أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - اسباب ظهور الطوائف الغنوصية/الجزء الاول















المزيد.....

اسباب ظهور الطوائف الغنوصية/الجزء الاول


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(استكمالا لموضوعنا الذي سبق وان نشرنا حلقات منه والمتعلق بظهور الطوائف الغنوصية سنعمد الى دراسة تأريخ اليهود في فلسطين. من المعلوم ان اي حركة دينية لابد وان تتأثر سلبا او ايجابا بالعوامل السياسية، ولهذا ومن اجل استيعاب تأريخ المندائية الكلاسيكية ومن ثم المندائية الغنوصية في فلسطين، لابد لنا من دراسة دور اليهود وتأثيرهم على تأريخ المنطقة السياسي، سبيلا في الوصول الى الاسباب الحقيقية التي ادت الى انكماش المندائية الكلاسيكية وتقوقعها لقرون عدة، لحين ضهور خط مرياي ــــ النبي يحيى والذي يمثل اول ظهور معرفي من اجل احياء المندائية من جديد.)

تأريخ اليهود في فلسطين
استنادا الى المرويات التوراتية، فان تاريخ اليهود في فلسطين يعود الى القرن الثاني او الثالث عشر قبل الميلاد، حينما قاد يشوع بن نون اليهود للإغارة على ارض كنعان واحتلالها، بعد ان تمكن من ابادة اغلبية السكان، واستعباد البقية المتبقية. وبعد حوالي القرنين من عهد ما يسمى بعهد القضاة، والذي كان فيه اليهود على شكل قبائل يحكمها قضاة، تشكلت اول مملكة لليهود، وتدعى بمملكة شاؤول، والتي تمتد بحسب المصادر التوراتية الى العام 1020 قبل الميلاد. الا ان الفضل الحقيقي في توحيد القبائل اليهودية، وتأسيس مملكة قوية بحسب تلك المرويات، يعود للملك داود. والذي حكم قرابة الاربعين عاما (1004 – 963 قبل الميلاد)، استطاع خلالها ان يفرض سلطته على كامل فلسطين والمناطق المجاورة، محولا فلسطين الى قوة عظمى في المنطقة. حتى ان ملوك الارض كانوا يأتونه بالهدايا والذهب كل عام، ثم جاء من بعده ابن آمته سليمان، والذي استطاع التخلص من الابن الاكبر لداود [ادونيا]. وبحسب تلك المرويات، فقد تمكن سليمان من توسيع مملكته، حتى ان ملوك الارض اخذوا بالتهافت عليه، من خلال تقديم بناتهم كزوجات له، لكسب وده. ومنهم فرعون مصر، وملك المؤابيين، وملك عمون.. حتى بلغ عدد زوجاته الثلاثمائة زوجة. وبعد وفاة الملك سليمان، نصب ابنه رحبعام نفسه ملكاً على الاسرائيليين، فبايعه سبطا يهوذا وبنيامين في أورشليم، وما حولها إلى جنوب فلسطين، فيما رفض الأسباط العشرة الآخرون مبايعته، لخلاف نشب بينهم. وهكذا انقسمت مملكة اسرائيل إلى مملكتين، الاولى وتدعى مملكة إسرائيل، وتقع الى الشمال حكمها الملك يربعام بن نباط، والذي لم يكن من سلالة داود، واستمرت فترة قرنين ونصف القرن، حتى القضاء عليها من قبل الاشوريين سنة 721 قبل الميلاد. اما المملكة الثانية فقد دعيت بمملكة يهوذا، وتقع الى الجنوب وعاصمتها اورشليم، واول ملوكها هو رحبعام بن سليمان بن داود، والتي استمرت حتى القرن السادس قبل الميلاد، حيث سقوطها على يد الملك البابلي نبو خذ نصر، والذي اجبر اليهود على ترك اورشليم والتوجه الى بابل، والذي عرف بالسبي البابلي لليهود. المرويات هذه شكلت مصدر الهام للغالبية العظمى من علماء الاركيولوجيا المرتبطين بالمؤسسات الصهيونية، معتمدين بذلك على الكتاب المقدس، وكأنه دليل احفوري لأكثر من قرن من الزمن، صرفت خلاله مبالغ خيالية، سبيلا في اثبات تاريخية التوراة. وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة في طي تلك المكتشفات، لجعلها تتلاءم او تقترب حتى من مرويات الكتاب المقدس، الا ان تلك المحاولات بائت كلها بالفشل. فالمكتشفات الاثرية في منطقة فلسطين، وبعد تطور تقنيات البحث الاثري، اثبتت عدم وجود أي تمايز ديني حقيقي، من شانه ان يميز العبادات اليهودية عن العبادات الكنعانية، ناهيك عن الفشل في اثبات اسطورة الاباء الاوائل، اوما يعرف بقصة إبراهيم ورحلته الشهيرة، والممتدة من اور الكلدانيين متجها الى حران، ثم سوريا فكنعان فمصر والعودة الى كنعان. وكذلك سقوط ما يعرف بحرب موسى