أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - لحظات مكسورة الجزء 17















المزيد.....

لحظات مكسورة الجزء 17


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6785 - 2021 / 1 / 11 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


اجتمعت
في مفهى صغير على الطريق
كل من زوجة
قاضي القضاة
وزوجة
طاهي الطهاة
زوجة طيبب القرية
زوجة معلم مدرسة حكومية مهملة
واخيرا زوجة فلاح
الذي اشتهر بقلبه الطيب وعمله الجاد
وكل واحدة منهن
اخذت تمتدح خصال زوجها
وطيبته وممتلكاته واطيانه
وحين وصل الامر عند زوجة الفلاح
البسيطة سألت
بخبث وانت
يا عزيزتي
ماذا يملك زوجك
ردت بلطف
وبزهو ودون مغالات ك الاخريات
زوجي لا يملك سوى
رفشا ومجرفة ومعولا ومنجلا
لايام الحصاد
ولأيام القحط
وكما تعلمن انا الوحيدة التي تفوح منها رائحة الزبدة البلدي
غفلة كشن كالبالونات
واخذت كل تنظر الى الاخرى بأسى
2
الذي
دس منديل دزدبونة في جيبك
هو نفسة ذلك الذي دس في اذني
كلاما مريبا عنك
انا لم اصدقه
وانت يصعب تصديقك
3

ساعة
المدينة لا تكذب
وساعتي
عاطلة
وانت ساعتك سوسرية
بماركة عاليمة ترتديها للتباهي لا اكثر
4
تتقشف
في نسيانه الذي لابد منه
ك اخر حل لها
تدس كل ليلة قليلا منه
في لحظات صدق جمعتهما
يوما معا لا لسببا الا انهما اراد ذلك الاجتماع
هو يختفي بلطف
واللحظات تبقى راسخة حيث هي
ريثما يعود ذلك الذي لم ولن يعود
5


في عام 1927
خرج اول قطرة نفط في العراق على ارض كركوك الحبيبة
ومن يومها وهي متنازع عليها من جميع الاطراف الا من اهلها الطيبين لانهم على دراية تامة كركوك لن تخذلهم لن يشاركوا في النزاع لانهم يعرفون جيدا ان صدر كركوك اوسع من صدر الام لا بل هي الام لنا نحن الضالين المغرورين
وهي مسامحة وطيبة اكثر من الازم لقد افسدنا دلالك يا كركوك
ولازلت اذكر صدرها الدافئ وطفولتي الامنة في منطقتي شاطرلوا العزيزة
كما اني اذكر ايضا المحلات الشهيرة بالنجارة مثل شكري النجار وفخري النجار ونورالدين النجار وغيرهم لم تحضرني اسماءهم اللامعة في ذالك ال وقت و كل المحلات كانت قريبة من بيتنا القديم ذاك الذي تسكنه اكثر من سبع عائلات معا
وجيث ان شهرتم التي اتسعت وذهبت خارج الحدود لاتقانهم الحرفة واشتهروا بكلمة (التكمة ) وعلى ما تخزنه ذاكرتي و كانت كركوك من اشهر المدن في صناعة الموبيليات على حد قول ابي وذاكرتي
واذكر ايضا كيف كنت اسرق نفسي من نظرات امي الحاد ة
واذهب برفقة صديقتي ماركليت نتسلل خلسة انا هي
هي تحمل معها كرة الغلف التي كان يآت ابيها لها من عند الانكليز لانه كان يعمل طباخا عندهم وانا اضم الى صدري لعبتي البلاستيكية الحمراء اللون
التي كنت اتمنى لو انها مثل لعبة ابنتة القاضي جارنا الطيب
لعبة عينيها زرقاوتان وشعرها اشقر يلمع في الشمس
غير ان ابي الجندي كانت ميزانته قليلة اقل بكثير من ان تكون لي دمية مثل ابنة القاضي ونذهب الى (تبى ) الى سكة الحديد وننتظر بفارغ الصبر قدوم القطارومن يومها انا اتقنت فن الانتظار
كنا قد حفظنا موعد مروره على ظهر قلب كانا نغادر المنطقة مجرد ما نسمع صوت انظار (شوت انذار ) الشركة اي شركة النفط
اي اعلان انتهاء العمل
ويغادر كل العمال وهم يحملون معهم (صفر طاس ) ونغادر نحن الى حيث سكة الحديد وننتظر
بفا رغ الصبر قدومه كل يوم وفي نفس الوقت لا اذكر انه تخلف يوما عنا اقصد عن موعده حينها كانوا يحترمون الوقت والعمل معا
وبعدها نسمع صوت صفارتته المخيفة و ننظر اليه بخوف وشغف نقف منذهلتين كما ينذهل الاطفال اليوم وهم يراقبون الديناصور في المتاحف
صوتها الثقيل علينا كان يكتم انفاسنا للحظة ثم يختفي من امام اعيننا ونحن نحلم بركوبه يوما عندما يختفي كليا نقفل عائدتين الى الدربونة وهناك نكمل مع الاطفال لعبة (كرمة كرمة )هي عبارة عن ان يرشح احد ما لرمي بعظمة في الخرابة التي كانت خلف كنيسة السريان حينها
ونبدأ نحن بالبحث عن العظمة ومن يعثر عليها هو الفائز
وكنا نحتفظ بسر الذهاب اليومي فيما بيننا اي كأنه سر يخصنا وحدناانا وماركليت
وحين كبرنا بدأت صفارات الانذار الحرب مع ايران تهز بدننا من الخوف وتزعزع آمنا ومن يومها آمننا
مزعزع وحياتنا لم تعد كما كانت

