أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية 5















المزيد.....



البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية 5


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الامتحان التاريخي" لماهية "البروتوكولات"
رمت ثورة شباط وحكومتها المؤقتة عام 1917 "البروتوكولات" في الحبس وحكمت عليها بالسجن المؤقت، بينما حكمت عليها ثورة أكتوبر للعام نفسه بالإعدام. ولم تتح
لسيرجي نيلوس إمكانية الدفاع وحق البيان عن نفسه وعنها. وهي ظاهرة لها أسبابها ومقدماتها ونتائجها فيما يتعلق "بإحياء" "البروتوكولات" نفسها. فقد كشف "السجن المؤقت" عن أنها مصدر شك وقلق، بينما أدى إعدامها اللاحق إلى جعلها قوة يصعب المسك بها. وذلك لأنها تحولت إلى "فكرة" و"اتهام تاريخي" ليس إعدامها سوى دليل على أن ما فيها ليس مجرد هراء أو كذب أو تلفيق. لان الهراء لا يلبث وان يتبدد، وحبل الكذب قصير، والتلفيق سريع الزوال، والاتهام الفارغ لا يصمد أمام النقد.
لقد صادرت "الحكومة المؤقتة" بعد ثورة شباط 1917 الطبعة الأخيرة من {قاب قوسين أو أدنى}، كما لو أنها تحسست في العنوان نفسها. لهذا اعتقدت بان افضل وسيلة لعدم اتهامها بأنها "الدجال" (الماسوني) الواقف "على أبواب" روسيا هو أن يجري مصادرتها! أما بعد ثورة أكتوبر، فان افضل وسيلة لعدم اتهامها بأنها "الدجال" (اليهودي) الواقف على "أبواب روسيا" هو تكذيبها المطلق "للبروتوكولات" بمسحها من الوجود! وهو موقف وجد انعكاسه المباشر في الرواية التي تحكي لنا عن قول سيرجي نيلوس عندما ادخلوه على فيليكس دزرجينسكي قوميسار لجنة الطوارئ (أمن الدولة) والمسؤول عن تصفية كل اطياف المعارضة للسلطة السوفيتية
- إذا قتلتموني، فان ذلك دليل على صحة ما أقول!
- لهذا لا نقتلك!!
وبغض النظر عما إذا كانت هذه القصة صحيحة أم لا وكذلك الحوافز القائمة وراء تأليفها أو بثها، فان تشرده بعد الثورة وموته البائس عام 1929 وقتل زوجته في المعتقل عام 1938 تجري ضمن سلسلة واحدة هي إزالة آثاره من الذاكرة التاريخية السياسية للوعي الروسي عن الخطر الداهم لما اسماه نيلوس "بالمسيح الدجال" و"ابن المهلكات" و"الخارج عن القانون" الذي الصقه بالماسونية اليهودية الصهيونية، وكذلك تسفيه ما قاله وكتبه بهذا الصدد.
إن جملة هذه الوقائع تشير إلى حقيقة جلية تقول، بان تنصيب العداء لكتاب ما، أيا كان، هو دليل على التخوف مما فيه. والخوف هو نتاج ضعف، والضعف في الحالة المعنية ليس نتاج الاتهام أو النقد كما هو وارد في الكتاب، بل فيما إذا كان الاتهام يشير إلى نقطة الضعف هذه. وإذا كان رد الفعل قويا على هذا الاتهام، فان ذلك دليل على الوجود الفعلي لنقطة الضعف هذه، أي دليل على وجود ما يشير إليه "الاتهام". ذلك يعني أن خوف قيادة "الحكومة المؤقتة" بعد ثورة شباط من كتاب نيلوس هو نتاج لغلبة العناصر الماسونية فيها، بينما كان خوف قيادة السلطة السوفيتية بعد ثورة أكتوبر من كتاب نيلوس هو نتاج لغلبة العناصر اليهودية.
