أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - تحت شجرة الرمان














المزيد.....

تحت شجرة الرمان


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 21:50
المحور: الادب والفن
    


كعادتي كل صباح
أستظلُ تحت شجرة الرمان
تستظل همومي بين أضلعي
تستظلُ في عيوني كل سنوات الحرمان
سنوات الطفولة المرةالتي حملتني أثقالاً اكبر من طاقتي
حد الذي فقدت شعور بالإمان وحل محلهِ خوفُ من الغد. بات يلازمني
كظلي ولم اعد امييز بين الصح والغلط فكلهُ كان سواء
ومازاد الطين بلة. عندما كبرت قليلاَ مررت بمراهقة ثقيلة
لم اجد هناك من يمد لي يد العون.هرباً من تعاستي.تعثرتُ بأول طارق مجهول.ثم إنزلقتُ وسقطت.بعدها إبتليتُ بالامومة التي كانت اثقل مني
عشتُ حياتي كلها ضائعة.لا أنا امرأة لا أنا أم ولا أنا أنسانة.
عندما إستيقظت الانسانة.عرفت قدر نفسي
خبث الاخرين وحقد الذين حولي تمنيتُ لو لم استيقظ
لكان الحال افضل لي ولهم. ولكن ها انا يقظة وأدون كل ما مررت به
من قسوة الام وغياب الاب وحسد الاخرين لي
اعصر الذاكرة عصراً. لأعرف على ماذا كانوا يحسدوني اكتشف كلها اشياء سطحية امور مادية لا تستحق حتى الذكر ولا اعرف هل ابكي ام اضحك ام اعاتب ام اسكت كعادتي
أتأمل شجرة الرمان هذه واترك الاخرين يطلقون احكامهم كما يحلو لهم في النهاية الخاسر الوحيد كنت انا المأكول حقهِ.كنت الضحية التي افسدت راحةالاخرين ...
نصيحة لكل من اصيب بمرض الكآبة نتجية الظروف القاسية ان لا يعالج نفسه كي لا يكتشف مدى خباثة الاخرين له.
يعتقد الاخر لو تستر على الماضي سينجو من فعلتهِ
ولكني وصلتُ الى قناعة لا احد يفلت من العقاب
تحت شجرة الرمان اعد عدد الطعنات وانا اسمع صوت أزيز طائرة
لا اعرف إن كانت حربية ام طائرة تحمل وفود وهميين اقصد دعاة للسلام جاءوا لارض السلام ام انها طائرة تحمل مسؤولون فروا محملين بأموال الدولة بعد ان نجحوا في المساومة علمتني الأهوال كل شيء في هذا البلد قابل للتبديل يمكنك تأخذ هذا مقابل ذاك وهكذا بلد المساومات الله اعلم
كم مدناً بعيت كم رؤوس ذبحت.كم وكم وكم ...
تتنهد الطفلة المحرومة في داخلي هذه التي تحلم منذ سنين الخروج من هذا المعتقل وصوت أزيز زمبور يحوم حولي انا لا اخاف من لسعة الزنابير بقدر ما اخاف من عيون الحاسدين اكثر الناس تعاسة هؤلاء الذين يقعون بين ايادي أناساً يآكلهم الحسد من الداخل بالوقت الذي يوزعون وداً مزيفاً حولك. متفرغين كلياً لإيجاد طريقة مقنعة للنيل منك. فالحسد لا علاقة له بالمال ولا بالجاه قد يحسدك من هم اغنى منك أواعلى مرتبة الحسد هو أساس كل اوجاعنا إن لم ننتبه وانا كنت من الذين لم انتبه حتى نالوا بعض الحمقى مني. يختفي الزمبور ويورم اصبعي اثر لسعته وتختفي الانسانة التي تقطنني غلفة تتحول الى زهرة رمان حمراء نارية تطير عاليا ذاهبة اليه هذا الذي رافقني كظلي منذ نعومة احزاني واسقط بين يديه غفلة يعيدني الى حيث يجب ان اكون.. يريد ان اعاود الطيران وانا التي اريد ان اغفو بين كفيه الباردتين.يلعن قدومي اليه
وهو قائلاً كفي عن التنكر لقد اتعبني تنكرك انا اريدك كما انتِ كما عرفتك يوم كنتِ صغيرةو نقية وفيىة لقد مللتُ من ألاعيبك تارة تأتين على شكل غيمة وطورا اجدك نجمة تارة تتحولين الى قارب للنجاة تبحرين على ضوء القمر وتارة الى زهرة رمان.كم انتِ متعبة
وكم انتِ قريبة مني حد الذي احسك في شهقتي في ضحكتي في دمعتي اراك في كل حلم غريب يصعب تفسيرهُ.
أسيكتني توبيخه. وذبلت زهرة الرمان النضرة فجأة وأعادتها الريح الى حيث كنت تحت شجرة الرمان.
تاركةً عبارة كفي عن التنكر ترن في أذناي
وصوته الرخيم الذي يرددُ همساً. تعالي كما انتِ او اذهبي بعيدا. عودي الى شجرتك وانا كأي امرأة مهانة ألم حيائي وجرؤتي وحيلي التي لا تنطلي إلاعلي. لشدة بلاهة قلبي
واعهد نفسي كالعادة أن لا اذهب اليه ثانيةً. و أن أرمي كل ماضيا خلف ذلك الجدار المهدوم. واعاود الجلوس تحت شجرة الرمان التي هي وحدها تعر ف من انا ومن هم الذين سلبوا اجمل ايام عمري بدهاء ..!

من يوميات امرأة مكسورة الخاطر
5-7
(كاليفورنيا سان دياكو)



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعرني حنجرتك
- ك لفافة
- لحظات مكسوورة جزء 21
- قل لي متى تفيق
- ام لرجل مهم
- عصفور ازرق
- حبة رمان
- كذبة
- لحظات مكسورة الجزء 20
- طفلة خابور شاخت
- هي لا تخاف من الغد بل تخافهُ هو..
- لحظات مكسورة الجزء 19
- لحظات مكسورة الجزء 18
- حضورك مثل غيابك
- لحظات مكسورة الجزء 17
- ما الفرق بين الحرب والسلم
- لحظات مكسورة الجزء 16
- انت مجرد خانة فارغة
- ظل ثلاثة اوراق صفراء
- 6 اب ذكرى موجعة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - تحت شجرة الرمان