عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 10:54
المحور:
الادب والفن
تلكَ القصائِدُ التي كُتبتْ أغلبُها في الأربعينيّات. حيث كانَ الشعرُ يُقالُ فيها سهلاً ومماثِلاً الواقعَ السياسيَّ الذي لم يطرحْ نفسَه إلا كما هو. يماشي الحياةَ الاجتماعيّة والفكريّة دونَ تنميق, ولأنه كذلكَ، فلا بدَّ أنْ يُقيّمَ كما قِيلَ في الأربعينيات” زمن كتابتِها” ولو أنّ الشّعرَ لا يتقيّدُ بذلكَ , ولهذا اقتحمَ عالمَنا حتّى الآن . هذا النوعُ من الشّعر كان همّه الشعر فقط . كان همُّه الاشتغالَ على اللغة ورموزها وعوالمِها التي لا تنتهي، لكنْ، إنْ تكفّلَ الشّعرُ ليقومَ مقامَ الواعظ أو الخطيب بعيداً عن الرموز : يُسمّي الأشياءَ بأسمائِها وحالاتِها التي نراها ونعرفها؛ ولم يسمِّ أبعادَها وما تحملُه اللغة من طاقة لا تنتهي .
إن تكفّل الشُّعرُ بمقام ليسَ مقامَه: يُدوَّنُ ويُحفَظُ ويُلقَى في مناسبات شتّى, يُحفظُ ليكونَ شاهداً على وعي فترةٍ أو يؤرّخ لفترةٍ زمنيّةٍ كانتْ بحاجةٍ إلى مَنْ يطرح همومَها وآفاقها, بقي هذا الشعرُ لسانَ حال تلك الفترة أو تلك الجماعة , ولم يتعدَّها، هذا الشعرُ واكبَ فكرَ صاحبه الذي لم يتوانَ لحظة عن الدّفاع عن كلِّ شيءٍ جميل في الحياة، كما عندَ نامي الذي أرادَ من الحياة أنْ تكونَ كما يريدُ هو لها, كما تريد أفكارُه الثاوية عندَها , لكنّها ستهربُ منه في سنين لاحقةٍ، ولن يستطيعَ أنْ يروّضها أو يسجنَها، فكانَ شعرُه صدىً للحياة التي كانَ يبتغيها ..
للحماسة في شعر نامي النصيبُ الأعظم، وكانَ ينبغي أنْ يكونَ لها كادرُها ومروّجُها ينطقُ باسمها، ويرفعُ شعاراتِها , وكأنّ نامي خصّ نفسَه ليكونَها ، للشعر في هذه القصائِد النصيبُ الأقلُّ: تتملّكُ الحماسةُ صاحبَها, فكما لكلِّ الشّعوب شعرٌ حماسيّ . فهل يجب أنْ يكونَ للأكراد شعرٌ حماسيٌّ أيضا ؟
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