لقد تحسست هذه القوى "الهامشية" بالنسبة لحقيقة التاريخ الروسي ومرجعياته الثقافية والروحية الكبرى ملامح الاتهام الثابتة ضدها في كتاب نيلوس. كما أن وجودها الكثيف في السلطة كان يشير إلى ما في كتاب نيلوس من "نبوءة" وتحذير وضعها في رؤيته التاريخية اللاهوتية عن "الثعبان الرمزي". بعبارة أخرى، لقد كشفت الأحداث التاريخية بعد عام 1905 و1917 عن وجود ظاهرة سياسية وذهنية ثقافية اعتبرها نيلوس قوة تقف "قاب قوسين أو أدنى" من ابواب روسيا، هي الخطر المميت بالنسبة لها.
ذلك يعني أن سيرجي نيلوس لم يتهم جزافا، بقدر ما انه قدم رؤية كانت تسعى أساسا لكبح "المحتوم" من خلال تثوير الرؤية القومية المتجلببة باللاهوت النصراني الأرثوذكسي. ولم يسع هو من وراء ذلك لإدانة الثورة والثوار، مع انه استهزأ بفكرة "الحركة التحررية"، بل أراد القول، بان الذهنية المغامرة للقوى الهامشية (الماسونية اليهودية) بالنسبة لروسيا تعادل "انقضاء الدهر" و"نهاية التاريخ" الروسي. ووضع ذلك في الإضافة التي ألحقها بعنوان الطبعة الثانية (عام 1905) من كتابه {عظيم في حقير} بكلمات "كإمكانية سياسية محتملة". أي انه وضع فكرته وموقفه هذا قبل ثورة 1905. ذلك يعني انه لم يربط بين الحدثين، لأنهما لم يظهرا سوية بعد. لقد بحث نيلوس عن احتمال سياسي ممكن لمجرى الأحداث اللاحقة في روسيا، وجد سببه وقوته في الماسونية اليهودية. مع أن ثورة 1905 ظاهرة اعقد بكثير من أن يجري إرجاعها لسبب واحد أي كان هذا السبب. إضافة إلى كونها ظاهرة تاريخية روسية من حيث مقدماتها وإشكالياتها وأهدافها الكبرى. والشيء نفسه يمكن قوله عن إضافة "عودة المسيح الدجال" لطبعة 1911، أي فكرة الانتظار وتدقيقها الحاسم في مجرى الحرب الإمبريالية الأولى ورؤية المسار الذي يمكن أن تؤول إليه روسيا كما وضعه في عنوانه الجديد {قاب قوسين أو أدنى}.
عكست هذه الرؤية دون شك، واقع الأحداث التي عانت روسيا منها منذ بداية القرن العشرين. إلا أن تاريخها اعمق وأوسع من ذلك. واذا كان البعض يربطها من الناحية التاريخية بعام 1881 باعتبارها نقطة الانطلاق في تأطير وتأجيج الموقف المعادي لليهود في روسيا استنادا إلى كونه عام اغتيال القيصر الكسندر الثاني من قبل الإرهابيين اليهود، وبالتالي بداية المطاردات الشعبية لليهود في روسيا، فان ذلك مجرد بريق تاريخي لصيرورة عريقة نسبيا تجسدت في اليهودية الصهيونية كما ظهرت بوضوح بعد مؤتمر بازل الصهيوني العالمي الأول عام 1897. فهو عام ظهور "البروتوكولات" بالمعنى الرمزي والتاريخي.
مما لا شك فيه، أن السلطة القيصرية وأجهزتها الأمنية كانت تراقب بحذر النشاط اليهودي. فقد أدت مشاركة اليهود في اغتيال القيصر عام 1881 إلى جعل الإرهاب أسلوبا في العمل السياسي. وهي مساع جعلت من الراديكالية وأسلوب الاغتيال راية النشاط السياسي. إضافة لذلك أن الاشتراك الكبير والفاعل لليهود في الحركات الثورية آنذاك، الذي كان في جوهره شكلا من أشكال الاحتجاج على واقع عوام اليهود ومحاولة للاندماج السريع بالمجتمع، أدى على خلفية اليهودية التلمودية المغروسة في شرايين الشتات والغيتو إلى طفح راديكالي متشبع بنفسية الانتقام والتشفي. ووجدت هذه الظاهرة انعكاسها في محاولة السلطة القيصرية دراسة أساليب عمل اليهود المعارضة والمخربة للدول ومؤسساتها على امتداد قرون عديدة بدءاً من الحروب الصليبية وانتهاء بالمرحلة التي تناولها تقرير الشرطة السرية المقدم عام 1895 والمتعلق بهذا الجانب.
