أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة / الجزء الخامس















المزيد.....

الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة / الجزء الخامس


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6791 - 2021 / 1 / 18 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأسينيون
خلافا لما هو سائد
الجزء الخامس

5- هل خاض الاسينيون الحروب؟
كما طالعنا في البداية، فان الاسينيون يحرمون القتال، ولا يعرفون لأدوات الحرب استخداما او صنعا.. فهل يتطابق هذا مع شرائع موسى كما يقول يوسيفوس؟
تمتاز الاسفار اليهودية بكثرة التفاصيل عند شرحها للمعارك للغزوات، وعلى الرغم من ان الكثير من تلك الاحداث لا وجود لها على ارض الواقع او انها مضخمة الى حد ما، الا اننا نستطيع ان نخرج بمحصلة تفيدنا في فهم تلك التشريعات، فكل من الاصحاح العاشر والخامس عشر والواحد والعشرين وكذلك الواحد والثلاثين من سفر العدد، تعطينا تفاصيل مهمة عن الاساليب التي كان يتبعها موسى وجيشه اتجاه الاقوام الاخرى. وعن تباعد الرؤى بين التعاليم الموسوية والاسينية، يؤكد لنا الاصحاح الخامس عشر من سفر العدد، كيف امر موسى برجم رجل حتى الموت، بسبب جمعه الحطب في يوم السبت المقدس:
32:15 ولما كان بنو اسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت
15: 33 فقدمه الذين وجدوه يحتطب حطبا الى موسى وهرون وكل الجماعة
15: 34 فوضعوه في المحرس لأنه لم يعلن ماذا يفعل به
15: 35 فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة
15: 36 فأخرجه كل الجماعة الى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى.
وهنا في الاصحاح الواحد والعشرين من سفر العدد، كيف يوصي الرب موسى ان يبيد الكنعانيين مثلما فعل بملك الأموريين.
21: 34 فقال الرب لموسى لا تخف منه لأني قد دفعته الى يدك مع جميع قومه وارضه فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون
21: 35 فضربوه وبنيه وجميع قومه حتى لم يبق له شارد وملكوا ارضه
وفي سفر التثنية 2: 32 - 36 " وقال الرب لي، انظر، قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وارضه، ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه، فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص، فدفعه الرب الهنا امامنا، فضربناه وبنيه وجميع قومه، واخذنا كل مدنه في ذلك الوقت، وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والاطفال، لم نبق شاردا، لكن البهائم نهبناها لأنفسننا وغنيمة المدن التي اخذنا "
يتبين لنا من النصوص اعلاه ان موسى كان مؤمنا بالقتال، ومن يتتبع سفر العدد 31 ، والذي يتناول حروب موسى ضد الميديانيين ، سيتبين له مدى سادية ذلك الرجل، وهذا يدل على عدم صحة ما ذهب اليه يوسيفوس في كون الاسينيون يؤمنون بموسى وبشرائعه ، ولوا كانوا كذلك لاتبعوا اسلوبه، او شيئا منه على اقل تقدير، في حياتهم الخالية من اي مظهر من مظاهر الحرب كما يذكر ذلك فيلون:[ اما بالنسبة للسهام والرماح والخناجر والدروع وعدة الحرب عامة فانك لن تجد من يصنعها بينهم، وبوجه عام انك لن تجد من يصنعها او من يعنى باي شكل من الاشكال بصناعة الحرب ولا حتى بصنع اي نوع من الادوات السلمية التي يمكن ان تؤدي الى الرذيلة ] .
6- الشرائع والقوانين
ومن سفر العدد 31 يتضح لنا ان الشرائع والقوانين التي اعتمدها موسى، والمستنبطة في غالبيتها من شرائع البابليين، تتعارض تماما مع المفهوم الاجتماعي لدى الاسينيين، فموسى وفق سفر العدد وبمعاونة العازار الكاهن يقوم بإحصاء ما سُلب من الميديين (( 31: 26 احص النهب المسبي من الناس و البهائم انت و العازار الكاهن و رؤوس اباء الجماعة ))، اما تقسيم الغنائم والتي يذكرها الاصحاح بالآلاف، سواء من الحمير والبقر او العذارى والأطفال، من الذين ابقاهم احياء للتملك، فيتم توزيعهم تبعا لسلم الدرجات بين كل من موسى والكاهن العازر والجنود. كما ويؤكد لنا الاصحاح الخامس والثلاثون على ان مبدأ العين بالعين والسن بالسن والذي يتعارض تماما مع نظام الجماعة لدى الاسينيين هو من صلب العقيدة اليهودية.
