أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - نعم، أستحق أن أكون رئيساً للوزراء إضاءات على مشهدٍ في الاردن














المزيد.....

نعم، أستحق أن أكون رئيساً للوزراء إضاءات على مشهدٍ في الاردن


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم، أستحق أن أكون رئيساً للوزراء
إضاءات على مشهدٍ في الاردن
حفيدان لي، أحدهما مُشاغبٌ بإمتياز، والثاني دَهقونٌ بإمتيازٍ هوالآخر، كانا يجلسان قُبالَتي عصرَ الأمس، الأوّل عابِسَ الوجه مزمومَ الشفتين، والثاني عابِسَ الوجهِ عاقِدَ الحاجبين.
كُنّا ثلاثتنا نُنناقِشُ معا بأريحيةٍ مُحْتارَةٍ، شيئا من القضايا الاجتماعية، وما يُرافِقها مِنْ عُنفٍ مُجتَمعيَّ مُتنقلٍ ومُتحوِّلٍ، وتدويرٍ للنفايات الاجتماعية، حين قاطعني الدهقونُ منهم، في تعقيبٍ عاصفٍ مُشبعٍ بالعتاب: أفهمُ منْ كلِّ ما قُلنا: أنَّ الوظائف المدنية العامة، هي تكليفٌ للقائمين بها، لخدمة الناس بإخلاص مُتقن. فأستنتج على أنها حقٌ لكل مُواطنٍ مُؤهلٍ لها. أتلفتُ حوليَ، فأجدُ بعضَهم مُغتَصِباً لِمَنصبه. ومِنْ خلال ما أعرفه عنكَ، أودُّ أنْ أسألك: لِمَ أنتَ لستَ رئيساً للوزراء يا جدّي؟!!!
قلتُ: سؤالك يا ولدي، يوحي بأنك لا تُدرِك حتى الان، معنى أن يكون والدك نجاراً بسيطا، وأمك أَّميةٌ، وجدك لأبيك حرّاثا ، وجدك لأمك راعيا، لتَجِدَ الجواب.
إنتفضَ المُشاغبُ وقال: ولكنَّك مُواطنٌ صالحٌ مؤهل وقادرٌ عليها. ولستَ فاسداً أو مُفسِداً. ولستَ ماسونياً أو صهيونياً أو مُتَصهينا متخفيا في أخد نوادي الاسود والنمور والفهود والضباع والذئاب، وما شابهها. ولستَ صاحبَ أجنداتٍ خارجية مُعاديةٍ لشيء في بلدك. يليق بك الموقع يا جدي.
قلتُ بشيء من المرارة : البراري السياسية المُتجاهَلَةُ ، هي مستودع القلوب الذهبية، والعقول الوطنية المستنيرة، والإيمان اللامذهبي يا شباب.
إقترَبا مني، المُشاغب والدهقون معا، وأمسَكا بيديَّ ، وأدْنَيا وجهيهما من وجهي، وقاطعاني وفي عيونهما رجاءٌ مُتسائِلٌ: أتقبلُ تكليفَنا لكَ بتشكيلِ الوزارة ؟ طبعا بعد إستئذان صاحبِ الولايةِ المُحترَم.
إبتسمتُ موجوعاً وقلت لهما: من خلال ما أعرف عن نفسيَ ، فأنا بالفعل أستحق أن أكون رئيساً للوزراء. مِشْ مِنَ الضروري هنا، بل في أيِّ مَوطِنٍ عربي آخر. فكلُّ بلادِ العُرْبِ أوطاني. ولكنَّ يا شباب، فإن الأماني والرَّغباتُ والقدرات الفرديَّةُ في جُلِّ بلاد العرب، لا ترفعُ الكثيرين إلى الصفوف الأمامية في المسؤولية العامة. إنها الروافع أوالأسانسيرات ما تفعل ذلك، وفي بعض الأحايين طائرة أو دبابه. ولكنّ ، ثِقوا بأنَّ كلَّ هؤلاء وهؤلاء وهناك، يرحلون في النهاية، إلى جحيم المتاحف على شيءٍ يُشبه جناح ذبابة.
آهٍ يا أحفادي لو تعلَمون، ما أعدَّه الله للظالم، وما أعدَّه للمظلوم، لأعْفيَتُم جَدَّكُم من هذا التكليفِ النقيِّ التَّقيِّ الطَّاهرِ الورِع. سامِحوني يا شباب، إنَ خِدمَةَ الناس أمانةٌ ثقيلة وقويَةٌ ، يأبى عقليَ حملَها.
إشفاقاً على نفسيَ لا انتقاصا من قدراتها، أو تهرّبا، أردُّها لكم بإحترامٍ ، مُشبَعٍ بالشكر والامتنان.
عاش الوطن .



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة لبنان ملهاة اضاءة على المشهد في لبنان
- العنوسة الهلامية ظالمة من حكاوى الرحيل - الاولى
- تُسْعِدُني قِراءتُكْ ، فما بالُكِ لوْ حدّثْتُكَ ؟! عشوائيات ...
- إن غابَ الأمَل ، عشوائياتٌ في الحب
- إضاءة على الجريمة الزرقاء مثلا
- فَرَحٌ حزينٌ ثرثرات في الحب
- لا أتْقِنُ النِّسيانَ ولا أريد ، عشوائيات في الحب
- إنَّهُم يَصرحزن عشوائيات في الحب
- أشتري الحَزَنَ والحُزْنَ ، فَمَنْ يَبيع؟!!! يا أمَّةً يَضْحك ...
- عشوائيات في الحب طَمِّنْ بالَكْ
- التَّصحُّرُ والموتُ بالصَّمت عَشوائياتٌ في الحب
- لأمة تضحكُ منْ جهلها الأمم أقول : شُكراً لكلّ مَنْ لَمْ يَخُ ...
- فضفضة في منام – سؤال يبحث عن بوح عشوائيات في الحب
- ولأحرار العرب قولُ الفَصْل ... إضاءة على المشهد العربي
- يا أمّةٌ تضحك من جهلها الأمم أمريكا لا تذهبُ الى الصيدِ إلا ...
- قاماتٌ وهاماتٌ لن تموت ناجي العلي ، لم يأكله ذِئبٌ ولا ضبعٌ ...
- أياصوفيا ، ملهاة جديدة إضاءة على المشهد في فلسطين
- مّسْخَرَةُ الضَّمِّ ملهاة وسراب إضاءة على المشهد في فلسطين ا ...
- قامات وهامات لن تموت أُسودُ رام الله الخمسة– رحيل من الشرق ا ...
- فلسفة الصِّرْصار !!!


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - نعم، أستحق أن أكون رئيساً للوزراء إضاءات على مشهدٍ في الاردن