من هنا نستطيع القول، بوجود استعداد فعلي عند السلطة القيصرية فيما يتعلق بالموقف السلبي من اليهود في روسيا. ومن ثم تقبل "البروتوكولات" كما هي على أنها مخطط يهودي مركزي، وبالأخص بعد أحداث ثورة 1905. فهي الأحداث التي أعطت "للبروتوكولات" بعدا جديدا وكشفت عما فيها من خطورة فعلية بالنسبة للدولة. وهو تقبل يمكن تتبعه في مواقف القيصر الروسي نيكولاي الثاني ووزارتي الداخلية والخارجية، أي في الأجهزة ذات الصلة بأمن الدولة والسلطة وسياستها الداخلية والخارجية. فقد اعتبر القيصر "البروتوكولات" عندما عرضت عليه للمرة الأولى بعد أحداث عام 1905، "خطة جهنمية" وتنفيذا دقيقا لما فيها من برامج، كما أقر بصحتها. وكان ذلك رد فعل نفسيا، لكنه مؤيد بوقائع الأحداث وليس برؤية تاريخية سياسية. من هنا تأييده لمبادرة وزيره للخارجية آنذاك ف. ن. لامزدورف، الذي اقترح في مذكرته للقيصر أن توحد كل من روسيا وألمانيا والفاتيكان جهودها من اجل النضال ضد "الاتحاد اليهودي العالمي"، الذي تستغله فرنسا لأغراضها السياسية آنذاك. وردّ القيصر نيكولاي الثاني على هذا الاقتراح قائلا "من الضروري إجراء المحادثات فورا! إنني اتفق تمام الاتفاق مع ما هو وارد في هذا الاقتراح". وهي وثيقة نشرت من قبل وزارة الخارجية السوفيتية عام 1918. غير أن موقف القيصر تبدل بعد فترة وجيزة عندما قدم له سطاليبين تقريرا سريا بهذا الصدد حاول ان يثبت فيه أن "البرتوكولات" وثيقة منحولة. وبالتالي لا ينبغي أن تستند إليها الدولة في سياستها ومواقفها من اليهود في روسيا. ووافق القيصر على هذا الاستنتاج وطالب بسحب "البروتوكولات" وزجر من يتخذها أساسا للعمل في مواقفه من اليهود.
كل ذلك يعكس المواقف المترددة وعدم ثبات القيصر ومن ثم تغير مواقفه تحت تأثير تنوع واختلاف التقارير والمقترحات. وهو واقع جرى تأويله في وقت لاحق، وبالأخص من جانب اليهودية الصهيونية نفسها على أن "البروتوكولات" نفسها أعدت وقدمت بالطريقة المعروفة تاريخيا للقيصر نفسه وذلك بسبب ضعفه وعدم حزمه لأجل التلاعب به وبسياسته! وجرى تقديم هذا التأويل بالشكل التالي: بما أن القيصر ضعيف الشخصية وكان مولعا بالروحانيات والدين لهذا جرى وضع "البروتوكولات" في الطبعة الثانية من كتاب سيرجي نيلوس {عظيم في حقير}(طبعة 1903)، الذي سبق وان أثار إعجاب زوجته الأميرة يليزافيتا فيودوروفنا المولعة أيضا بالدين والروحانيات. وجرى دفع هذا التأويل إلى أقصى مداه عبر تحويل شخصية نيلوس نفسه إلى "بيدق" في شطرنج اللعبة السياسية الماكرة التي كانت تحيكها مختلف القوى المتصارعة آنذاك خلف كواليس العائلة المالكة. والمقصود بذلك الصراع الذي كان يدور في الخفاء آنذاك بين القوى القومية التي أرادت التخلص من فيليب الفرنسي، الرجل الدجال الذي اصبح طبيبا للعائلة المالكة ومقربا من القيصر مع انه ليس له علاقة بالطب. وهو يشبه بهذا المعنى راسبوتن، الشخصية التي ستكرر موقعه وتأثيره على العائلة المالكة في وقت لاحق (قبل الثورة). وبما أن الأميرة يليزافيتا فيودوروفنا كانت من المعجبات جدا بكتاب سيرجي نيلوس، لهذا جرى دمج {البروتوكولات} في كتابه {عظيم في حقير}، بعد اقتناع نيلوس نفسه، بان "البروتوكولات" وثيقة صحيحة جرى العثور عليها في الخزائن السرية للماسونية اليهودية في باريس. ذلك يعني أن القوى القومية التي خاضت الصراع مع أولئك الذين استغلوا فيليب الفرنسي للتدخل في شئون الدولة الروسية عبر العائلة المالكة هي التي الفت هذه الوثائق من اجل خدمة أغراضهم السياسية. خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن يليزافيتا فيودوروفنا نفسها كانت تسعى إلى جعل سيرجي نيلوس مربيا ومرافقا روحيا للقيصر نفسه انطلاقا من يقينها بان نيلوس هو الشخصية الروحية والصوفية الأرثوذكسية الروسية المثلى للقيام بهذا المهمة. وهي "لعبة" كان يقف وراءها من وضع "البروتوكولات" نفسها، أي الشرطة الروسية السرية، التي استغلت ثورة 1905 على اكمل وجه! وهو تأويل يستند في اغلبه إلى المعلومات والتقييم الذي قدمه دي شايل في مقاله {سيرجي نيلوس والبروتوكولات الصهيونية} عام 1921.