35: 16 ان ضربه بأداة حديد فمات فهو قاتل ان القاتل يقتل
35: 17 وان ضربه بحجر يد مما يقتل به فمات فهو قاتل ان القاتل يقتل
35: 18 او ضربه بأداة يد من خشب مما يقتل به فهو قاتل ان القاتل يقتل
35: 19 ولي الدم يقتل القاتل حين يصادفه يقتله
35: 20 وان دفعه ببغضة او القى عليه شيئا بتعمد فمات
35: 21 او ضربه بيده بعداوة فمات فانه يقتل الضارب لأنه قاتل ولي الدم يقتل القاتل حين يصادفه
35: 22 ولكن ان دفعه بغتة بلا عداوة او القى عليه اداة ما بلا تعمد
35: 23 او حجرا ما مما يقتل به بلا رؤية اسقطه عليه فمات وهو ليس عدوا له ولا طالبا اذيته
35: 24 تقضي الجماعة بين القاتل وبين ولي الدم حسب هذه الاحكام
35: 25 وتنقذ الجماعة القاتل من يد ولي الدم وترده الجماعة الى مدينة ملجئه التي هرب اليها فيقيم هناك الى موت الكاهن العظيم الذي مسح بالدهن المقدس
35: 26 ولكن ان خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب اليها
35: 27 ووجده ولي الدم خارج حدود مدينة ملجئه وقتل ولي الدم القاتل فليس له دم
35: 28 لأنه في مدينة ملجئه يقيم الى موت الكاهن العظيم واما بعد موت الكاهن العظيم فيرجع القاتل الى ارض ملكه
35: 29 فتكون هذه لكم فريضة حكم الى اجيالكم في جميع مساكنكم
35: 30 كل من قتل نفسا فعلى فم شهود يقتل القاتل وشاهد واحد لا يشهد على نفس للموت
35: 31 ولا تأخذوا فدية عن نفس القاتل المذنب للموت بل انه يقتل
35: 32 ولا تأخذوا فدية ليهرب الى مدينة ملجئه فيرجع و-يسكن في الارض بعد موت الكاهن
35: 33 لا تدنسوا الارض التي أنتم فيها لان الدم يدنس الارض وعن الارض لا يكفر لأجل الدم الذي سفك فيها الا بدم سافكه
ومن هنا ايضا، يتأكد لنا من ان الأسينيون في الوقت الذي يتعارضون فيه مع القوانين الموسوية، فانهم يلتقون تماما مع الاعراف المندائية، من حيث ان المندائية تخلوا تماما من اي عقوبات من شانها ان تلحق الاذى بالإنسان، وان كل ما يمكن ان يتخذ بحق الخارج عن الاعراف المندائية هو الطرد من الجماعة، وذلك يعود الى الاصول المشاعية للديانة المندائية.
7- الموقف من امتلاك العبيد
حّرم الاسينيون كل انواع الرق، فالبشر عندهم سواسية، لا فرق بين شخص وآخر، فنظامهم المشاعي الاشتراكي والذي يشتركون فيه مع النظام المندائي، لا يبيح لهم على الاطلاق امتلاك الانسان لأخيه الانسان، وهذا ما يتعارض تماما مع الشرائع الموسوية، فمن الاصحاح الواحد والثلاثين نرى في غزوة موسى للميديانين، كيف ان موسى يوصي بتوزيع الاسرى من العذارى والاطفال وتمليكهم للعبرانيين:
31:9 وسبى بنو اسرائيل نساء مديان واطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم.
31: 18 لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهن لكم حيات.
الآن وبعد ان استعرضنا العلاقة التنافرية، بين كل من شرائع موسى وشرائع الاسينيين، نبين من خلال النصوص المندائية مدى تقاربهم مع المندائيين، الامر الذي يجعلنا نميل الى انهم جماعة مندائية من الذين سلموا من اضطهاد اليهود من خلال مبدأ التقية الذي كانوا يحمون أنفسهم به.
