدعيان اسيناي وانيلاي ألّفا عصابة من قطاع الطرق، واقاما قلعة حصينة، ثم ما لبثا يفرضان الاتاوة على الرعاة في المناطق المجاورة مقابل توفير الحماية لهم، بعدها توسع حكمهم حتى كونوا ما يشبه الدولة المستقلة. استمر حكم هذه الدويلة قرابة الخمسة عشر عاما، أي ما بين 25 م-40م، فقام سكان بابل وبدعم من اردوان الثالث بالقضاء عليهم، وطرد حوالي 5000 من سكانها من المنطقة وتهجيرهم الى سلوقية، فيما فر الاخرون الى طيسفون ونهر دعــة والمدن الأخرى. وهنالك حادثة أخرى جرت في مقاطعة حدياب، أحب اميرها فتاة يهودية، فتزوجها وأعلن تهوده، وحاول نشر الديانة اليهودية بين النبلاء وعامة الشعب، فثار عليه كل من الجماهير والنبلاء المحافظين على حد سواء. فهل لهذه الحوادث من علاقة تؤكد ما تذكره لنا لفائف مخابئ حران؟ مع ان المسألة بحاجة الى مزيد من البحث، الا انني ولأسباب عدة، أرى إمكانية ان تكون تلك المعارك المشار اليها، واحدة مما تذكره لنا لفائف مخابئ حران، سيما وان هنالك عداء تأريخي بين اليهود والمندائيين، وانتشار كل من اليهود والمندائيين في ذات المنطقة، من شأنه ان يزيد من احتكاك بعظهم مع بعض. اليهود من جهتهم كانوا يشكلون ما نسبته حوالي 12% من السكان، اما المندائيون فلم تتوفر إحصائية من طرف محايد تؤكد عددهم او نسبتهم، باستثناء مخطوطة مخابئ حران، والتي تذكر لنا ان في بغداد وحدها كان عدد المنادي 400 مندي، وان طيب ماثا في ميسان (منطقة الطيب) كانت مركز دراسة اللاهوت المندائي. والملموس على ارض الواقع ان اللقى الفخارية المكتوبة بالخط المندائي، وكذلك الاحراز المصنوعة من رقائق الرصاص، تكاد تراها في اغلب المدن العراقية، كميسان والناصرية والكوت والعمارة وبغداد والرمادي، ناهيك عن الاواني والاحراز المكتشفة على ضفتي النهر الثالث، الذي تم حفره تسعينيات القرن المنصرم، والتي تعد بالمئات. وهذا الامر يدل على ان المندائيون آنذاك انما كانوا يشكلون نسبة كبيرة بين السكان في العهد الفرثي[15]. وبالتالي فان إشارة المخطوطة الى ان المندائيون حكموا عددا من المدن اراه مبررا، بحكم ازدياد عدد المندائيين بعد الهجرة، ويبدوا لي انهم تمتعوا بشيء من الاستقلال في إدارة تلك المدن تحت وصاية الملك اردوان الثالث. وحتى مسألة الاحتكاك مع اليهود فهو الاخر وارد أيضا بحكم تضاد المفاهيم. من هنا وإزاء ما توفر من معلومات لدينا يتأكد لنا ان بلاد الرافدين تعتبر الموطن الأصلي للمندائيين وكان لهم حضورا مؤثرا في البلاد، الامر الذي وفر للقادمين الجدد حاضناً يلتقي معهم في المفاهيم، من حيث ان الأصول كانت لاتزال قائمة وموجودة ،الامر الذي ساهم بشكل فاعل في تبادل الخبرات الدينية وتبلورها بين كلا الطرفين، مادامت تعبر عن ذات الدلالة وان اختلفت ادواتها. وهذا ما نراه جليا في تقبل أسماء الملائكة ذات الموروث الغربي، التي تستخدم في نهايتها لفضة ئيل، كـ بثاهئيل ، آرفئيل، صاورئيل..، كذلك الحال في تقبل الشخصيات الدينية المحدثة كـ مرياي والنبي يحيى والتي نراها حاضرة في طقوس المصبتا(العماد) وبما تحمله من مفاهيم. خلافا للهجرة التي ذهبت باتجاه الإسكندرية والتي وكما يبدوا لم تعثر على حاضن يلتقي معها في المفاهيم كما سنرى.