يعاني هذا التأويل من نقاط ضعف جوهرية، أولها أن نيلوس حصل على هذه البروتوكولات عام 1901. وحاول طباعتها في غضون سنوات عديدة لكنه لم يفلح. ولم يدرجها ضمن طبعة 1903 لكتابه {عظيم في حقير}. وفي العام نفسه (1903) ظهرت "البروتوكولات" على شكل حلقات في جريدة "زناميا" (الراية). أما إدراجه إياها ضمن الطبعة الثانية من كتابه الآنف الذكر عام 1905، فقد جرى قبل ثورة 1905. ذلك يعني أن ما قام به لم يكن جزءا من "لعبة سياسية"، أو مهمة تحريضية مبنية على وقائع وأحداث ثورة 1905.
لقد كان إدراجه "للبروتوكولات" ضمن الطبعة الثانية من {عظيم في حقير} انعكاسا لتطور آرائه الروحية والسياسية، كما بينته سابقا. ولم يكن ذلك معزولا أيضا عن الشهرة والمكانة التي حصل عليها كتابه، بما في ذلك عند العائلة المالكة. وبالتالي كان يمكن استغلاله كوسيلة أو منفذ لتحقيق الفكرة التي كان شديد القناعة بها، ألا وهي أن الخطر الأكبر على النظام والدولة والقومية الروسية يكمن في الماسونية اليهودية. وإذا تلاقت آراءه وتصوراته مع توجهات التيار القومي الروسي بشخصية "اتحاد الشعب الروسي"، الذي يطلق عليه جزافا تسمية "المائة السوداء"، فانه أمر طبيعي للغاية.
غير أن هذه "النتيجة" الطبيعية لتطور آراء ومواقف الأفراد والأحزاب والمؤسسات في المرحلة التي اتسمت بغليان الصراع السياسي والعقائدي في روسيا ما بين 1905 و1917، تحولت على خلفية ظهور "البروتوكولات" إلى جزء من صراع سياسي اشترك فيه مختلف الأطراف والقوى. مع أن "البروتوكولات" في جوهرها هي نتاج لتاريخ أوسع واعقد واكثر إشكالية، مرتبط أساسا بتاريخ السبيكة اليهودية الصهيونية المتراكمة في تقاليد ووحدة الشتات والغيتو. لهذا أجمع التيار القومي الروسي على أن "البروتوكولات" هي وثيقة صحيحة وضعها "حكماء صهيون" من اجل بلوغ السيطرة العالمية، بينما تنوعت محاولات التيار اليهودي الصهيوني لإثبات العكس. وجرى توظيف مختلف "السيناريوهات"، التي لا تتعدى في الأغلب كونها اعتقادات وتأويلات لا دليل قاطع عليها.