من يتمعن في النصوص المندائية، يتأكد له من انها وبمجملها تؤكد على نبذ العنف بكل اشكاله ومنها الحروب ، والاكثر من ذلك انها لا تجيز قتل حتى من يعتدي عليهم، في الوقت الذي نرى فيه ان شرائع موسى وحياته كذلك مليئة بالغزوات والنهب واسر حتى العذارى ممن يؤسرن في المعارك بعد ان يتم تصفية عوائلهن. فالمتتبع لحياة موسى وسيكولوجيته النفسية يرى انها مجبولة على القتل، فحتى قبل ان يتوجه الى الكهنوت ويقابل ربه من بين الادغال يشرع بقتل أحد المصريين، لا لشيء الا لأنه قام بضرب أحد اليهود كما هو مذكور في سفر العدد. كما ورأينا من خلال حربه مع الميديانيين الذين آووه وأكرموه وتزوج من بناتهم ليعيش معهم اربعون عاما نرى القساوة المفرطة اتجاههم. فبالرغم من سطوة الجنود وقتلهم للآلاف من الميديانيين نراه يغضب على جنوده، لأنهم ابقوا على الاسرى من الرجال والنساء احياء، ليأمرهم بعد ذلك بقتل الرجال والنساء، والابقاء على العذارى من الفتيات سبايا، يوزعون بين موسى واليعازر والجنود. فأين هو من الاسينيين واين هم منه؟ فقول يوسيفوس من انهم اي الاسينيين، يفسرون احكام موسى من خلال التأويل لا يمكن ان يكون قريبا من الحقيقة. فمهما كان التأويل متطرفا فلا يمكن له ان يلتقي والافكار التي كانوا يتبعونها. ان نقاط الالتقاء بين كل من المندائية والاسينية متشابكة الى حد بعيد، فالملابس البيضاء التي يلبسونها في عباداتهم تلتقي تماما مع الزي الديني للمندائيين ( الرستة )، ناهيك عن الهميانة (حزام يستخدم في الطقوس الدينية) والتي لا ينفك كلاهما من لبسها عند مزاولة الامور الدينية ، كما ان الاغتسال في الماء قبل وجبات الطعام وتوزيع الارغفة بالتساوي على المائدة وبين الافراد يتطابق تماما مع طقس اللوفاني عند المندائيين ، ويمكن ملاحظة ذلك الآن في طريقة حياة رجال الدين المندائيين ، فهم على الدوام لا يأكلون شيئا مالم يكونوا قد تطهروا بالماء ، وحينما ينصبون مائدة الطعام فهم لا يباشرون الاكل مالم يقوموا بعمل طقس طعام الغفران (ذكر الاسلاف)، اضف الى ذلك فان احترام جهة اليمين عند الاسينيين يتطابق ومفهوم المندائية حول جهة اليمين كونها تمثل عوالم النور، كما ان التطرف في نبذ العنف لدى الاسينيين يلتقي تماما مع المفاهيم المندائية في نضرتها لهذا الجانب، وايضاً فان مبدأ التقية وعدم البوح بأسماء الملائكة والمحافظة على الاسرار الدينية وعدم البوح بها للغرباء وتحريم مؤاكلتهم من الامور المشتركة لدى كل من المندائيين والاسينيين، كما ان رفض الاسينيين لطقس مسح الجسد بالزيت (وهو من الطقوس المهمة لدى الموسويين) يجعلهم قريبين جدا من المفاهيم المندائية. ففي طقس الرشامة (الوضوء) يردد الفرد المندائي، ((روشمي ايلاوي، لاهو بنورا، ولاهو بمشا، ولاهو اد مشيها، امشا روشمي بيردنا ربا اد ميا هيي .....)) والتي تعني ((الترسيم الذي مُنِحَ لي لا يُرسم بالنار ولا يُرسم بالدهن ولا يُرسم بالمسح رسمي يرتسم بالماء الحي .....)).
وفيما يخص ذكر يوسيفوس من انهم يستحمون بالماء البارد بعد ان يلبسوا الملابس البيضاء، فان هذا العمل يلتقي تماما مع ما يقوم به الملتزمون من المندائيين، فهم وبعد ان ينتهوا من اعمالهم يلبسوا الملابس البيضاء والتي تدعى بالرستة، وقبل القيام باي طقس ديني فانهم يعمدون الى الاغتسال بالماء الجاري ويدعونه بالطماشة.
