أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - حضورك مثل غيابك














المزيد.....

حضورك مثل غيابك


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6800 - 2021 / 1 / 27 - 21:51
المحور: الادب والفن
    


تقويم امرأة شرقية

طيفك.و آنيتي المفطورة
وحدهما صامدان في وجه الزمن
اما تقويمي
الذي على وشك ان يلعن عن انتهاء صلاحيته
بحيادِ سافر.
تقويم هو منضدي بجانب سريري القديم
لو تصفحتهُ ستجده مزدحماً بالشخابيط.
بجانبه هدايا تقبلتها عن طيب خاطر
من اناساً يجدون الضحك في الوجه
والطعن في الظهر بآن واحد
كما تعرفني انا لا اردُ يد احد
إن كانت للمصافحة او لطلب الحاجة .
حتى اليد التي صفعتني يوماً تراني اصافحها بودٍ
اصافحها وانا على يقين تام
بأن لاشيء يدوم خيراً كان ام شراً
في كل شهر تجد هناك دواحات في تقويمي
تارةً بلقم احمر للشفاه
وتارةً بالكحلة العين
واحياناًبطلاء الاظافر
يمضي الشهر وانا اشطبُ على المربعات
دون ان يحدث شيء يغيريومي الطويل
ينتهي التقويم بعبارة (سنة سعيدة)
واكتشف ُ هذه السنة ايضاُ كسابقاتها
رتيبة مملة وكأنك لم تكن يوماًموجوداً
فقط في داخلي تتربع. وفي غرفتي تتجول
وعندما تشعر بالتعب
تجلس على سريري ساقً على ساق
وصوت لهاثك يطغي على صوت ساعتي
المعلقة بالقرب من النافذة
وبعدها تلتصق بالنافذة
ومن ثمة تختفي فجأة كعادتك
منذ قررت إيذائي بينك وبين غرورك.
ادسُ القويم بسلة المهملات واضعُ واحداً اخر بمكانهِ
معلنتةً بيني وبين قلبي ها هي سنة اخرى تمضي خلفي خاوية
وادسك انت في صدر الاحلام التي لم تعد وردية
كما كانت يوم اغرمت بعينيك الخضراواتان
او بالاحرى ربما كبرت
او ربما أكدت لي كل تقاويمي السابقة بأنك مجرد حلم
اجل ياصديقي الغير المرئي
اقر بأني كبرت التمنيات
وعبرت عتبة الإنبهارات
وتحولت الى امرأة غير مبالية
إن كنت (حلم اوعلم) او مجرد طيف ظريف.
كلهُ عندي سواء
لم اعد اتابع جدول الإحتمالات التي غالباً نتائجها في دائرة تخميناتي صادقة
والتي كانت سبباً في جعلي اتكور على نفسي في زاوية الاهمال
والتي علمتني اهمال آراء الاخرين ليس مهماً
حتى إن كانوا هم على صواب وانا على خطأ
ليس عنداً مني
بل لعدم فهم الاخر. او عدم فهم الاخر لي.
واليوم بعد مشوار طويل وبعد عشرات من التقاويم الملطخة بأدواتي اليومية
اراك امامي والصفعة التي لم انلها بعد على خدي الايسر بإنتظار يدك الكريمة
لتصفعها بقوة دون رحمة وبكلمة خرجت عنوة من فمك المغلق. لسنين طويلة
كلمة حتى انت لا تعرف كيف فلتت منك
واكتشفُ حتى تقاويمك كانت مليئة بالشخابيط
بقلمك الذي إعتاد ان يوقع عشرات المرات باليوم بحكم عملك المضني.
اكتشفُ انك شخبطت على يوم المفاجئات
وانا التي حرصت على ان يكون حضورك فقط في احلامي
ها انت اليوم امامي
اوجعتني رؤيك احاول ان اتركك كما انت
في احلامي شاباً يافعاً متجنبتاً وجهك الكهل وشعرك الابيض
رفضت ان اقتحمك مرة اخرى
تركتك ومضيت كي ابقيك شاباً يافعاً
ومن هذه اللحظة قررت ان لا اضعُ تقويماً في غرفتي المزدحمة بك
اماعن صفعتك كانت بمثابة صحوة لي اعادتني الى حيث يجب ان اكون و
لكن هذا لا يمنع من زيارتك الليلية لي كما تعلم ياصديقي العزيز
(صاحب الطبع ما يجوز) وانت ذلك الطبع الذي غير كل شيء بي
لا انت بقيت حيث انت طيفاً لطيفاً لولاهُ لكنت اليوم في عداد من الموتى الاحياء..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات مكسورة الجزء 17
- ما الفرق بين الحرب والسلم
- لحظات مكسورة الجزء 16
- انت مجرد خانة فارغة
- ظل ثلاثة اوراق صفراء
- 6 اب ذكرى موجعة
- احتجاج
- بعدك يا ابي
- عربة غجر
- من يوميات ممرضة
- لحظات مكسورة الجزء 15
- لانزر لا هذر 9
- هيا عودي إلى النوم
- يوميات امرأة في زمن القحط
- فن التخلي
- مقارنة
- سرير زوجة الامبراطور نابليون
- شذرات
- خرز ملونة
- هو وهي


المزيد.....




- آباء يأملون استبدال شاشات الأطفال بالكتب بمعرض الرياض للكتاب ...
- حضرت الفصائل وغُيِّب الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني
- خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - حضورك مثل غيابك