فإضافة إلى الصيغة الآنفة الذكر عن ضعف شخصية القيصر واستغلال شخصية نيلوس للتأثير على العائلة المالكة، هناك صيغة اكثر انتشارا وثباتا للبرهنة على أن مصدر "البروتوكولات" هو الشرطة السرية القيصرية (أوخرانكا)، التي جرى تشكيلها بعد اغتيال اليهود القيصر الكسندر الثاني عام 1881. واستندت هذه "الاوخرانكا" إلى تقاليد ما يسمى "بالشعبة الثالثة" التابعة للمكتب الإمبراطوري التي جرى تشكيلها عام 1826 بعد حركة الديكابريين (الديسمبريين). وهو اتهام أطلقه للمرة الأولى الفرنسي هنري ونت أحد عملاء الشرطة السرية الروسية، الذي كان يعمل لحسابها. حيث ادعى بعد ثورة شباط عام 1917، بان "البروتوكولات" هي من وضع رئيس جهاز الشرطة السرية في الخارج بيوتر ايفانوفتش راجكوفسكي (ت – 1911). وهو اتهام قال به الصحفي الروسي فلاديمر بورتسف، واضاف إليه اسم شخصية أخرى هو غولوفينسكي، الذي كان يعمل في الجهاز نفسه إلى أن بلغ لاحقا رتبة جنرال. ووقف إلى جانب هذه التهمة أيضا المؤرخ ميخائيل ليبختين، الذي اعتبر غولوفينسكي من "المؤهلين" للعمل مع الصحافة، ومن المحترفين نشر الآراء والدعاية التي تعمل من اجل تخريب المعارضة وإثارة الاتهامات المتبادلة. وانه أول من قام بوضع "البروتوكولات" استنادا إلى كتاب موريس جولي {حوار في الجحيم}، لكنه لم يفعل غير أن استبدل كلمة "فرنسا" بكلمة "صهيون" وكلمة "نابليون" بكلمة "يهود". وهو سبب عدم قبوله وذلك لظهور زيفه ورداءته وإمكانية اكتشاف مصدره بسرعة. لهذا جرى رفضه! وهو اتهام باطل لا أساس له ولا برهان. إذ يصعب توقع ذلك من إنسان "مؤهل" و"محترف" أن يقوم بعمل "كبير" من خلال استبدال مواقع كلمتين فقط من كتاب ونسبه لآخرين. إضافة لذلك لا يوجد أي دليل مادي ولا أية وثيقة تدل على ذلك لا عن قرب ولا عن بعد. ثم ليس هناك وجود مخطوطة أو حتى قصاصة صغيرة أو ما يشبه قصاصة للبرهنة على وجود هذه النسخة. ثم ليس هناك من إشارة إليها عند أي من تناول مسألة "البروتوكولات" حتى عام 1921. أما بالنسبة لراجكوفسكي، الذي عادة ما يجري التركيز عليه في كل الكتابات والأبحاث التي تحاول نسبة "البروتوكولات" إلى الشرطة السرية الروسية، فإنها تنطلق في اتهاماتها هذه من المهمة السياسية التي كان ينفذها، وبالأخص بعد أن اصبح رئيسا لجهازها في الخارج (باريس). لا سيما وان باريس كانت "وطن" "البروتوكولات" كما أشارت إليه كل الطبعات الروسية، بدء من طبعة عام 1903.
كان راجكوفسكي في شبابه من أنصار حركة "نارودنيا فوليا" (حرية الشعب). ويقال، أن دخوله جهاز الشرطة السرية جرى بعد اعتقاله عام 1879 بتهمة ملفقة وباطلة تتعلق بتأييده للحركات السرية الإرهابية. حينذاك وقف أمام مفترق طرق، أما النفي إلى سيبيريا وأما التعاون مع جهاز الشرطة السري. واختار الطريق الثاني. وهو اتهام لا دليل عليه أيضا، سوى محاولة رسم الملامح الشخصية لراجكوفسكي التي يمكن من خلالها تمرير "مؤامرته" في وضع "البروتوكولات" وتسويقها. وذلك لان مجمل نشاطه المهني يصب أساسا ضمن عقيدته السياسية والقومية، التي أوصلته في ظروف روسيا عند ثمانينيات القرن التاسع عشر (بداية عمله في وزارة الداخلية) حتى وفاته، إلى يقين سياسي يقول، بان الخطر الأكبر بالنسبة لروسيا كدولة وقومية يقوم في استفحال الراديكالية السياسية، التي لعب ويلعب اليهود فيها دورا رئيسيا. وتبين ذلك بجلاء في اشتراكه السياسي الفعال في الحركات القومية الروسية، حيث ساهم في إنشاء حركة "الجماعة المقدسة"، التي شكلت بؤرة "اتحاد الشعب الروسي". غير أن التجسيد العملي لعقيدته السياسية ظهر على أتم وضوح في نشاطه المهني، باعتباره رئيس قسم الشرطة السرية في الخارج. حيث ترأسه من عام 1884 حتى عام 1903. وعلى مدار تسعة عشر عاما كشف راجكوفسكي عن مقدرة كبيرة في مواجهة الحركات الثورية الروسية، بحيث اعتبره الكثير من أصدقائه وأعدائه أحد المع الشخصيات وأكثرها ذكاء فيما يتعلق بمهنته وإخلاصه للنظام القيصري. وبسبب عمله الدؤوب في تتبع رجال الحركات الثورية الروسية في الخارج، جرى إلصاق تهم عديدة به بما في ذلك تهمة تأليفه للمقالات والكراريس المنحولة من اجل إثارة الخلاف والبلبلة بين صفوف وأوساط الحركات الثورية السياسية الروسية العاملة في الخارج.
