أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة















المزيد.....

الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6786 - 2021 / 1 / 12 - 16:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الثاني
رواية يوسيفوس عن الاسينيين:

الاسينيون هم يهود بالولادة، ويتعلقون ببعضهم تعلقا لا تبديه الطوائف الاخرى، وهؤلاء الاسينيون ينبذون الملذات، ويعدونها من الشرور، ويثمنون كبح الشهوات لاسيما الجنسية، ويدعون الى السيطرة على العواطف، ويعتبرون ذلك من الفضائل، وهم يرفضون الزواج، لكنهم يتبنون اطفال الآخرين حين لايزالون صغارا مناسبين للتعلم والطاعة، ويعاملونهم كأطفالهم تماما، ويعدونهم وفق اوضاعهم، هم لا ينكرون كليا ضرورة الزواج والحاجة الى تواصل البشرية، لكنهم يتحفظون تجاه السلوك الفاسق للمرأة، وهم مقتنعون ان ليس هناك من تصون امانتها لرجل واحد. هؤلاء الناس يتخلون عن ثرواتهم ويتمتعون بقدرة كبيرة على العيش المشترك، وليس فيهم من يملك اكثر من غيره، اذ يسري بينهم قانون يلزم من ينظم اليهم على التخلي عن كل ما يملك للصندوق المشترك، وعلى هذا النحو ليس بينهم من يعاني من الفقر او من هو متخم بالثروات، ملكية الجميع مشتركة والارث مشترك، ويؤمنون ان المسح بالزيت تدنيس، ويعتقدون ان من يمسح منهم بالزيت دون رضاه فان ذلك سيقضي على جسده، ويرون ان من الخير للمرء ان يتصبب عرقا، وهم يرتدون الملابس البيضاء، ولديهم رقباء مهمتهم العناية بالشؤون المشتركة، وليس لديهم اعمال خاصة بالفرد، وانما هناك شؤون مشتركة للجميع، لا يقطنون مدينة بعينها بل عديد منهم يقطن اي مدينة كانت، واذا حدث ان مر احدهم بجماعة من طائفتهم في اي مكان كان، فالجماعة ملزمة ان تضع تحت تصرفه كل ما تملك، وهم يفعلون ذلك حتى لو لم يعرف احدهم الآخر من قبل، لذلك حين يسافر احدهم فانه لا يحمل اي متاع ، حتى لو كان يقصد مكانا قصيا، لهذا ففي كل مدينة هناك من يوكل به امر العناية بالغرباء من طائفتهم، اذ يزودهم بالملابس والضروريات الاخرى، وهم يعتادون العناية بأجسادهم كما يفعل الاطفال الذين يخشون سادتهم، وهم لا يستبدلون لباسا او حذاء حتى يبلى تماما، ولا يشتري او يبيع احدهم من الآخر، اذ يمنح كل واحد منهم صاحبه ما يحتاج ، او يبادله بما يرضيه ، ومع انه ليس هناك من جزاء، فمن المسموح به تماما ان يأخذ الواحد منهم اي شيء من اي مكان، تقواهم امام الله لا نظير لها، فقبل ان تشرق الشمس لا يتفوه الواحد منهم بشيء من الامور اليومية، وانما يشرعون بتلاوة الصلوات التي تعلموها من ابائهم الاقدمين، بعد ذلك يوزعهم المشرفون، لممارسة الحرف والفنون التي برعوا فيها، ويواصلون عملهم بنشاط كبير حتى الساعة الخامسة، بعدها يتجمعون ثانيتا في مكان واحد، وبعد ان يرتدوا ملابس بيضاء يستحمون في ماء بارد. بعد ان ينتهي هذا التطهير ينصرفون الى اماكن سكناهم، والتي من حق اي واحد منهم ان يدخلها، ثم وهم في حالة نظافة تامة يؤومون غرفة الطعام كما لو كانوا يدخلون معبدا مقدسا، ويجلسون بهدوء الى الموائد التي يضع الخباز عليها ارغفة الخبز بنظام امام