الهجرة باتجاه الإسكندرية:
مما لا شك فيه فان انتقال القسم الأكبر من المندائيين الى بلاد الرافدين، فرض على من آثر البقاء، حتمية التأقلم مع الظروف الاجتماعية والدينية، التي فرضتها الظروف السياسية، تلك التي مرت بها فلسطين بعد الحرب اليهودية الأولى ومن ثم الثانية.
سيما وأنها كانت لاتزال في طور التكوين. ناهيك عن ان الانتقال الى الإسكندرية يختلف عما هو الحال في بلاد الرافدين، ففي الوقت الذي توفرَ لمن هاجر الى بلاد الرافدين، حاضن يلتقي معهم في معظم المفاهيم، ناهيك عن الرعاية الملكية التي وفرها اردوان الثالث، نرى ان ظروف الهجرة الى الإسكندرية جاءت مختلفة تماما، فقد تزامن معهم في الهجرة منافس شديد، تمثل باتباع المدرسة اليسوعية بمختلف اتجاهاتها، لذات الظروف التي مررنا عليها. ناهيك عن انتشار العديد من التوجهات الدينية والفلسفية المختلفة، والتي كانت نشطة وذات حضور في الإسكندرية. كل هذه العوامل، ساهمت في فرض حتمية إعادة قولبة المفاهيم، وبما ينسجم والطروحات الفكرية والفلسفية التي كانت سائدة في وقتها، لتتحول فيما بعد الى اتجاهات تحمل أفكار توفيقية متعددة، ما بين المندائية والمسيحية من جهة، وما بين التيارات المحلية الاخرى، لتذوب فيما بعد في قالب الغنوصية المسيحية. الا انها ومع ذلك بقيت تحمل الكثير من المفاهيم التي يمكن من خلالها التعرف على الأسس التي انطلقت منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[15]- في تسعينيات القرن المنصرم حينما اوعزت الحكومة العراقية الى المباشرة بشق المبزل الثالث(نهر صدام) تم العثور على المئات من القحوف الفخارية مكتوب عليها طلاسم ضد قوى الشر وكانت هذه القحوف تدفن في عتبة كل باب وكنت في احد المرات في المتحف العراقي لتسليم قطع نقدية تعود الى العهد الساساني مخطوطة بالحرف المندائي بعدد 550 قطعة فضية دار نقاش بيني وبين احدى مسؤولات الاستلام في المتحف حول الخط المطبوع على النقود وبعد نقاش طويل ممتع اخذتني الى احدى صالات الخزن الكبيرة في المتحف وكانت مليئة بشكل لا يصدق بالقحوف المكتوبة باللغة المندائية مع قحوف أخرى مخطوطة بالعبرية والسريانية مكدسة فوق بعضها البعض لكثرتها، ناولتني واحدا منها وقرأت لها ما كان مدون فيها وأكدت لها ان تلك القحوف تعود للمندائيين وبطبيعة الحال وبسبب المد العروبي الذي كان ينتهجه حزب البعث فلم يشار الى تلك القحوف على انها مندائية وانما كانوا يكتفون في القول من انها مكتوبة بخط ارامي.



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين / من كتاب صابئة فلسط ...
- هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين ؟ من كتاب صابئة فلسط ...
- النبي يحيى بين بُصرى الشام وبصرة العراق
- المسيحية الغنوصية
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الخامس
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الرابع
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الثالث
- اسباب ظهور الطوائف الغنوصية /الجزء الثاني
- اسباب ظهور الطوائف الغنوصية/الجزء الاول
- بيوت العبادة وبيوت الدعارة
- صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد/ سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطي ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الاول من سلسلة صابئة فلسطي ...
- تأريخ ميلاد النبي يحيى بحسب النصوص المندائية (من كتاب صابئة ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين / من كتاب صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة -أحمد راشد صالح/ القسم الثالث