أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - -مسودات مدينة -:خرابٌ أينما ذهبت.














المزيد.....

-مسودات مدينة -:خرابٌ أينما ذهبت.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).


الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 14:52
المحور: الادب والفن
    


يخضع كتاب " مسودات مدينة " لعبد اللطيف الحسيني إلى أكثر من بحث على المستوى المعرفي العميق في جذور مدينة هي باقية منذ آلاف السنوات في الذاكرة الجمعية الحميمة التي تلهبها رخاوة الأرض و هشاشة الحجر وهو ينمط بطريقة متخبطة ومهزوزة من جميع الجوانب كما هي المدينة عليه .
و المدينة ليست معرفة الأمكنة وما يتبعها من تفاصيل ، بل هي استيراد الحضارة الخالية من الانتصارات والعمارات التي شيدوها لتبقى أثراً باقياً لا مسكناً هاديا.
"مدينة عامودا" موضوع الكتاب والتي أخفاها هؤلاء التاريخيون قدام أعين الأريين كي تبقى أقل من مدينة أو خيال مدينة، وليست ميراثاً لأحد أو قاعة واقفة أبدية ،وكأن عبد اللطيف من خلال هذه المسودات ، يشيد بإنجازاتها الخفية أو خيباتها الواضحة للجميع ، يفتح ألف كيلومتر من العراء أمام الميديين الجدد الذين لا يريدون لأحد العبور من سمائها أو تحت جلد الأرض حيثُ خُبئت فيها مهارة مئات الرجال الذين قتلوا في ترتيب اسمها أو عنوانها .
و الذي يميز( مسودات مدينة) هو ذلك الصخب ( الصامت) لهضبة شرمولا الواقفة على طرفٍ مهمل من المدينة المنسية ، وهي هضبة مستحيلة الصعود عليها لما عليها من تراب سميك و نباتات الشوك التي تدمي الأرجل كما تدمي القلب والنظر إلى جوانبها المترامية خلف حقول الحنطة المندفعة نحو الشمال من تركيا :
"شرمولا الآن ، يسهل على الصبي صعود قمته ،ويصعد عليه اللعب فوقه لفقره وموته ،ليس فوقه إلا مساحة صغيرة متشققة تخاف أن تبتلعك ، تخاف أن تتجه إلى اليمين و اليسار ، تخاف أن تقودك قدماك على إلى اليمين أو اليسار ، وتسقط في هوة أو تتدحرج من فوقه كما حجرٍ يتزحلق من فوق منحدر" وأكثر رموز عامودا حضوراً في الكتاب هو نهر الخنزير الهادر من تركيا دون مراقبة أي سهل أو أية رابية ، نهر ينحدر بخجلٍ مميت ، كأنه نهر دم يراق للتو على أرض مراقة من قبل ،نهر له دلالته الخاصة: الدلالة المكانية و الاجتماعية ، وهو النهر الذي قُتل فيه خنزير ذات يوم إذ ليس نهراً طبيعياً إذا ،بل فيه مسٌّ جنوني وأن قتل فهو عصبيٌّ في قتلهِ ،ساحرً لو أردت زيارته ذات ليل ، فسوف لن تلتقي به هكذا وهو مسترخٍ على طرفيه ، سوف يجرك نحو شمال آخر حيثُ نهايتك هناك ، وحيث المكان المعادي الذي ينشف ساكني هذه المدينة "عامودا " ويسرد عبد اللطيف في كتابه محاولاً فك رموز ودلالات معاني هذه المدينة عبر أشخاصها التاريخيين الذين أبقتهم الحياة في زوايا مظلمة لا يبارحون أمكنتهم قط ومن هذه الشخصيات "شيخ عفيف "و"طريق الأشجار و"مقبرة عامودا" و"شخصيات هي خارجة عن الزمان والمكان كان لها دور في تأليف معجم ."مسودات عامودا "إحاطة بمملكة تسقط يومياً تحت براثن النسيان ،ولا أحد ..لا أحد ..يلمها في كتاب روحه ..
إن مسودات مدينة هي روح عبد اللطيف الحسيني وقد تناثرت على هذه المسودات .
إبراهيم حسو.



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلال مشردة.
- تلصص.
- لذكرى (ملا أحمدي نامي )
- جنكيمان عمر.
- محاولة لتجبير - الاسم الكردي الجريح -.
- أنا لستُ لي .
- الأبُ الضالّ
- ضجيج.
- تسونامي .2
- ادي جوان كرد( نادي الشباب الكردي).
- المبعثرُ.
- أبناءُ الجنّ
- شرمولا
- تسونامي
- المشرقيّ مغاربي.
- لطيفة لبصير.
- أهلُ الحوار المتمدّن..أهلي.
- سوريا أرض منخفضة يتسابق إليها المتوحشون والمجرمون.
- عبداللطيف الحسيني باحثاً عن اسمه الجريح.
- هوارو.


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - -مسودات مدينة -:خرابٌ أينما ذهبت.