أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - أعتذر عن غفلتي














المزيد.....

أعتذر عن غفلتي


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


كأنّ الماضي هو اليوم ، بل إنّ اليوم أسوأ لأنّه أنتج أجيالاً من الببغاوات، وربما كنّا نحن أجيال الأجداد مجموعة من تلك الببغاوات ، فحفظنا شعارات لا نعرف معناها ، وقرأنا لكتّاب قبضوا ثمن كتابتهم ، وصفقنا لشعاراتنا، امتلآ داخلنا حماساً، اعتقدنا أننا نسير باتجاه الحقيقة المطلقة، وكلّما سرنا خطوة إلى الأمام نسير " خطوتين إلى الخلف" حسب عنوان مؤلف لينين الذي كان في صدر مكتبتي أتفاخر به، لكن للأمانة التاريخية لم أقرأه ، كنت أقرأ لإحسان عبد القدوس ، ونزار قباني ،ومحمود درويش ، بينما كان اليسار يصف نزار قباني بأنّه مجرد زير نساء يعيش في باريس، و محمود درويش بتابع لياسر عرفات، وياسر عرفات ليس مهتماً بالقضّية كما السوريين! كنت أقرأ بالسّر حتى عن نفسي ، خفت أن تلوّثني القراءة، لكنّني أرغب أن أفهم نفسي، فقد بكيت مع شجرة اللبلاب ، و أذهلني مسلسل عروة بن الورد على سبيل المثال.
هل يمكن لشاب أن لا يفكّر بالشهرة، و المال . كنت أجيد الكتابة، و بخاصة الشّعر حيث أنّ أغلب أبناء جيلي كتبوا الشعر، و انتظرت أن أحصل على أمر ما يجعلني أستمر، من خلال المحاولة و التّجربة و القراءة حول هذا الموضوع أو ذاك، لم يكن يومها أنترنت ، وكان علينا قراءة ما بين السّطور، فهمت أمراً هامّاً غيّر مجرى رؤيتي . رأيتهم يقفزون، مع أنّهم يحملون نفس انتمائي السياسي ، لكن أيديهم تصل أكثر منّي . قال لي أحد الرّفاق يومها وكنا نتحالف في الانتخابات الحزبية : بأنّني لن أصل لسبب بسيط هو أنّه ليس لدّي غطاء، كما قال لي: " البعث يحكم الدّولة، ونحن نتحكّم بالثقافة، أغلب رفاقنا يؤلفون الكتب، و لهم ولاءهم.
توصلت لقناعة -بعد الثورة المعلوماتية- أنّه لا بأس أن تعارض كلامياً إن كنت محميّاً ، فقد كان يحضر شتائم مظفر النوام للحكام في صالات دمشق أعلى مستوى من السلّطة ويصفقون له، نحن أيضاً نصفّق عن بعد، كما أن نزار رحل إلى صدام، وياسر عرفات، وتزوّج من رشحها له ياسر عرفات ،، ثمّ وصفها بالمرأة القوية ، وكانت المكافآت تنهال عليه من صدام وغيره، كما أن محمود درويش ألّف بعض الآيات في مدح صدام. بغطاء من النّظام .
عندما قرأت لسيلفا بلاث ، التي تزوجت تيد هيوز ، وكلاهما واسع الثقافة-التي تعني العلم و المعرفة- لكنها غادرت حياته ثم انتحرت عندما علمت بخيانته ، لكنّ هذا لم يقلل شأن كتاباته وشعره، وموقف الدّولة الإنكليزية منه، ولا شك أنّ لديه إبداعاً . منذ ذلك الوقت تعلّمت أنّه لا بأس أن يقرأ ويعجب بكتابة شخص ما حتى لو كان ضمن سلطة ما كنزار ومحمود درويش، لديهما أشعار جميلة .
قرأت على صفحة مدينتي أن عيسى الماغوط يصفي خلافات عائلية عندما تحدّث بالحقيقة عن أخيّه، و أنا أقول العكس: إنّه يفرّغ ما كبته كي لا ينفجر من الغيظ من مجتمعه الذي يقدّس من تقدّسه السّلطة ، وقد تحدّث بحقيقة تاريخية هامة للسوريين ، وليس للعرب، فقلة من العرب يعرفون عن الكاتب شيئاً. ليس مجتمعه الخاص ، بل المجتمع السّوري في معظمه حتى بعض السجناء السياسيين يتحدّثون عن عظمة المخرج الفلاني، وأهمية الكاتب الفلاني مع أن غطاء النّظام ساهم في بنائهم، وهنا علينا أن لا ننفي دورهم الشّخصي الذي قد يكون متألّقاً في بعض نواحيه، لكن أن نجعلهم أصناماً نعبدهم فهذا أمر جلل!
انضممت إلى رابطة الكتّاب السّوريين الأحرار مؤخراً بناء على دعوة أحد الأصدقاء . لفت نظري قلّة عدد المتابعين ، فقد كان لدي موقع الكتروني أوقفته لعدم توفر السيولة ، يتابعه 35 ألف ، وفيه عشر كتاب من جميع أنحاء الوطن العربي، حاولت أن أقرأ ما يكتب على صفحات الرابطة، فإذ هو قصّ لصق عن القدس العربي ، و للكاتبة غادة السّمان الأولوية في كلّ مرة. إذا كنت أقرأ لغادة على القدس العربي، فلماذا أذهب إلى الرابطة؟
إنّني لا أنقد. أتحدّث عن أمر واقع، وفي مرّة بكيت عندما قرأت مقالاً لسجين سياسي مليء بالقومجية، سألت نفسي: أليست هذه أفكار الأسد الأبّ؟
الذين كانوا يحكمون الثقافة -حسب قول رفيقي الشيوعي- هم أنفسهم يحكمونها في الخارج و الدّاخل ، وشعرة معاوية موجودة ، فهم سوف يمجدون كلّ الأشخاص علّ بعضهم ينال شرف الحكم فيعيدون السيرة من أوّلها.
كلمة أخيرة عليّ أن أعترف بها، وهي رأي شخصي : أنّ ما من أحد نال شهرة إلا ضمن تغطية النّظام، و ليس بالضرورة أن يكون النّظام السّوري فقط، بل النّظام يعني فيما يعنيه جميع المتنفذين في مفاصل الدولة، وهم أنفسهم يتنافسون ، ولكل شخص فيهم جماعته.
ربما كنا جيلاً مغفّلاً ، وربما أنا فقط من كنت كذلك، فنحن نحمل نفس الانتماء لكن أحدنا يذهب إلى السّجن، و الآخر يحصل على منصب . بالنسبة لي: أعتذر عن غفلتي. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالمك الدّاخلي يخلق عالمك الخارجي
- درس في الوحدة
- وردة لي ، و أخرى لرجل محب
- وردة لي، و أخرى لرجل محبّ
- جزء من سيرة ذاتية في العمل النّسوي
- لعبة الخاشقجي السّياسيّة
- الهيكيكوموري
- بلا كرامة منذ أكثر من ألف عام
- عزيزتي المرأة النّذلة
- الزوجات القويات اقتصاديّاً
- من تجارب النّساء -2-
- من تجارب النّساء
- إعادة التّدوير
- أهميّة وجود الأب في الأسرة
- لا تتزوّجي إرضاء للمجتمع
- أنتِ لست سلعة
- خبريات عن يوم فالنتين
- انتصار الحبّ
- أن تحب امرأة تشبهني
- الحاضنة الاجتماعية


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - أعتذر عن غفلتي