أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - قراءةُ الوجوه.














المزيد.....

قراءةُ الوجوه.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في هانوفر).


الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


وجوهٌ تتغيّر, تبدّلُ ملامحَها ساعةَ تشاءُ بحسب الطلب حينَ تبتغيها مصلحةٌ شخصيّةٌ صرفةٌ تصلُ حدّاً يُقرأُ البغضُ فيها والحقدُ أحياناً , كأنّ الأشهرَ المعلومات خلقتْ وجوهاً ما كانتْ لها أنْ تنوجدَ لولاها , الوجوهُ التي عرفتُها مجدّداً ليستْ تلك التي عرفتُها منذ أكثر من أربعين عاماً قضيتُه فَرِحَاً من القليل أقلّ وشجيّاً ... شقيّاً .
يفرّحُني وجهٌ لم ألتقِ به سالفاً , ويغريني تحليلُه و نقاشُه في أيّ شأنٍ أريدُه أو يريدُه مستمعٌ لا على وجهٍ محدّد أو مشربٍ معيّن وأرى ذاك الوجهَ أقربَ مني إليّ , كأنّه أنا وقد نسيتُه أوضيّعتُ ملامحي فيه : التجوالُ في متاهات الحياة وانتخاب الكلمة الأدقّ - الأصعب لتنافسَ وجوهاً لا تبتغي من الحياة غيرَ الثبات والنوم فيه وداخل نبرته التي تريدُ سَحْقَ أيّ صوتٍ مختلفٍ , فكيف بمخالفٍ أو مناهض له ؟. الوجهُ المقصود التقى بي وقابلني بطريق الصّدف القليلة التي عشتُها داخلَ الغليان , الوجهُ الشبابيّ أعطى لوجوم الملامح تربّصَها النفعيّ حين يحلّل القادمَ من الأيّام قبلَ حاضرها الذي يجلب الحَيرةَ التي تخافُها الملامحُ قبلَ أنْ تصرّحها الوجوهُ التي تقول نكتاً (أو شبهها) غير قابلة إلا للسخرية , وهي سخرية المواقف قبلَ أيّة سخريات يقولُها وصفُ حالتنا.
سأُحرقُ رجلي في وسط الطريق إنْ غادرَ بي إلى تشابك طرقٍٍ فيها وجوهٌ متكلّسةٌ مخضرمةٌ بتمييع الأصوات وتبخيس ما كان حقّه التشرّب والتبنّي , ولا يمكن للتشتّت – الذي يعمل الكثيرون لأجله و رفع صوتِه - أنْ يكونَ بينَنا , مادامَ في المرء (أيّاً كانت خلافاتُنا معَه) طاقةُ غيرُ مرهونةٍ للانكسار أو التعب .
الخطابُ المراوِغُ باتَ يتقنُه القليلون منّا , وهم أنفسُهم أوقفوا حياتَهم عند خطابٍ رماديٍّ , هدفُه تحريكُ دميتِهم التي أوصلتهم إلى (المكانة العليا للمجتمع) , هذه المكانة التي لها (صفرٌ) في سلّم الأخلاق, فكيف ستكون عند وجهٍ شبابيّ راهن ؟
.....
وجوهٌ درّبتْ وجوهاً على التلصّص و بتر أيّ تكاتفٍ , وزرع كلّ خلافٍ (ما عَرَفَ طريقَه إلينا إلا الآن )
وجوهٌ تريدُ أشكالاً على مقاساتٍ خاصّةٍ بها , لا حياءَ فيها : لا في الوجوه البائدة ولا في ملامحها ولا في تعاملها , فكيف بمصيرٍ يتعلّقُ بشأنٍ عام ؟.
وجوهٌ لن تمرّ من هنا إلا بعدَ أنْ تدفعَ ضريبتَها : الاعتذار.
ووجوهٌ عاصفة مسحتْ غبارَ التعب لتكونَ هنا – الآن .
عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة.حيّةٌ لها .



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة سلمى عبدي.
- أيتها الصّداقةً ... وداعاً.
- كلب.
- العَرّاب.
- الجلوسُ على حافة الحياة ليلاً .
- البيت.
- المسيح.
- الغريب.
- كتابة الألم وألم الكتابة.
- أمكنة ٌلا أسماءَ لها.
- سفيرةُ الغِناء الكرديّ الأوبراليّ إلى العالم : مزكين طاهر
- فواز السّاجر.
- مقدمة كتاب في رثاء عامودا.
- أصواتُ فاوست.
- الصورةُ والآخر.
- ظلال الاسم الجريح.
- كَالْبَرْق .
- كانت دمشق عاصمة (للثقافة).
- آزاد مجدو – صورة الفنّان موشوماً.
- حوار مع الشاعر السوري عبد اللطيف الحسيني.


المزيد.....




- (غموض الأبواب والإشارات السوداء)
- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - قراءةُ الوجوه.