6

الغضب
لا يحلل ما في دواخلنا
كل ما يقوم به
تفجير مرارتنا
المتورمة من الاسى

7
بقبضة رخوة
بقبضة لينة
بقبضة حديدية
وبقبضة موجعة
كلها قبضات
كانت تريد
النيل منك
8
يا وطني

بعد قناعة
اقر السيد
فقاعة
الاعتزال
9



ادركني الصباح
والنوم لم يدخل مخدعي
كان هناك خلف ستارتي يعد النجوم
كما كنت اعد خراف جدي وانا طفلة عند عودتها من المرعى وراعي القرية يضحك بملء فمه قائلا
الم تملي من عد الخراف ام ان جدك علمك ليتأكد انني لن انسى خروفا في المرعى وانا لا ارد عليه ك لا اقطع العد هو يتركني ويمضي ليوزع القطيع على اصحابها
وليعود الى بيته مطمئنا سعيدا واحيانا كان يدس في يدي بقايا من زواده مثل (كادا) او رغيف ملطخ بالسمن البلدي والكزبرة وانا التقطتها دون حتى ان اشكره لاني مشغولة بعد الخراف وبعد ان انتهي من العد التهم ما دسة في يدي راعي القرية الطيب مثل جدي
واليوم وانا في قلب الغربة اتقلب في فراشي كمذنب اخفى اداة جريمته النكراء في مكان لم يعد يتذكره ...
10


ابصق على الفوضى
ابصق على الزحام
الذي تسبب في ضياع صرختي..
نحن من بقايا سيف.
لايزال صاحب السيف يتعقبني
ولا زلت اناضل جاهدة لأثبت له
لم اعد كما كنت قوية
احاول اقناعه
بأي شكل من الاشكال
عليه ان يعيد سيفه الى غمده
أحاول اطلاق صرختي المكبوتة
أحاول تقبل الإساءة بصدر ضيق
تقبل مكر الاخر وخبثه
الذي توارثه عن اجداده
احاول ان اغفر له
ان احبه رغم انه عدوي
لكن رغم ضعفي وانكساري
هو يخشاني يحاول بأي طريقة
طمس تاريخي ليحلو له الجو
يضع يده الطويلة
على ممتلكات جدي
وعلى خصري الهزيل
ولم احصل سوى على نظرة خبث
اعرف ما تقوله في قرارة نفسك
لي بكل وقاحة
كلامك هذا(ما يوكل خبز)
استمري في نضالك
لحين انالك وينتهي كل شيء..!
11


ابصق على الفوضى
ابصق على الزحام
الذي تسبب في ضياع صرختي..
نحن من بقايا سيف.
لايزال صاحب السيف يتعقبني
ولا زلت اناضل جاهدة لأثبت له
لم اعد كما كنت قوية
احاول اقناعه
بأي شكل من الاشكال
عليه ان يعيد سيفه الى غمده
أحاول اطلاق صرختي المكبوتة
أحاول تقبل الإساءة بصدر ضيق
تقبل مكر الاخر وخبثه
الذي توارثه عن اجداده
احاول ان اغفر له
ان احبه رغم انه عدوي
لكن رغم ضعفي وانكساري
هو يخشاني يحاول بأي طريقة
طمس تاريخي ليحلو له الجو
يضع يده الطويلة
على ممتلكات جدي
وعلى خصري الهزيل
ولم احصل سوى على نظرة خبث
اعرف ما تقوله في قرارة نفسك
لي بكل وقاحة
كلامك هذا(ما يوكل خبز)
استمري في نضالك
لحين انالك وينتهي كل شيء..!
12


كدت أنجرف لولا شجرة الجوز العملاقة
التي مدت يدها لي اقصد جذعها المتين
وهذه ثالث مرة انجو على يدها
هذه التي اضربها بالعصى
بكل ما لدي من القوة
لأحصل على بضع ثمرات
الصخرة التي وثقت بها كانت سببا بإنزلاقي
حاولت ان تنبهيني لكنها غفلة عدلت عن رأيها
واعتقد كان سيسعدها لو اني سقطت
في النهر
ذلك الذي يجري غير مباليا
بكل الذين يسقطون به عنوة او مثلي سهوا
13

كأي مذنب احلم بالصفح رغم اني لم أرتكب اي خطأ إتجاه من
ألبسوني أخطاءهم بحجة ليروا إن كانت تليق بي.
ثم ألصقوا بي فرحين
ثم نسوني تماما
وذهب كلٍ يبحث عن لقمة عيشه عن عمل
ليسدوا به جوعهم
حد الذي لم يتسنى لهم الوقت ليتذكروا انهم تركوا
خلفهم بريء البسوهُ ثوب التهمة
كما لبس الذئب ثوب الجدة
ليلتهم ليلى
التي كانت كعادتها دائما تحملة معها
سلة تحوي على الخبز والخمر والعسل
فقط المنكسر
يحقُ له كسر كل الاشياء التي تطاله يدهُ المنملة
مها كان ثمنها..



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفرق بين الحرب والسلم
- لحظات مكسورة الجزء 16
- انت مجرد خانة فارغة
- ظل ثلاثة اوراق صفراء
- 6 اب ذكرى موجعة
- احتجاج
- بعدك يا ابي
- عربة غجر
- من يوميات ممرضة
- لحظات مكسورة الجزء 15
- لانزر لا هذر 9
- هيا عودي إلى النوم
- يوميات امرأة في زمن القحط
- فن التخلي
- مقارنة
- سرير زوجة الامبراطور نابليون
- شذرات
- خرز ملونة
- هو وهي
- من يوميات شاهدة أعماها الخوف


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - لحظات مكسورة الجزء 17