كل واحد، وقبل ان يقدم اللحم يتلو رجل الدين صلاة المائدة، ولا يجوز لاحد ان يتذوق الطعام قبل ان تتلى الصلاة، وبعد الفراغ من اكل اللحم يعاود رجل الدين نفسه تلاوة الصلاة ذاتها ويشكرون الله ويمدحونه على ما منحهم من طعام، بعدها يخلعون ملابسهم البيضاء، ويرتدون ملابس العمل حتى المساء، حين ذاك يعودون الى البيت لتناول العشاء، الذي يجري على نفس الشاكلة، وحين يكون هناك غريب يجلسون معه، لا يسمح بالصخب او بما يؤدي الى الاضطراب في البيت، او الى تلويثه، ولا يتحدث الواحد منهم حتى يبلغه الدور، هكذا يسود الصمت والهدوء في بيوتهم، حتى لتبدو للغرباء وكأنها سر هائل، وهم يتقيدون دائما بالاعتدال في تناول الطعام وبما هو محدد لهم من لحم وشراب ويرون فيه الكفاية، لا يفعلون اي شيء الا بإرشاد مرشديهم، ولا يسمح لهم ان يفعلوا شيئا بملء حريتهم، سوى اظهار الود والعطف لمن هو في حاجة له كمساعدة احد او اسعافه اذا احتاج ذلك، ومنح الطعام للذين يعانون شيئا، اما ماعدا ذلك من الوان اظهار العواطف فغير مسموح به الا بإرشاد المرشد، وقد تجردوا من الغضب حتى في الحالة العادلة، وتعودوا على ضبط انفعالاتهم، وهم يبجلون الأمانة، دعاة للسلم، وما يقوله الواحد منهم يصدق كما لو اقسم على قوله، لكنهم يتجنبون القسم ، والقسم عندهم كالحنث باليمين، اذ يرون ان المرء الذي لا يؤمن الا بالقسم فهو مدان، وهم يولون جهدا كبيرا في دراسة ما كتبه الاقدمون، ويختارون منه ما هو اكثر نفعا لأرواحهم واجسادهم، ويبحثون عن تلك الجذور والاحجار الطبية، التي قد تنفع في معالجة ما يتعرضون له من اختلالات، لا ينال من يرغب في الانضمام اليهم القبول فورا، وانما يتعين ان يخضع الى نفس نمط الحياة التي اعتادوا عليها ولمدة عام قبل الانضمام لهم، ويزودونه بمجرف صغير وحزام وبدلة بيضاء، وحين يظهر الدليل على استعداده للالتزام بنظامهم يشركونه في ماء التطهير، حتى اذا بدا انه يستحق القبول وافقوا على انضمامه الى صفوفهم، وقبل ان يمس طعامهم يلزم بأداء قسم غليظ، على ان يطيع الله وان يراعي الحق والنزاهة مع جميع الناس، وان لا يؤذي احدا، سواء بإرادته او بأمر من آخرين ، وان يكره الاشرار دائما، وان يناصر العدالة، وان لا يصدق كل الناس لا سيما من هم في السلطة، ولا يسيء بأية حال من الاحوال الى سلطته هو، وان لا يتعالى على رعاياه، فيما يلبس او غيره، وان يظل دائما محبا للحقيقة، ويوطن نفسه على عدم تصديق المفترين، ويحافظ على نظافة يديه من اية سرقة، وتظل نفسه عفيفة عن كل دناءة ، ولا يخفي امرا عن افراد طائفته ، ولا يفشي شيئا من مذهبهم الى الآخرين، اضف الى ذلك، فانه يقسم بأن لا يتحدث بمذهبهم، الا لمن حصل عليه هو بنفسه منهم، وان يتعفف عن السرقة، وان يصون كتب الطائفة، ولا يفشي اسماء الملائكة او الرسل. اما من يضبط وهو متلبس بخطيئة ما، فانه يطرد من مجتمعهم، والذي يطرد على هذا النحو يموت في الغالب، وهو في حالة مزرية ، ذلك لان الايمان التي اقسمها ، والعادات التي إعتادها، لا تدعه حرا في تناول ما يصادفه من طعام مع الآخرين، ويضطر على ان يقتات على الحشائش والاعشاب، لذلك