أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - كلب.














المزيد.....

كلب.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).


الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 19:26
المحور: الادب والفن
    


لمْلمْ كلَّ نباحِكَ من الزّوايا المعتمة التي تُعيدُ صوتَََكَ وتحوّلُه إلى عشيرةٍ من عواءٍ وزئِير.
تجثو متوهِّجاً وتسردُ على نكباتِنا أقماراً خافتةً , وتشرّدُ كلَّ طيرٍ أضلَّ طريقَََه في سمائِنا , مُستعِيراً جناحَه الشحيحَ , تنطقُ بلسان الأحصنة المثقلة وهي تقطعُ الأرضَ بلمحةٍ من بصرٍ كفيف .
إنّه الكلبُ , كلبُ حارتِنا يهجمُ عليّ , فيقولُ صاحبُه : (يحبُّكَ , فيمزحُ مَعَكَ)
يشعلُ حولي نباحاً , فيقولُ صاحبُهُ:(يجرّبُ صوتَه لكَ) .
يعضُّ يدي , فيقولُ صاحبُه :(يتتبّعُ سارقاً ما).
حانَ المساءُ , فتلتمعُ عينُه وتفورُ أنيابُه ويحتّدُ ريشُه ليستقبلَ قفزات الطفولة وخصوبة الشّتائِم , يخبّؤها ليدفعَها إليّ بغفلةٍ حينَ أعودُ إلى البيت فجراً , وكلّي أنينٌ ويرتجلُ من فمي إلهٌ متعَبٌ عجوزوملاكٌ منتهَكٌ و سماءٌ تنخفضُ لتلامسَ يدي .
يا كلبُ ,استرسلْ بالعذوبة والوداع , ودِّعْ مهابتََكَ ,وضعْ جنوبَ الأرض مكانَ الشّمال فلن تجدَ إلا كائِناً مطحوناً يركضُ , ويركضُ نباحُكَ خلفَه .
يا كلبُ , كلب الطّفولة والشّباب والكهولة تسلّقْ مناكبَ الأرض الخَرِبَة وارفعْ عقيرتَكَ باللهاث , حينَها – يا كلبُ- ستردّدُ سمواتُ الأرض احتفالَكَ بالأنين .
ارمِ شظايا الأرض على جدرانِنا المتعبة وأنتَ تصيحُ فوقََََها كديكٍ هائجٍ , لاعظْمةٌ تُسكتُكَ ولا بذاءَاتُ الصّبية الحُفاة تردعُكَ .
ابسطْ كفّيكَ على بابِ كهفِنا ثم التفتْ لتجدَنا جثثاً عَفِنَةً تُطهّرُالأرضَ ومَنْ عليها , إنّنا ملائِكةٌ وقد فارقتنا أرواحُنا .
إنّها القيامةُ يا كلبُ .
إنّها القيامةُ الآنَ .
___________________
عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة.



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَرّاب.
- الجلوسُ على حافة الحياة ليلاً .
- البيت.
- المسيح.
- الغريب.
- كتابة الألم وألم الكتابة.
- أمكنة ٌلا أسماءَ لها.
- سفيرةُ الغِناء الكرديّ الأوبراليّ إلى العالم : مزكين طاهر
- فواز السّاجر.
- مقدمة كتاب في رثاء عامودا.
- أصواتُ فاوست.
- الصورةُ والآخر.
- ظلال الاسم الجريح.
- كَالْبَرْق .
- كانت دمشق عاصمة (للثقافة).
- آزاد مجدو – صورة الفنّان موشوماً.
- حوار مع الشاعر السوري عبد اللطيف الحسيني.
- تسونامي , تسونامينا.
- الشاعر عبد اللطيف الحسيني، وظلال اسمه الجريح.
- حُطام.


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - كلب.