عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 10:36
المحور:
الادب والفن
فيروز : صوت الإله .
(1) كُلّمَا كَثُرَتْ وَطَفَحَتِ الْأغَانِي بمُرُورِ الْوَقْتِ الّذِي لَمْ يَعُدْ يَعْرِفُ انتِخَابَ الجَمَالِ مِنَ الْقُبْحِ , ازددْنا جنوناً وعَطشاً لِسَمَاع فيروز ( لا الملاك) بل الصَّوت الإلهيّ على الأرض , حينَ تَعِبَ وَمَلَّ الإلهُ مِنْ نصَائِحِهِِ غير المُجْدية, قالَ في نفسِهِ : فلأُرْسِلْ للرعيّةِ صَوْتاً منّي هَادِياً .... مُغيِّراً مَا بأنفسِهمْ مِنْ ضغينةٍ وَغِلّ وَعنجهيّة في القول والفعل , فكانَ الصَّوْتُ , وكانَ ظلُّ الإلهِ عَلى الأرضِ مَخمُوْرَاً .... مُنتشِرَاً .
(2): (أسْتَمِعُ صَبَاحَاً إلى فيروز ),هذا جوابٌ يُرَدِّدُهُ أغلبُ المُستمعِين إليها, وهو جوابٌ جاهزٌ فيهِ الكثيرُ مِنَ المَحبّةِ لصَوْتِ الإلهِ , وفيهِ - بالمقابل- الكثيرُ مِنْ عدم الاستماع إليها ليلاً . هل جَرّبَ البعضُ التجلي بصوتِها ليلاً حينَ تهجعُ الأصواتُ ( الأصواتُ بكلّ معانيها) ولا يبقى إلا صوتُ فيروز- البياض صَادِحَاً ....مُمطِرَاً يأخذُنا لمعانقةِ الملائِكة ؟.
(3)باتَ صَوتُ فيروز حَالة صوفيّة,تأمّليّة , ولأنّهُ كذلكَ باتَ لِزاماً علينا أنْ نستمعَ إليها ليلاً للتوحّدِ معَها, ففي التجلّي الصوفيّ تتغيّرُ القراءَاتُ لتصبحَ قراءَاتٍ ليليّة , صَوتُ فيروز نصٌّ صوفيٌّ مسموع يخاطبُ الجمالَ المُغيَّبَ فينا , لا في الصّباح كما جرتِ العادةُ, بل في كلِّ الأوقات .
(4) هذهِ شهاداتٌ لكبارالشعراء تدلّنُي أنّ محبتهم لها تفوقُ هيامي بها .
- فيروز هي الأغنية التي تنسى دائما أن تكبر
- هي التي تجعل الصحراء أصغر وتجعل القمر أكبر: ( محمود درويش.
- بعض الأصوات سفينة وبعضها شاطىء وبعضها منارة ,
وصوت فيروز هو السفينة والشاطىء والمنارة , هو الشعر والموسيقا والصوت , والأكثر من الشعر والموسيقى والصوت , حتى الموسيقا تغار منه( أنسي الحاج) .
- (قصيدتي بصوتها اكتست حلة أخرى من الشعر) : نزار قباني .
عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة.
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