فمن الناحية التاريخية تزامن صعود راجكوفسكي في هرم وزارة الداخلية مع صعود وتنامي واستفحال موجة التيارات الإرهابية في الحركات الثورية، الذي شكل اغتيال القيصر الكسندر الثاني عام 1881 انعطافها الكبير، واستدعى بدوره ظهور "الاوخرانكا" (الشرطة السرية). وقد كان تعيينه رئيسا لجهازها في الخارج عام 1884 دليلا على موقعه المتميز بالنسبة لأمن الدولة آنذاك، وإدراكا منها بفعالية مساعيه وقدرته في مواجهة الحركات الإرهابية والراديكالية السرية. وهو أمر أدى بالضرورة إلى المواجهة بينه بين اليهود بسبب غلبتهم السائدة في الأجهزة السرية للحركات الثورية في الخارج. و مما يتهم به بهذا الصدد وضعه كراريس ينسبها للثوريين كما هو الحال بالنسبة لظهور ما يسمى "برسالة ايفانوف" عام 1887 في باريس، الذي أعلن فيها عن يأسه وشماتته بالثوريين في الخارج واعتبرهم إرهابيين وان اغلبهم من اليهود. وفي عام 1890 يظهر كراس {اعترافات مناضل ثوري قديم} يشّهر برجال الحركة الثورية الروسية العاملين في بريطانيا، ويتهمهم بالعمالة للمخابرات البريطانية. كما ظهرت عام 1892 رسالة منسوبة إلى بليخانوف يتهم فيها قيادة "نارودنيا فوليا" في نشرها كراس {اعترافات مناضل ثوري قديم}. وبعدها بقليل يظهر رد عليه بعنوان {رسالة بليخانوف} وهكذا دواليك.
ومع أن هذه الظاهرة ليست غريبة بالنسبة للحركات الثورية (وغير الثورية) في كل مكان، إلا أن الاتهام اللاحق وجه أساسا لراجكوفسكي، وبالأخص بعد ظهور "البروتوكولات" وطباعتها بفترة طويلة نسبيا (بعد ثورة شباط 1917). وهو اتهام مبني على أساس موقف راجكوفسكي المعارض بشدة لليهود. مما دفع بالبعض للقول، بان الكتاب الذي ظهر باللغة الفرنسية في باريس عام 1892 بعنوان {الفوضى والنزعة العدمية} لمؤلفه غ. بريفال هو من تأليف راجكوفسكي نفسه. إذ يحتوي هذا الكتاب على جملة من الأفكار الجوهرية التي تتضمنها "البروتوكولات"، وبالأخص ما يتعلق منه بالثورة الفرنسية والليبرالية وأثرهما في صعود السيطرة اليهودية في فرنسا. وان القوة الوحيدة التي تقف حجر عثرة أمام سيطرة اليهود العالمية هي القيصرية الروسية، أو ما دعاه الكتب "بالقلعة الموسكوفية". وفي هذا يكمن سبب عمل اليهود وبناء شبكاتهم وتشكيل الأحلاف المعادية لروسيا من اجل هدم نظامها القائم.
