أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قل لي متى تفيق














المزيد.....

قل لي متى تفيق


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


لقد صفقت لك طويلا وصفقت لنفسي مهنئة لها ولك... وصفقت ايضًا للحاضرين الذين صفقوا لك بكل ما لديهم من القوة، مهنئين انفسهم بك. آه، لقد كانت محاضرتك رائعة و(مروجة) وموجزة بشكل مبسط كي يفهمها جميع الحاضرين بمختلف مستوياتهم الثقافية. كانت تدور حول تاريخ البلد- لقد تحدثت عن وادي الرافدين، وعن عظمة أجدادك، متناسيًا بؤس أولادك، ومتجاهلاً مستقبل أحفادك. كنت تدافع عن شيء لم يعد له وجود... تتحدث بعزة ولذة، كمن يتحدث عن مغامرة سرية مر بها صدفة. تتحدث وأنت مغمض العينين، كأنك تخشى رؤية الواقع. أراك تمتدح ملوكًا غابرين وفرسانًا عابرين، محاولاً خلق خلفية وهمية كي تمجد فيها حاضرك المرير. واتساءل، وأنا بغمرة تعجبي: ترى متى ستفيق؟ متى ستشبع نفسك من لذة التصفيق؟ فكل ما قلته، وما ستقوله ليس إلا تلفيق. وليتك تفيق وتدرك جيدًا بأننا في زمن لا يؤمن إلا في (البقاء للاصلح). وأنت، كما أرى، لم تعد تصلح...
**
وتذكر، إن أحد البنود في الامم المتحدة يقول ما يمكن ترجمة معناه إلى: أن البقاء لمن هم أغلبية؟... لمن هم الأقوى؟ وانت يا صاحبي لم تعد كذلك، لأنك وحيد وضعيف، ولأنه ليس لك من يسندك. فبدلاً من أن تمدح أمة أكل الدهر عليها وشرب، تذكر أيضًا انك تساهم في أمور لا ناقة لك بها ولا جمل. لذلك اقول لك: إبحث عن حلاً آخر، حاول ان تعيد هذه الامة الضائعة المشتتة بين الامم. إبحث عنها، لملمها بقدر المستطاع. وإن لم تفلح بذلك، إبحث عن شيء يسليك وينسيك ما نمر به من الضياع، أو حاول، بأية طريقة، أن تلم هذه الامة التي انفرطت كحبات الرمان، وتفرقت كقطيع بلا راعي. وبعد ان تقوم بلمها، ربما عندها قد نعود كما كنا. وعندها ستليق بك هذه المكانة. لا تشعر بالاهانة، المطلوب هو زرع شعور القوة في ملتنا؛ هذه الملة التي باتت مملة، تعيش من دون خجل على المعونات في أزقة الدول المجاورة -بحجة الهروب من الحرب والتفجيرات وغيرها من الأعذار الشرعية والوهمية. أمة تقضي معظم وقتها وهي تتجادل حول من الذي سيقود رقصة ما نسمية بالآرامية المعاصرة برقصة( الخكة). أمة لا يخجل أهلها من التسكع، ولكم يؤلمني هذا. لعلك في يوم ما تستفيق وتعيد النظر بما تقوله. وقد تشد الرحال يومها كي تقوم بلمنا، وإن فعلت ذلك، عندها كم سيليق بك التصفيق! وانت ماذا تقول هه؟
**
لا أعتقد بأنك تسمعني، فصوت التصفيق يطغي على كل شيء. إذًا سأعاود التصفيق، وأنت استمر في محاضرتك التي لن تجدي نفعًا. فبدل أن تتحدث عن التاريخ والتمجيد، أطلب الذي تريده بالتحديد...أطلب التجديد وإعادة النظر، في ظل هذه الظروف الراهنة، وفجر صمتنا...هيا تحدث عن مأسات قرانا التي تهدمت في زمن (صدام حسين)، عن كنائسنا ومئات الاديرة التي لم يعد يسكنها سوى الغربان. هيا حفزهم، ادعمهم لبناء قراهم، وازرع الانتعاش فيهم. حاول أن تحدهم عن الهجرة، وحدثهم عن اليد الخفية التي تحاول قلع جذورهم بمساعدة من يبيعون اراضيهم للغرباء، كما لو انهم يبيعون ضمائرهم مقابل بضعة دولارات. وكما تعلم، فأن ارض الاجداد لا تشترى ولا تباع...وها أنا اقول لك يا سيدي: ضع تاريخك جنبًا...فأنا لست ضد تاريخي، ولكنني ضد ذلك التنويم المغناطيسي، ضد من يهدأ من روع أناس تم استغلالهم علنًا. أريدك ان تطالب بحقهم، وأن كان ذلك بالقوة. لكي يزدهر مستقبلنا، علينا بصرخة مدوية؛ فأكيد هناك من سيسمعنا وسيلبي طلبنا، وكما يقول المثل: "أن صرخة المظلوم تُسمع أينما كانت." ودمت لهذه الأمة التي باتت في فعل كان، أم تراني مخطئة؟ هه، ماذا تقول هه؟



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام لرجل مهم
- عصفور ازرق
- حبة رمان
- كذبة
- لحظات مكسورة الجزء 20
- طفلة خابور شاخت
- هي لا تخاف من الغد بل تخافهُ هو..
- لحظات مكسورة الجزء 19
- لحظات مكسورة الجزء 18
- حضورك مثل غيابك
- لحظات مكسورة الجزء 17
- ما الفرق بين الحرب والسلم
- لحظات مكسورة الجزء 16
- انت مجرد خانة فارغة
- ظل ثلاثة اوراق صفراء
- 6 اب ذكرى موجعة
- احتجاج
- بعدك يا ابي
- عربة غجر
- من يوميات ممرضة


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قل لي متى تفيق