يصاب بالهزال ويهلك. ويحدث احيانا انهم يستقبلون مثل هؤلاء، وهم في الرمق الاخير، اعتقادا منهم ان ما عانوه من جوع مضن، وقهر ممض، هو عقاب كاف على ما بدر منهم من خطيئة. وهم في محاكماتهم عادلون، ودقيقون في الغالب، ولا يعاقبون احدا الا بالتصويت، في محكمة لا يقل اعضاؤها عن مئة، ولكن ما يصدر منها لا يقبل التعديل. وهم يمجدون بعد الله اسم مشرعهم موسى، وإذا ما جدف أحد بحقه، فانه يعاقب بأقسى العقوبات، ويرون ان من الخير طاعة من هم كبار في السن، وطاعة الاكثرية، على هذا النحو، إذا ما كان هناك عشرة جالسين سوية، لا يجوز لاي منهم ان يتحدث، عندما يعارضه التسعة الآخرون. ويتجنبون البصق امام الآخرين، او على الجانب الايمن، زد على هذا، فانهم اكثر تشددا من اليهود الآخرين في الامتناع عن العمل في اليوم السابع، فهم لا يكتفون بإعداد الطعام قبل يوم، بل هم لا يوقدون نارا في ذلك اليوم، ولا يحركون اي اناء عن مكانه، ولا يذهبون للتبرز، وفي الايام الاخرى، يحفرون حفرة صغيرة، بعمق قدم بمجرف صغير(كذلك الذي يزودون به من يلتحق بهم لأول مرة)، ويغطون انفسهم بعباءاتهم، حتى لا تنفذ اشعة النور، حتى اذا فرغوا من التبرز، أهالوا التراب على الحفرة التي يختارونها في اماكن منعزلة ، ومع ان هذا التبرز امر طبيعي، فانهم يعتبرونه نجسا، ولذلك فمن احكامهم الاغتسال بعده، بعد ان ينتهوا من عملهم التحضيري. ينقسمون الى اربعة صفوف، الاصغر سنا دون الاكبر. اذ لو مس كبارهم الصغار منهم فان عليهم ان يغتسلوا، كما لو كانوا قد اختلطوا بالغرباء. وهم يعمرون كثيرا. فكثيرون قد تجاوزوا المئة عام، وذلك لبساطة غذائهم، بل وللحياة المنتظمة التي يراعونها ايضا. انهم يزدرون بمصائب الحياة، وهم فوق الالم، وذلك لسماحة عقولهم، والموت بالنسبة لهم هو المجد بعينه، ثم يثمنون الموت أكثر من الحياة. وفي الحقيقة، فان حربنا مع الرومان، زودتنا بأمثلة كثيرة على النفوس العظيمة التي يتحلون بها، وذلك في المحاكمات التي اجريت لهم حينذاك، فرغم انهم كانوا يعذبون، ويشوهون، ويحرقون، ويقطعون اربا، ويمرون بكل ادوات التعذيب، فان جلاديهم كانوا عاجزين عن ارغامهم على شتم مشرعهم، او على اكل ما هو محرم عليهم، كما كانوا يتلقون آلامهم ، دون ان تدمع لهم عين، بل كانوا يبتسمون وهم يقاسون أشد الآلام، ويسخرون من جلاديهم، ويروضون انفسهم على تحمل العذاب بانشراح، كما لو كانوا يتوقعون جزاءً وثواباً، بينهم من يقرأ الطالع، مستخدما في ذلك قراءة الكتب المقدسة، واشكالا اخرى من التطهير، وهؤلاء يلمون دائما بأقوال الانبياء، ونادرا ما كانوا يخطئون في تنبؤاتهم.
هذا ما قاله المؤرخ اليهودي يوسيفوس عنهم، والان ننتقل الى المؤرخ فيلون الاسكندري.
ولد المؤرخ فيلون عام 20 ق.م، وتوفي عام 50 ميلادي، ينتمي الى اسرة يهودية، وهو بالتالي اسبق من حيث النشأة من يوسيفوس بأكثر من خمسون عاما، وعلى الرغم من تناوله المسألة الاسينية، الا انه لم ينسب ما كتبه عنهم الى نفسه، فقد اشار في مطلع روايته الى كلمة [كما يقال] مما يعني ان الكتابات التي تناولت الاسينيون هي اسبق من يوسيفوس وفيلون.