أما في الواقع فان هذه الاتهامات تبقى مجرد فرضيات لا أساس لها غير "تاريخ" راجكوفسكي المعارض لليهودية الصهيونية ودفاعه الشديد عن الفكرة القومية الروسية الإمبراطورية، كما تجلى ذلك في محاولاته تأسيس "العصبة الوطنية الروسية"، التي اشتركت إلى جانب التيار القومي الروسي بالعمل من اجل الإطاحة بفيليب الفرنسي الطبيب الدجال. إلا أن الصراع لم يتكلل بالنجاح لصالح التيار الذي وقف راجكوفسكي إلى جانبه، مما أدى إلى عزله لاحقا من موقعه واستدعائه إلى روسيا. وكان ذلك عام 1903. وفي العام نفسه طبعت "البروتوكولات" للمرة الأولى في جريدة "زناميا" (الراية). إلا أن هذه "المقدمات" والتوافق الزمني بين رجوعه إلى روسيا وظهور "البروتوكولات" ليس دليلا بحد ذاته على ضلوعه بالأمر. وذلك لأنه لا دليل على انه هو الذي كان وراء الكراريس التي ظهرت في أوربا، التي سبق وان جرت الإشارة إليها قبل قليل. والشيء نفسه يمكن قوله عن كتاب {الفوضى والنزعة العدمية} والأفكار الواردة فيه. وذلك لان اعتبار الثورة الفرنسية وصعود اليهود بعدها في فرنسا والترابط بين اليهود والماسونية في الثورة الفرنسية وبعدها ليست أفكارا جديدة ظهرت للمرة الأولى في الكراس الآنف الذكر. فقد أشار اليها قبله بزمن طويل وكتب عنه كل من غوشينو دي موّسو، وإدوارد درومون وغيرهم. أما بالنسبة لكيفية فعلها في روسيا فقد كتب عشرات الكتاب والمؤرخين والسياسيين الروس عنها قبل ذلك وبعده. كما لا يشكل دليلا على انه واضع "البروتوكولات" موقعه الجديد نائبا لرئيس قسم الشرطة الروسية بعد ثورة 1905 . إذ لا يعطي هذا المركز أي أفضلية كما انه لا يحتوي بحد ذاته على مقدمات "القدرة" غير المحدودة لتأليف الكتب والوثائق المنحولة ونسبها للآخرين. إضافة لذلك لم يجر العثور بعد ثورة أكتوبر على أية وثيقة تسند هذا الاتهام. لاسيما وان اليهود نشروا كل ما بإمكانه أن يخدم هذا الهدف. أما الفرضية القائلة بان راجكوفسكي هو الذي سلّم "البروتوكولات" إلى يوليانه غلينكا، وعبرها إلى سوخوتن ومن خلاله إلى نيلوس، فهي فكرة أوردها للمرة الأولى دي شايل نقلا عن نيلوس إثناء لقائه به عام 1909 ، كما نعثر عليها في مقاله المنشور عام 1921 بعنوان {سيرجي نيلوس والبروتوكولات الصهيونية}. وهي فرضية تستند فيما يبدو إلى ما أورده نيلوس نفسه عندما أشار في حاشية الفصل المتعلق بتقديمه "للبروتوكولات" في {عظيم في حقير} إلى انه استلم نسختها من المرحوم اليكسي. وبما أن الاسم الكامل له هو اليكسي نيكولايفتش سوخوتن، وله علاقة جوار مع راجكوفسكي وغلينكا، من هنا جرت محاولات ربط ظهورها في روسيا بنشاط الشرطة السرية الروسية بشكل عام وبشخصية راجكوفسكي بشكل خاص.
ومن اجل إعطاء صبغة علمية لهذا الاتهام، جرى ربط ظهورها أيضا بطبيعة الصراعات السياسية والعقائدية الدائرة آنذاك في روسيا بين التيار الإصلاحي الليبرالي الذي مثله الوزير فيتته ( (Vitteوبين التيار القومي الذي مثله حزب "اتحاد الشعب الروسي"، الذي انتمى إليه راجكوفسكي ودي بوتمي (الذي نشر "البروتوكولات" عام 1905 أيضا) والمتعاطف معه من جانب التيار الأرثوذكسي الروسي سيرجي نيلوس. فمن المعلوم أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وقفت إلى جانب الفكرة القائلة بصحة "البروتوكولات"، كما هو الحال بالنسبة لرجالها الكبار مثل يوحنا كرونشتادسكي (الأستاذ الروحي لنيلوس) والمطران فلاديمرسكي، والاسقف نيكون روشديستفينسكي. ثم أيدت الكنيسة ضرورة شرح خطورتها في خطب رجال الدين، بل أعطت تعليماتها للقيام بذلك دفعة واحدة في 368 كنيسة في مدينة موسكو، وجرى تنفيذه في يوم 16- مايس –1905.