وبقيت مسالة تبني الاطفال، فيوسيفوس يذكر ان الأسينيون مجتمع ذكوري وانهم يتبنون الاطفال، وهذا القول لا يحمل الا نصف الحقيقة، فكيف يكون لهم تجميع العدد الكافي من الافراد كي يُكَونوا مجتمعا متراميا، إذا ما علمنا ان الاولاد في ذلك الزمان وخصوصا لدى المجتمعات الشرقية يمثلون عملة نادرة، فمن خلالهم يجمع قوت العائلة، وكذلك فهم ذخر للكبر، فمن ذا الذي يضحي بأولاده وبهذه السهولة؟ ام انهم كانوا يلفون البيوت ليقولوا من مال الله اعطونا ابنا نتبناه! لسنا هنا بصدد نكران تبنيهم لأولاد الغير، ولكن ليس بالطريقة التي يذكرها يوسيفوس، فالمؤسسة اليهودية ومنذ العودة من ما يعرف بالسبي البابلي استطاعت التمتع بما يشبه الحكم الذاتي وتمكنت من ان تفرض الختان اكثر من مرة على سكان فلسطين وحوض الاردن بالقوة، وخصوصا فترة الدولة الحشمونية او ما بعرف بمملكة اليهودية، ولهذا السبب تحديدا وخوفا من ان ينال الختان اطفالهم، فقد كانت تلك العوائل ترسل اطفالها الى مناطق خفية خارج اورشليم بعيدا عن اعين اليهود ليعودوا بعد ان يبلغوا من العمر مرحلة البلوغ وينضموا تحت الحماية الاسينية والتي كانت تُعَرِف نفسها على انها طائفة من الطوائف اليهودية وذلك من باب التقية ، حتى ظهور الرومان منتصف القرن الاول قبل الميلاد الذين استطاعوا تجريد الكهنة اليهود من اي سلطة سياسية ، وفيها انتقــــل الاسينيون الى المدن الرئيسية، والذي تزامن مع ظهور النبي يحيى وانتقاله الى اورشليم عام 36 قبل الميلاد زمن هيرودس الكبير.
ننقل هنا بعضا من النصوص المندائية التي تؤكد على مبدا التقشف والزهد في العيش والمعاملة الحسنة، التي يتوجب على المندائيين اتباعها مع بني الانسان:
كتاب كنزا ربا الجزء الايمن:
117 صوموا بأقدامكم: لا تطأوا مكانا ما ابتغاء للحصول على شيء هو ليس من ملكيتكم.
120 كل من يكدس الذهب والفضة ويكتنز اموال هذه الدنيا ويقترف من اجل هذا جريمة قتل فسوف يهوى الى النار المتقدة ذات السعير.
121 ايها المختارون: لا تتكلوا على الملوك وذوي النفوذ والمتمرسين من هذا العالم. وكذلك لا تثقوا بالجنود والاسلحة والحرب والمتاريس التي يجمعونها جمعا والاسرى التي يحشدونها حشدا ولا تعتمدوا على الذهب والفضة. ...
150 يا ايها المؤمنون والكاملون: لا تفعلوا شيئا ضد الغير ما ليس تحبونه لأنفسكم.
والنص 177 من كتاب الكنز العظيم يتماثل تماما ومبدأ الاسينيين في استخدامهم سلاح الحكمة
((تدرعوا بأسلحة غير مصنوعة من حديد او فولاذ، لتكن اسلحتكم الناصورائية ووصايا مقام النور الطاهرة ...كنزا ربا))
175 إني اقول لكم: ايها المختارون إني اخاطب اياكم واعلمكم ايها المؤمنون: البسوا الثياب البيضاء وغطوا رؤوسكم بالبياض ليحاكي مظهركم البهاء والنور ضعوا على رؤوسكم وشائح بيضاء تشبه اكاليل مخلوقات السماء تحزموا بحزام ابيض كأحزمة الماء الحي التي تتحزم بها الاثري. وفي الكتاب الثاني (56) يمين نرى تطابق النص المندائي مع مبدأ عدم حلف اليمين عند الاسينيين ومما تجدر الاشارة اليه ان المندائيين والى الان يخافون حلف اليمين وكثير منهم يتنازل عن حقوقه كي لا يضطر للحلف باليمين.
56 لا تحلفوا قسما باطلا ذلك لان كل من يؤدي يمينا كاذبا سوف يهوى الى عالم الظلام ليتخذ منه مأوى له.
81 صوموا بأيديكم: لا ترتكبوا جريمة الموت بحق أحد من ابناء ادم
: وفي التسبيح الثاني من كتاب كنزا ربا
الزيف لا تقربوه. امسكوا قلوبكم عن الضغينة والحسد والتفرقة
امسكوا ايديكم عن القتل والسرقة .....
امسكوا ارجلكم عن السير الى ما ليس لكم
انه الصوم الكبير فلا تكسروه حتى تفارقوا هذه الدنيا
يا اصفيائي
لا تقربوا الملوك والسلاطين والمردة في هذا العالم، ولا تثقوا بهم.. لا بأسلحتهم ولا بحشودهم
ولا تلووا اعناقكم للذهب والفضة التي يكنزون.. انها سبب كل فتنة.. سيتركونها ورائهم يوم الى النار يذهبون .....