رواية فيلون عن الاسينيين:
((لم تتخلف سوريا الفلسطينية عن ابداع تفوق اخلاقي سام، في هذه البلاد يعيش قسم مهم من السكان اليهود، بالذات يضم كما يُقال أكثر من اربعة آلاف عضو، يدعون بالأسينيون، اسمهم كما اعتقد مشتق من الاغريقية، ويعني القداسة، وقد سموا به لأنهم قد كرسوا أنفسهم تماما لخدمة الله، لا من خلال تقديم القرابين، وانما بعزمهم على التسامي بأفكارهم. الشيء الاول الذي يذكر عن هؤلاء الناس، انهم يعيشون في القرى، وقد هجروا المدن تخلصا من الجور والظلم، الذي انصب عليهم هناك. ولأنهم يدركون ان مصاحبة سكانها، سيكون لها تأثيرها المدمر على نفوسهم، كالمرض الذي يسببه الجو الموبوء. بعضهم يفلح الارض، وآخرون يحترفون حرفا نافعة لهم ولمن يجاورهم، وهم لا يكنزون الذهب والفضة، ولا يحوزون قطعا كبيرة من الارض رغبة في جني الاموال، وانما يملكون ما يكفي، ايفاء ضرورات حياتهم فقط، انهم في الوقت الذي ينفردون عامدين عن البشر عامة، في كونهم أصبحوا لا يملكون مالا او ارضا، ليس لحظ عاثر، يعتبرون اغنياء بحق أكثر فأكثر، لأنهم يراعون التوفير عن قناعة، والقناعة بعد هذا كنز لا يفنى. اما بالنسبة للسهام والرماح والخناجر والدروع، وعدة الحرب عامة، فانك لن تجد من يصنعها بينهم ، وبوجه عام، انك لن تجد من يصنعها او من يعنى باي شكل من الاشكال بصناعة الحرب، ولا حتى بصنع اي نوع من الادوات السلمية، التي يمكن ان تؤدي الى الرذيلة، وكانوا لا يملكون ادنى فهم للتجارة، سواء كانت تجارة جملة او مفرد او بحرية ،وكانوا يحرمون بازدراء ما يغري بالشهوة، ليس بينهم اي عبد، كلهم احرار، يتبادلون الخدمة فيما بينهم، ويدينون مالكي العبيد، لمجرد عقوقهم في ابطال حالة طبيعية، لان الجميع قد ولدوا سواسية ، وخلقوا كأخوة، ليس في الاسم وحسب، بل في الواقع الفعلي، واذا كانت هذه الرابطة قد تشوشت بفعل انتشار الرغبات الشريرة، التي خلقت التباعد بدلا من التقارب، والعداوة بدلا من الصداقة، اما بالنسبة للفلسفة فانهم استبدلوا الجانب المنطقي بالحذاقة اللفظية، باعتباره امرا غير ضروري لاكتساب الفضيلة ، كذلك تخلوا عن الجانب الطبيعي واستبدلوه بالثرثرة الوهمية، لكونه خارج الطبيعة الإنسانية، واحتفظوا فقط بذلك الجزء الذي يعالج فلسفيا وجود الله وخلق الكون. اما الجانب الاخلاقي فهم يدرسونه بكل همة، فارضين على المتدربين منهم قوانين الآباء، التي يمكن ان لا تكون مقبولة من زاوية النفس الانسانية، بدون ايحاء ايماني. في هذا يلقنونهم في كل الاوقات خاصة في اليوم السابع، هذا اليوم يجنب كيوم مقدس، يمتنعون فيه عن كل عمل آخر، ويكرسونه للبرامج المقدسة، التي يدعونها بالاجتماع الديني. في هذا اليوم يجري ترتيبهم في صفوف طبقا لأعمارهم، الاصغر يلي الاكبر، ويجلسون باحتشام يليق بالمناسبة، وكلهم آذان صاغية، ثم يأخذ أحدهم الكتاب ويقرأ بصوت عال، ويتقدم آخر متخصص ليشرح مالم يُفهم، اذ ان معظم دراستهم الفلسفية تأخذ شكلا مجازيا. على هذا النحو يفسرون التقاليد الماضية، لقد تدربوا على التقوى والقداسة، والعدالة والسلوك المدني، ومعرفة ما هو خير حقا، او ما هو لا هذا ولا ذاك، وكيف يختارون ما ينبغي اختياره، وتجنب ما يجب تجنبه، ومقاييسهم في ذلك ثلاث: حب الله، حب الفضيلة، حب الناس. يبدون حبهم لله بعدد من