عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6860 - 2021 / 4 / 5 - 23:56
المحور:
الادب والفن
ما لا أعنيهِ تلك اللغة التي تُكتبُ بها النصوصُ المسرحيّة التي تُقرأُ بوجهين : الفصحى و العاميّة معاً, ما أعنيهِ : اللغة العاديّة التي تُتقنُها (بنيس) في لوعة الهروب . هذه اللغةُ التي يكتبُ بها جلُّ شعراء المغرب , ضمنا محمد بنيس : الأكثر شهرة , إنّها تلك اللغة المغاربيّة التي تركَها أغلبُ شعراء الشرق . أقصدُ بها اللغة الكلاسيكيّة التي تقولُ معانيها البلاغية أكثرَ ممّا يقوله مناخُ النصِّ المرنِ القابل للإيحاء ’ بعكس ِما تقولُه لغةُُ ( لوعة الهروب) التي تستجدي البلاغة العربيّة في صلابتها , وربّما في حوشيتها التي كَتَبَ بها (البياتيُّ و نازكُ الملائكة و فدوى طوقان ). هؤلاء الثلاثة تشرّبوا الكلاسيكية , فما كانَ منها أنْ تكونَ أمينة إن طلبوها . و هي من أقربِ الموارد , ليستْ بحاجةٍ إلى استجداءٍ أو طلبٍ, وفاطمة لا تكتبُ بهذه اللغة ’ بل تحاكيها بقليلٍ من تأثرها بمناخٍ شعريٍّ مُترجَم ٍ : فرنسيّ ربما أو إسباني . لأجل كليهما فنصُّها لا يعاني من ركّة في التعبير , بل تجاريه , ولا تقولها فاطمة ’ إلا حين تهربُ أو تخونُها ( لذةُ النصّ ) . هذا إنْ علمنا أنّ فاطمة تكتبُ الشعرَ نثراً . تكتبُه ’لكنْ بأدواتِ الستينيات ’ حين كانَ الشعرُ يريدُها , ولا يريدُ غيرها ’ ربما تتفاجأُ فاطمة بهذا الكلام النظري , لكنْ ما يقوله نصُّ ( لوعة الهروب ) يؤكّدُه التطبيقُ , لنْ آتي بأمثلةٍ عمّا ذهبتُ إليه , فقط لأُُوكّد ’ وليؤكّد معي تكرارُ القافية التي تجيدُها فاطمة أحيانا , و هي تعلمُ أنّ النثرَ يُبعدُ أيّ طقسٍ كلاسيكيّ , القافية خصوصاً , من هنا جاءتْ كلمةُُ الشاعر: ( عبدالكريم الطبال ) كلمةًً مضضيّةً , فيها اندفاعٌ لهروب قول ما لا يُقال عن المجموعة , يريدُ أنْ يقولَ ما تريدُه فاطمة ’ أو ما تحبّذه فاطمة ’ إنها كلمة شعريّة أكثر ممّا هي نقديّة , كانَ بإمكاني أنْ أقولَ إنها كلمة هروبية . أتتْ تقريظيّة أكثر ممّا أتتْ تحليليّة . فلنقرأْ ( فاطمة الزهراء ) في : ( بين ذراعيْ قمر ).
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