أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - هوارو.














المزيد.....

هوارو.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).


الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


ثمة معتوه تعرفه الطرقُ والمدن معاً . حتّى أن بعضَ الكتّاب ظنُّوه من مدينتهم لكثرة سفره إليها, حتّى أنني سألتُ عن غيابه الطويل عن عامودا ,فقيل لي : لم يعد يطيقُها ,فهي تضيق به ,وأن أهالَها يجعلونه أُضحوكة لهم : سخرية وتهكماً . وكان الأولى بهم أنْ يدارونه في كلِّ شيءٍ يفعله وأن يرحّبوا به ، وبأي شيء يتفوّه به ، حتّى ولو كان شتائم . وللتذكير فقط : أن قاموس هذا المعتوه المسالم لا يحتمل أية بذاءة كالتي يتعامل معها غيرُه , أقصدُ الأسوياء الذين يدّعون" الغيريّة ".
أجمل ما رأيتُه في هذا الرجل وقوفُه الساحر أمامَ باب مكتب للبولمان في عامودا ، وقد تجمهر حوله شبانٌ كثيرون وهم يضحكون على نكتة يقولها هذا الرجلُ لهم . وكم كنت أحاسب روحي آنذاك .وكانتْ هذه المحاسبة الداخلية سؤالاً أطرحُه على نفسي : لماذا لا يتكرّم واحدٌ من المتجمهرين حوله ليقول له طرفةً تُدخل السرور إلى نفسه .
المهمُّ في سيرة الرجل : أنّه يرتدي بذةً كاكية تتصدرها نياشين وأوسمة ورتب رفيعة المستوى حتى أنّ الذي لا يعرف الرجل عن كثب يخاف منه بمجرد أن يرى تلك النياشين والرتب والأوسمة التي تدخل إلى النفس قشعريرة مرعبة . وكأنّ عادة الرعب هذه وضمن هذا المجال والموقف هذا تتناسب طرداً مع هذه النياشين والأوسمة ,فكلما رأيتُ الرجلَ ونياشينه ، وقَر في نفسي بأنه يخاف من الجميع ، فأفضل طريقة له كي يُبعد الخوفَ عن نفسه هو وَضْعُ تلك العلامات التي لها دلالاتٌ ومعاني شتى : سياسية واجتماعية .
الأهمُّ في سيرة الرجل : أنّ بولماناً دهسَ إحدى رجليه بجانب الموقف الذي اعتاد الوقوف إزاءه ,وكانت نتيجة هذه الحادثة قطع رجله اليسرى ,فلزم الرجلُ بيته ، وهدأت روحه التي ما كانت تعرف الهدوءَ والاستقرار يوماً ,وفي أية أرض تريدُها .
عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة.



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتَ منذ الآن غيرُك.
- هناء القاضي على شبّاك السيّاب
- الدكتور محمد عزيز شاكر ظاظا.
- عبد اللطيف الحسيني يرسم ألم المدائن.
- اللغةُ الوسطى.
- حدّثتني نافذتي بالكرديّة.
- فوبيا سهيلة بورزق.
- ابتهالات فاطمة الزهراء بنيس في.
- طين الطفولة,
- الشاعرة فينوس فائق.
- أزمة السلطة ثقافيّاًَ وفكريّاً
- لطيفة لبصير والاحتفاء بالمكان.
- الشاعر في مدونة المكان والكائن.
- تجربة فدوى كيلاني الشعرية.
- ستارة مغلقة.
- مزكین طاھر تُغني في العراء
- أسرار.
- الشعر رفيقي اليومي.
- قراءة العتمة.
- مشعل السوري.


المزيد.....




- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - هوارو.