أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - من يوميات شاهدة أعماها الخوف














المزيد.....

من يوميات شاهدة أعماها الخوف


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


1
بين صفير القطار
وصفير حارس الليلي
زمنا مثقلا بالويلات
واصوات هذه الصفارات انغرست في الذاكرة
كشوكة عاقول ونما عليها صمغا اصفرا
تفوح منه رائحة خبيز
رائحة شجرة البطمة
وعرق ابيها وهو قادما من عمله المضني
كلما تناهى صوت صفارة القطار
وهو يمر مسرعا غير عابئا بها يصفر وجه تك الطفلة التي تقطنها
تتذكر صفارة بحجم الكف على شكل ديك
اهداها لها والدها قبل رحيله يأيام ويتقلص جهها الجميل
حتى يغدوبحجم خمسة فلوس
التي كان يدسها في يدها جدها كل صباح لتشتري صفارة تشبه صفارة ابيها
غير انها منذ رحيل والدها كانت تدخرها ولا تعرف لماذا ؟
لكنها كانت تسمع من جدتها وهي تخاطب اهل البيت جميعا
تذكروا القرش الابيض ينفع ليوم الاسود يا مسرفين..
2

تخلى
الديك عن كتابة مذكراته
عندما اكتشف كل ماقام به
هو التباهي بعرفة القاني
وازعاج النائمين دون قصد
والباقي لا يستحق الذكر
3



القمح يخاف
من السماء اذا لم تبك بحرقة
والبقر يخاف
من سنين العجاف
ونحن
نخاف من الغد
4
خدش
صغير بحجم رأس دبوس
غير حياتي الى الابد
5
يختبيء
الزيوان بين حقول القمح
الحصاد بارع في التمييز
6
للفقير راائحة شم قوية
وللمنبوذ رائحة اشد
وللمضطهد رائحة لا تطاق
كل هذه الروائح
مخزونة
في الذاكرة
7
بعدك
انا بقايا قش
لدمية القش ممزقة في حقل مهجور
8
بعدك انا
بقايا طعام بائت
في صحن بجانب قنيقة فارغة
لرجل ثمل نائما على كرسيه
9
بعدك
انا
بقايا جناح لفراشة صفراء
ملصوقة على زجاج نافذة
مطلة على حقول شاسعة
10
قالوا
الحب اعمى
قلت
و القلب بصير
11


استوقفني
اسمك فجأة كانه اعلان مغري
لترويج بضاعة
كاسدة
فاسدة.
او اسم جديد
لخائب جديد.
اقصد لناخب جديد
يود الخوض في الانتخابات المعلنة نتائجها سلفا.
او صورة داعئية لصناعة فاخرة.
أو لقطة عدائية في فلم (اكشن)االمنتشرة في كل مدننا
او قرار هام لمن يهمه الامر وانا من ضمنهم..
اسمك هناك معلقا في الهواء
مربوط بعامود مصباح الشارع
بدقة كي يلفت انتباه المارة.
هو معلق فقط للتعريف
غير مبالي ان قرأهُ احداً ام لا
هو معلقا لمن يود الوصول اليك
توقفت اتهجاه حرفاً حرفاً
اتأمله بروية
بسرية
بعلنية
مما دفع بعض المارة الفضولين
بالتطفل ومعرفة ما الذي يشدني بلوحة اسمك
وانا بدوري تظاهرت خجلة
كأنني ارقب السماء باحثة عن القمر
او عن طائرة سفر مدنية
التي انقرضت منذ زمناً بعيد في هذا البلد
او طائرة ورقية ملونة
كما اشاهدها في الافلام كثيراً في هذه الأيام.
لا في سماء الوطن طبعاً..
تاركةً خلفي نظرات بليدة
شاخصة في السماء
با حثة هي الاخرى عما كنت ابحث عنهُ
اي عن القمر
تابعت طريقي منكسرة
واسمك حيث هو معلقاً
هازئا بهؤلاء الحمقى والفضولين
ومودعا تلك التي مرت بهدوء
دون ان تحدث اي ضجة
رغم الزوبعة التي كانت بحوزتي
التي تمنيت ان اعيدها اليك
لكن اسمك الغالي
انساني ماذا كنت اريد.؟
اسمك يا غالي كان هناك يرفرف.
عالياً
عالياً
يتأرجح بالهواء طيلة الوقت
مثل قلبي الذي يتأرجح
بحبك طيلة الوقت
ويا لروعة اسمك..!
1995-9-9
كركوك
12

هو
يظن
لا زالت الدجاجة في القن
وهي
تظن
الديك اخذ هدية للحاكم
بمناسبة العيد الوطني..
13



قالت
قطرة دم مسفوكة
علقت على غصن شجرة يانعة تمضي الوقت كله
بالتباهي بثمارها اللذيذة.
سقطت عليك ظلما...
وسأجف على غصنك صامتة
من يدري ربما حين تهرمين ستملين من التباهي
عندها ستسألين
ولو من باب الفضول
لما انا هنا ؟
حينها سيكون سؤلك
بلا معنى
بلا طعم
بلا جدوى
لان جوابي لا يعيدني الى ذلك الجسد الذي قتل سرا في ليلة قمرية وسط ذئاب جائعة
تعوي ليل نهاردون كلل و ملل
قد يكون جوابي
لا علاقة له بسؤالك
لذا دعيني حيث انا
من يدري قد اكون الشاهدة الوحيدة. على ما حدث ...
شاهدة لا تخطر في بال احد.
كما تعلمين
دائما الشاهد يقتل بعد الجريمة
ليبقى السر في البئر..
ثم انتبهت قطرة الدم
ان الشجرة لم تعيرها اي اهتمام
لقد كانت منشغلة بعد سقوط ثمارها اللذيذة..
ثمرة تلو الاخرى..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لانزر ولا هذر جزء 8
- قدم من هولندا
- عشعشت الفئران في بيتي
- جمعية التابوت الأسود
- كل ما في القلب هو في العين
- آه لو تعلمين
- طباشير
- عندك عضلات عندك حضارات
- سألت نينا
- صوت خشخشة
- صدرهِ صندوق الدنيا
- إحتفالات عيد الشكر
- حق الجار كان على الجار
- نريد وطن هل من مجيب
- خراف بلا راعي
- محاضرة أسمها (بسكويت)
- القاعة فقاعة
- أنا بذرتك اللعينة
- مدونة مختار القرية
- خيط من أطراف حديث شيق


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - من يوميات شاهدة أعماها الخوف