هبوا الخبز والماء والمأوى لبني البشر المتعبين
وللمضطهدين وكونوا عادلين، وتحابوا صادقين
يا احبائي
إذا عاهدتم فابسطوا ايمانكم ولا تخونوا عهدكم، ان الاثريين وملائكة النور يهبون اللوفا والكشطا بعضهم بعضا. واعلموا ان معلميكم يعلمونكم كلمة الحق والحكمة فلا ترفعوا رؤوسكم عليهم، وكونوا هادئين متواضعين لا تحلفوا كذبا ...ولا تبدلوا ايمانكم ...ولا تأكلوا مال الربا، كونوا اقوياء ثابتين، فان اضطهدتم فاحتملوا الاضطهاد الى ان تقضوا اجالكم بعضكم لبعض مساندين، ولا تغضبوا ولا تهتاجوا، ان الغضب والهياج مملوءان بوسوسة الشيطان، فأطفئوا نار غضبكم بالأيمان. لا يأسرنكم جمال الاجسام فجمالها زائل، ولا تسجدوا للشيطان ولا لأصنام هذا العالم الزائف
يا اصفيائي
البسوا الابيض واكتسوا الابيض.. البسة الضياء واردية النور.. واعتموا بعمائم بيض كالأكاليل الزاهية ...وانتطقوا بأحزمة الماء الحي التي ينتطق بها الاثريون في بلد النور
وفي الكتاب السادس –التسبيح الاول
لا تقتدوا بأبناء الاثم اللوماء، الملطخة ايديهم بالدماء
انهم بالحياة يكفرون وعلى عروش العصيان يجلسون
يظلمون ويضطهدون انهم بآثامهم مأخوذون .....
8-طقوس دفن الموتى عند الأسينيين
مما لا شك فيه ان لطقوس الموت في كل الديانات أهمية كبرى، وبالتالي فان الفعاليات التي تجرى في هذا الطقس وطريقة وضع الجسد، لابد وان تحمل دلالة تعبر عن النمط الفكري لتلك المجموعة ،باعتبار ان الموت بشكل عام يمثل حالة انتقالية، من عالم مادي الى عالم روحي، وبالتالي فان هذه الطقوس تعتبر مكمل لمجموعة طقوس يجريها الفرد طوال حياته، ما يعني أيضا انها ليست حالة اجتماعية عرضية وانما من الطقوس المهمة، تماما كالطقوس التي تجرى في الولادة والزواج، ان لم تكن اكثر اهمية منها، والملاحظ ان الاسينيون في طريقة دفنهم يتشابهون الى حد التطابق مع المندائيين، فالقبور التي عثر عليها قرب خربة قمران من قبل المستشرق الفرنسي كلير موكانوا عام 1873 والتي تظم قرابة الالف قبر تختلف عن قبور اليهود، فبعد الحفر وجد ان رأس الميت في الجانب الجنوبي، وارجله تتجه باتجاه الشمال، أي ان الميت يتجه من الجنوب باتجاه الشمال، كما ولوحظ ان الموتى ممددون على ظهورهم والرأس مودعة في حفرة صغيرة. مواصفات القبر وطريقة الدفن هذه وبكل تفاصيلها تتطابق تماما مع الطريقة التي لايزال يستخدمها المندائيون الى يومنا هذا، فالمندائيون كذلك يوجهون موتاهم باتجاه الشمال، وفي الجنوب يحفرون حفرة صغيرة يودع فيها الرأس، بينما في الجانب الاخر نرى ان طريقة دفن الموتى في اليهودية مختلفة، حيث يتم توجيه الموتى باتجاه بيت المقدس. وفي الوقت الذي يشترك فيه كل من الاسينيين والمندائيين في تحريمهم كل أنواع الحزن في الوفاة باعتبار ان حالة الوفاة تمثل ولادة جديدة فان التقاليد اليهودية توصي على أهمية النواح والحزن على الميت كما في سفر اشعيا 32:12 (الطمن على الثدي) وكذلك في نثر التراب على الرأس كما هو مذكور في سفر يشوع 7:6 (فمزّق يشوع ثيابه وسقط على وجهه إلى الأرض قدّام تابوت الربّ إلى المساء، هو وشيوخ إسرائيل، ووضعوا التراب على رؤوسهم) وكذلك الحال في سفر التكوين 37:34 (ومزّق يعقوب ثيابه وشدّ مسحًا على حقويه وحزن على ابنه أيّامًا كثيرة).

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسينيون خلافا لما هو سائد/ سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطي ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الاول من سلسلة صابئة فلسطي ...
- تأريخ ميلاد النبي يحيى بحسب النصوص المندائية (من كتاب صابئة ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة / الجزء الخامس