أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - عن مدينة حالية/عن مدينة تموت.














المزيد.....

عن مدينة حالية/عن مدينة تموت.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).


الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 02:56
المحور: الادب والفن
    


فليكن هذا الكتاب بهذا العنوان , لأنها هي التي تقول ذلك –لا أنا - رمزا ولو تحّدثت بطريقتها المباشرة , اليوميّة . لما تحمل القارئ عنفها ولأنها آذلك حاولت أن أفك بعضاَ مما لأملاه علي رموزها لتكون في آتاب : لها و عنها و حولها وآنت أخاف أن أدونها آلها . لكن الخوف يكمن في أنني لو دونتها فهذا يعني موتها إضافة إلى أن ذلك مستحيل لأنها متناثرة وعصية , فما آان مني أن ألتقط ما تناثر الي , وما وصلني عنها شفهيّا أو سماعا , وأحيانا آثيرة رؤية , وحتى رؤيا . ان أردت أن أآتب عنها شيئا , فسوف تضيع مني , وتغيب عني أشياء . وهذا طبيعي لأن الكتابة لا تنتهي عند حدود آاتب واحد – هوأنا هنا - وان أردت أن أتخطّاها فكانت تضع لي حدودا ملغومة لئلا أقترب منها . وأن تخطيتها فهذا يعني أنني أخالف الجميع . وحتى نفسي . لأن طبعها سحر . ولأنها مدينة تخذل المرء لقوّتها واستحالتها . وبالقدر ذاته لألفتها وحنوّها . خاصّة لمن غاب عنها وسمع عن أهلها الطيبين الطيبة . وشمّ رائحتها ورنينها سريعاً فسوف يحبّها . و إن جرّب هذا المرء نفسه أن يعرفها ويعيشها صميمياً ومرحلياً، فلربّما نبذها تماماً. تجاه هذين الضدين ما عليك إلا أن تحبها فتكرهها . وان تكرهها فتحبها . لكنها لن تبقى منسية ومهملة وحيادية في داخل آلٍّ منّا . وهي المعمّرة زمنياً قبل المدن التي تجاورها . بل أنّ مدن الجوار ولدت منها ، ومع ذلك فهي غير معروفة (وربما تهمل أيضاً) حتى انّ اسمها على الخريطة غير مدوّن . وإن دوّن فبحروف صغيرة لا تُرى . وهي غير معروفة ثانياً . وذلك من خلال التجربة . فلو سُئل أحد أهاليها في دمشق أو حلب : من أين أنت ؟ لأجاب دون تردّد : من القامشلي .لأنه لو قال الحقيقة بأنه من عامودا . لما عرفها لا أريد ان أعرفها للآخرين... البعيدين بالأرقام والتواريخ والأحداث. فذاك مجال آخر ابتعدت عنه أقصى ما أستطيع هنا . فقد آان لي فيما سبق آتابٌ يحمل اسمها بعنفٍ وحب . ماذا أريد منها إذاً ؟ هل أريد ان تكون لا آما هي عليه الآن ؟ وهذا ما يرومه الكثيرون من أهلها خاصةٍ أولئك الذين عاشوا وعايشوا مرحلتين فيها صاخبتين . فيهما تفرط في آل شيء : مد حاً وقدحاً. فلربما آنت عنيفاً معها . عنف لا تريده هي إلا ان تكون . ولربما حفيّاً بها وهي لاتريد ذلك . فخالفتها جذريّاً وتحرّرت منها لأ قول عنها ما أشاء . وسيكون ردّ البعض عنيفاً: لماذا لم تدوّن الحادثة تلك ، المهملة اللائقة بالتدوين او المحرومة منه ، ودوّنت الحادثة هذه التي لم ينتبه إليها أحد ، ولن. وسيكون جوابي : الصمت المتفجر : إنني عشت في هذا الكتاب ضمن مجال فتح أمامي أفقاً مكانيّاً خاصّاأاملى عليّ عنفه وحبّه وأنا بعيد عنه ، لأن الكتابة عن شيء مفتقد وعن بعد ، ربما تكون اآثر حميميّةً وخصوصيّةً . فكنت أشرّد نفسي عن مدينتي لأآون فيها آتابياً . إلى جانب تخطيطي الأولي لهذه المسودات : الكتابة بجنون عن مدينة حالية تفقد آل آنٍ وحين بعضاً من جمالها . وتعوّض هذا الفقد آلّ آن وحين بجمال خارجيٍّ لا علاقة لها به ، ومع ذلك آان تشرّبها له(نعم تشربها) مقبولاً ، وتمثله وتقليده سهلاً . أليس هذا ما يقوله الكتاب ؟ لكن بشكل موارب ومبطّن.



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مسودات مدينة -:خرابٌ أينما ذهبت.
- ظلال مشردة.
- تلصص.
- لذكرى (ملا أحمدي نامي )
- جنكيمان عمر.
- محاولة لتجبير - الاسم الكردي الجريح -.
- أنا لستُ لي .
- الأبُ الضالّ
- ضجيج.
- تسونامي .2
- ادي جوان كرد( نادي الشباب الكردي).
- المبعثرُ.
- أبناءُ الجنّ
- شرمولا
- تسونامي
- المشرقيّ مغاربي.
- لطيفة لبصير.
- أهلُ الحوار المتمدّن..أهلي.
- سوريا أرض منخفضة يتسابق إليها المتوحشون والمجرمون.
- عبداللطيف الحسيني باحثاً عن اسمه الجريح.


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - عن مدينة حالية/عن مدينة تموت.