مع فرعون، وقصة العبور، ومن ثم الغزوات الخيالية التي قادها يشوع ضد كنعان. ناهيك عن المملكة الموحدة وسطوتها على العالم اجمع، والتي لم تترك اي إثر بسيط من شأنه ان يبرر وجودها، لا في اللقى الاثرية، ولا في مدونات الامبراطوريات والممالك التي عاصرت تاريخها المزعوم.! ولأجل ذلك اضطر عدد من علماء التأريخ، الى التخلي عن المدارس البحثية ذات التوجه المتشدد، ومن أشهرها مدرسة العالم وليام فوكسويل أولبرايت [1]. لتبرز الى الوجود عدد من الطروحات التوفيقية، والتي قادها عدد من العلماء، منهم دوبون سومر والمؤسسات البحثية ذات التوجه اللاهوتي، والتي اعتمدت صيغتي النقد والتبرير في آن واحد. الا انها ومع ذلك لم تتمكن من انقاذ الرواية التوراتية. في الجانب الاخر كانت هنالك أصوات من علماء تاريخ اوربيين، تنادي بضرورة البحث بـ اركيولوجيا المنطقة، بعيدا عن مرويات الكتاب المقدس. ومن الرواد الذين شككوا بالرواية التوراتية، عالمة الاثار البريطانية كاثلين كينيون، والتي أشرفت على حفريات حائط المبكى عام 1968، وأقرت عدم وجود أي أثر لما يطلق عليه بهيكل سليمان، وان ما يسميه الإسرائيليون مبنى اسطبلات سليمان، ليس له علاقة بسليمان، لا من قريب ولا من بعيد. وكنتيجة للمأزق التاريخي الذي أحرج الرواية التوراتية بشكل ملفت، خصوصا مع تطور أدوات البحث الاركيولوجي، والتي ساهمت الى حد بعيد في تضييق الخناق على أي تأسير قسري للمكتشفات الاثرية. من هنا كان لابد من انتهاج سياسة جديدة، لا تتعارض وطرق البحث الحديثة. وهذا ما ادى الى ظهور عدد من المدارس، من داخل إسرائيل، والتي طرحت فكرة التخلي عما يعرف بالتورات التاريخية. اي ان يتم دراسة المنطقة استنادا الى ما تحمله القطع الاثرية من تأريخ، وبطبيعة الحال فان هذا الامر لم ينطلق من مبدأ حيادي، بعيدا عن الانتماءات الأيدولوجية، بقدر ما هو محاولة، لإيجاد مخرج تاريخي مقنع، يحمل دلائل اركيولوجية مهما كان حجمها، تستطيع اثبات العمق التاريخي لليهود في فلسطين، حتى وان كان ذلك على حساب الكتاب المقدس ذاته! من اهم المدارس الحديثة التي انتهجت الجانب الاركيولوجي في البحث، دون التشبث بالرواية التوراتية، تلك التي قادها عالما الاثار اسرائيل فنكلشتاين ونيل سيلبرمان، والتي خلصت الى نفي عهد الاباء واسطورة العبور، وتركز هذه المدرسة على ان العبريين لم يأتوا من خارج المنطقة، وانما من ذات المنطقة، كبدو رُحًل، تركوا البداوة واستوطنوا الضفة الغربية، ما بين القرن الثاني عشر والقرن العاشر قبل الميلاد، وبشكل سلمي تماما. وجهة النظر هذه، وبسبب الافتقار الى ادلة اركيولوجية، تثبت عبرية سكان القرى المشار اليهم في اورشليم، جعلت الفريق يتجه الى ادخال علم الانسان الوصفي، او ما يعرف بـ الأثنوغرافيا[2] لأثبات وجهة نظرهم تلك. وللوهلة الاولى نراها وجهة نظر مقبولة، الا ان التمعن بها وتحليل ادواتها، يظهر لنا الكثير من التناقضات وعلامات الاستفهام كما سنرى لاحقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وليام فوكسويل أولبرايت باحث اميركي من أصل تشيلي، ومن عائلة كهنوتية بدأ عمله في اسرائيل منذ مطلع العشرينات استند في حفرياته على المرويات التوراتية كنقطة انطلاق لإيمانه ان التوراة تمثل وثيقة تأريخية الا انها تعرضت لبعض التحرير، ومع ذلك ظلت في اساسها تعبر عن الواقع القديم.
[2] الأثنوغرافيا علم يعتمد في دراسته على الملاحظة المباشرة لثقافات الشعوب والظواهر الاجتماعية.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت العبادة وبيوت الدعارة
- صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد/ سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطي ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الاول من سلسلة صابئة فلسطي ...
- تأريخ ميلاد النبي يحيى بحسب النصوص المندائية (من كتاب صابئة ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - اسباب ظهور الطوائف الغنوصية/الجزء الاول