كان الوزير فيتته ممثلا نموذجيا للسياسة الليبرالية الرأسمالية ضمن الدولة القيصرية الروسية قبل أحداث عام 1905. وسعى فيتته إلى التسريع بعملية التطور الرأسمالي وحارب الأرستقراطية الروسية التقليدية وملاكي الأرض الكبار. وأحرز الاقتصاد في السنوات الأولى من وزارته تقدما ملموسا وكبيرا. إلا انه اخذ يعاني من ركود حاد منذ عام 1898. لكن فيتته لم يغير من موقفه السياسي الاقتصادي الداعي إلى ثبات العملة ومحاربة التضخم. وهو أول من ادخل "العملة الذهبية" في التداول الاقتصادي داخل روسيا، التي تعرضت لاحقا لفشل ذريع. كل ذلك وجد انعكاسه أول الأمر في الوثيقة التي ظهرت عام 1895 تحت عنوان {أسرار اليهود} التي وضعتها وزارة الداخلية والمتعلقة بنشاط اليهود. وبعد خمس سنوات منها ظهرت "البروتوكولات". ومن تتابع هذه الأحداث جرى "استنباط" الحكم القائل، بان "البروتوكولات" هي من تأليف أولئك الذين عارضوا سياسة فيتته الاقتصادية والسياسية، واستخدموها أول الأمر لتسوية خلافاتهم معه عبر تأليب المعارضة عليه. وذلك لان {أسرار اليهود} و{البروتوكولات} يحتويان على مفاهيم مشتركة مثل الفكرة القائلة، بان الرأسمالية الليبرالية وشعاراتها المعلنة هي الأسلحة المجربة للسيطرة اليهودية، وان استعمال كلمة "الإصلاح" عادة ما يجري من اجل تخريب وهدم أسس المجتمع والدولة والكنيسة. وهي أفكار سبق وان وضعها إليا صهيون، اليهودي المتنصر، في مقالاته المعارضة لسياسة فيتته. فقد كان إليا صهيون يعمل في الجهاز الاقتصادي لوزارة فيتته (المالية). وفي مقالاته نعثر على الكثير من الآراء التي نجدها في "البروتوكولات". ومن هذه المقدمة جرى صياغة الفرضية القائلة بان مؤلف "البروتوكولات" هو إليا صهيون. في حين قال البعض، بان "توليف" هذه الأفكار قام به راجكوفسكي، الذي جمع بين آراء إليا صهيون ضد الوزير فيتته وبين آراء موريس جولي في كتابه {حوار في الجحيم} ضد نابليون الثالث. ومن ثم ليست "البروتوكولات" سوى حصيلة المعادلة التي يشكل أطرافها كل من راجكوفسكي و{حوار في الجحيم}. (يتبع...)




#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية - 4
- البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية-3
- المقاومة اللبنانية – نموذج المقاومة العربية الكبرى
- نهاية الأوهام الكبرى وبداية الأحلام الواقعية
- القوى الصغرى والأوهام الكبرى
- العلمانية العراقية – دنيوية المستقبل
- العلمانية العراقية – أوهام الأقلية وأحلام الأغلبية
- الشيطان - الملاك الضائع ودراما الوجود الإنساني
- كتاب جديد للبروفيسور ميثم الجنابي - الحضارة الإسلامية - روح ...
- تأملات مستقبلية حول العملية السياسية في العراق 2
- تأملات مستقبلية حول العملية السياسية في العراق 1
- (2) التشيع العراقي والفكرة العربية
- التشيع العراقي والفكرة الوطنية والقومية-1
- العراق - السقوط والبدائل -2
- لولا سيف الحجاج ولسان الحسن-1
- العراق - السقوط والبدائل وأزمة المرجعيات الكبرى
- حزب إسلامي أم حزب شيطاني
- النخبة السياسية ومهمة البديل الوطني في العراق
- النخبة السياسية في العراق المعاصر – أحزاب الطريق المسدود
- النخبة السياسية في العراق - أزلام وأقزام


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية 5