أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - زيارة جميلة لصديقي سائق دراجتهِ الهوائية














المزيد.....

زيارة جميلة لصديقي سائق دراجتهِ الهوائية


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 03:54
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أصدقكم القول قرّاءنا الأعزاء ان من أجمل مَن اطلّ عليّ زائرا قبل بضعة ايام هو صديق اكاديمي ضليع أحبه ويحبني منذ الفتوة ومازلنا أصدقاء اقرب الى الالتحام العاطفي والنفسي وقد نكون أكثر عمقا من المثَل السائر عند العرب حينما يقولون عن اثنين تحابّا في الله حبا خالصا خاليا من شوائب الطمع والتسلق والغايات والمصالح الشخصية السائدة هذه الأيام ، ويمكنني ان اقول بوضوح اننا صديقان لا يفترقان مثل مالك وعقيل كما يقول مثلُنا العربيّ الشائع .
جاءني صديقي المسنّ الذي تجاوز السبعين عاما بهيّ الطلعة نشطا سعيدا ممتطيا دراجته الهوائية قاطعا مسافة تقترب من سبعة كيلومترات من بيته الى بيتي وهو في افضل حال لم يأخذ منه الانهاك الاّ نفَسا متقطعا سرعان ما استعاد توازنه بعد ان سقيته قدحا من خير ماء دجلة وشايا أخضر مما اعتدنا تناوله معا .
لم أره قبلا يستخدم الدراجة الهوائية في زياراته لي ؛ فهذه الظاهرة الصحية والممتعة معا غير سائدة لدينا وقد تكون معيبة على الرجال الكبار والنساء باستثناء الفتية الصغار والشباب مع انها شائعة في اغلب المجتمعات المتحضرة وغير المتحضرة ؛ وأعجب لماذا العزوف عنها فهي ترويض للجسد أولا وللنفس ثانيا وتخفيف من عبء الزحام الذي اخذ يتفاقم في الآونة الأخيرة في مدينتي بغداد ، اضافة الى انها وسيلة نقل نظيفة تُشعر الانسان بالسعادة والمتعة الفائقة ؛ لكنها مع الاسف غير مألوفة عندنا وقد يتعرضّ راكبها الى التندّر والسخرية والاستهزاء خاصة اذا كان الرجل مسنّا او امرأة تريد التنقل بدراجتها هنا وهناك من اجل التسوق او ممارسة الرياضة بواسطتها ولا ادري بالضبط ماهو العيب من امتطاء آلة جميلة ترويضية تبعث في النفس الراحة وانشراح الصدر والتسلية ورؤية الفضاء الطلق المفتوح والاستمتاع بمرأى الشوارع ومعالمها مما يبعد التوترات والضغوط النفسية التي يتسم بها معظم العراقيين اكثر من غيرهم ؛ عدا عن منافعها الجسدية في إحراق الدهون وتقوية العضلات وتنشيط الرئة والأطراف وتحسين عمل عضلات القلب والشرايين وتنشيط الدورتين الدمويتين .
يقول لي محدثي الصديق الزائر انه منذ الان سيقود الدراجة ولم يعد يتركها فهي بمثابة صالة رياضية متنقلة ؛ فجولةٌ جميلة مجانية على الدراجة بلا تاكسي (السايبا) الواهنة الايرانية الصنع الشائعة عندنا وبدون الاستماع الى لغو بعض سوّاقها النزقين للوصول الى مبتغاك لمدة خمس عشرة دقيقة تعدل ساعتين ترويض في الصالات والنوادي الرياضية التي تستنزف أجورها جيوبنا شبه الخاوية اضافة لما تتيحه الدراجة من متعة القيادة في الهواء الطلق والتخلص من اختناقات الطرق التي لا تطاق والترويض المجاني للجسد وتحريك العضلات والمفاصل وتخليصها من التكلسات وإنقاص الوزن ووسيلة هامة للحفاظ على اللياقة البدنية والنفسية على السواء .
ليتنا نهدأ من جعجعة وهدير وضجيج السيارات التي كثرت بشكل مهول وغير مدروس وأزير المحركات النافثة للعوادم ونتخلص من الإهدار المفرط في الوقود غير النقي بسبب احتوائه على كميات مخيفة من الرصاص والذي نستعمله الان بعكس الدول المتقدمة الأخرى التي لم تعد تستخدم هذا النوع السام والملوِّث في بلادنا .. ولا أخفي سرّا ان اذكر ان ما يقارب مليون لتر من البنزين يهدر يوميا بسبب الزحام ووقوف السيارات في طوابير السيطرات والحواجز الأمنية وماكنتها لا تنطفئ اثناء الخناق المروري الذي أضحى شبه دائم في الشوارع والساحات في بغداد وحدها .
لا أحد يتحرج من سكان الدول المتحضرة من امتطاء الدراجة ، بل شاهدنا مرارا الرؤساء والمسؤولين الكبار يتخذونها وسيلة نقل جاذبة وممتعة وهناك جزء من الطريق قد خصص لها ، وأغلب المسؤولين لم يعودوا يستخدمون سيارات الدولة المخصصة لتنقلاتهم وفضّل الكثير الاستعانة بالمترو والنقل العام لكن الأعمّ الاغلب منهم ارتأى ان يمتطي دراجته للتنقل من وزارته الى البيت وبالعكس، فما أحرانا ان نحذو حذوهم ، وما الضير ان نكسر طوق الخجل والتردد ونحزم أمرنا على ترويض أجسادنا وأنفسنا باستخدام الدراجة الهوائية حالنا حال شعوب العالم عسى ان يقتدي بنا نوابنا ومسؤولونا ووزراؤنا ليتركوا أرتال سياراتهم بزعيقها وصفير انذارها واستحواذها على الطريق وشلّة حماياتهم المرعبة وهي تصيح بهذا وتطيح بذاك من اجل فسح المجال لها وليتهم يكونون قدوة لنا ليركبوا دراجاتهم الهوائية مثل أقرانهم زعماء الدول الاخرى ونتعلم منهم وهذا مانتمناه مع اني اعلم علم اليقين بان مثل هذا التمني لا يعدو كونه رأسمال المفلسين والواهنين وبالأخص في بلادنا التي لا تريد ان تعلّم ابناءها الميّزات والصفات الحسنة .
جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروبٌ الى الجحيم البارد
- الطريق مغلقةٌ الى توباد الهوى
- تذكرون شارلي شابلن وتنسون رفيقه الممثل الطفل - كوجان - !!
- انتظار واستبشار
- وكما أسلفْنا
- خيبة الطالع الشؤم
- فلتكبر سعادتنا ولو بانت شيخوختنا
- الصغيرات المدللات بناتُ الأزمان
- عاشقتي العاقلة الناصحة الموقّرة
- السقوط في الوَحَل
- الشاعرُ ومَسَلّتهُ
- ما تعسّرَ من الحبّ الرجيم
- صديقتي المشكاة
- يُرسخون الطائفية ثم يلعنونها
- مسالكٌ عمياء
- وأنا أناجي شيخوختي
- رحيلٌ بين المُنهكات
- عشرُ موبقات في عراق الخزعبلات
- الصداقة سترسخ والحب سيبقى ايها الكوفيد التاسع عشر
- من نَـكَدٍ الى رغـدٍ


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - زيارة جميلة لصديقي سائق دراجتهِ الهوائية