البراهين: طهارة دينية رائعة لا تنقطع طول الحياة، امتناع عن القسم، اعتقادهم ان الالوهية هي علة جميع الاشياء الخيرة دون الشريرة، اما حبهم للفضيلة، فيتمثل بتحررهم من المال او الشهرة او الملذات، وبالسيطرة على النفس والتحمل، وكذلك بالاقتصاد في الانفاق والحياة البسيطة، والقناعة والتواضع واحترام القانون، والاستقامة وما يماثلها من الصفات. ويتمثل حبهم للناس في الشعور بالمساواة، وروح الزمالة التي تفوق الوصف، وان كان من الضروري ايراد بعض الكلمات بشأنها هنا: كل واحد منهم يعتبر بيته هو بيت الجميع، فهم الى جانب العيش سوية فان ابوابهم مفتوحة، لكل الزوار الذين يشاركونهم في المعتقد، من اي مكان وفدوا. ملكيتهم مشتركة، ملابسهم مشتركة، طعامهم مشترك. يتناولون غذاءهم سوية، ليست هنالك جماعة غيرهم تعيش تحت سقف واحد، الحياة والسكن قد تحددا بصرامة. في الواقع الفعلي كل امر يحسب له حساب. الاجور التي يحصلون عليها لقاء عملهم اليومي لا يحتفظون بها كملكية خاصة، وانما يقدمونها للصندوق المشترك، ومن يرغب في استخدامها، فله الحق في ذلك، المرضى لا يهملون بدعوى انهم لا يقدمون شيئاً، والصندوق المشترك يتعهد بكلفة علاجهم، وبهذا يمكنهم ان يواجهوا بكل اطمئنان النفقات التي لا يستطيع حملها سوى ذوي الثروات الكبيرة، ويحظى المسنون منهم بكل الاحترام، والعناية التي يقدمها الابناء لآبائهم الفعليين، ويتلقون من اياد وعقول لا حصر لها، الرعاية الكاملة والكريمة في سنيهم الاخيرة.

المقارنة الاولى

الأسينيون ...بين اليهودية والمندائية
لنتفحص الان المسالة الأسينية وما اورده كل من يوسيفوس وفيلون في الصفحات السابقة، والتي تؤكد على ان الشرائع الأسينية تحتم على اعضائها التخلي عن الملذات المادية بكل انواعها، وتوصي بعدم امتلاك الذهب او الفضة، وتحرم امتلاك الانسان لأخيه الانسان، كما وتحرم تحريما تاما اي نوع من انواع الاضاحي والقرابين، والتي تعتبر من اهم الطقوس اليهودية. وكذلك المسح بالزيت، والذي هو الآخر من الطقوس الاساسية في الشريعة الموسوية! اضافة الى تحريمهم حمل أو صنع او استعمال اي نوع من السلاح، مع عدم الايمان بالحرب، والتي يعدونها من الشرور، وغير ذلك كثير كما اطلعنا ..... فهل هذه الصفات تتطابق فعلا وشريعة موسى او حتى حياته! فيوسيفوس وفيلون يذكران ان الأسينيون يعظمون بعد الله موسى، وان اي تجديف بموسى او بشريعته يعتبر من الكبائر؟ وهذا ما يؤكد لنا ان لشرائع موسى مكانة خاصة، لابد وان تراها ولوا كامنة على الاقل في حياة الاسينيين، ومنها اسفاره الخمسة (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية). وفي سبيل ان نكون على بينة، سنعمد الى اجراء دراسة مقارنة، بين كل من الشرائع الموسوية والشرائع الاسينية وكما يلي:
1- تسمية الأسينيون
2- الأسينيون والاسباط اليهودية الاثني عشر
3- هل عرف الاسينيون الختان
4- هل عرف الاسينيون الاضاحي
5- هل خاض الاسينيون الحروب
6- الشرائع والقوانين
7- الموقف من امتلاك العبيد
8- طقس دفن الموتى عند الأسينيين

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الاول من سلسلة صابئة فلسطي ...
- تأريخ ميلاد النبي يحيى بحسب النصوص المندائية (من كتاب صابئة ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة