أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اليوم الأخير_ثرثرة














المزيد.....

اليوم الأخير_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


أعرف اليوم الأخير لأكثر من شخص, كثر بدورهم من سيعرفون يومي الأخير. وحدي سأكون خارج اللعبة, بل خارج المشهد بكامله, وأكون لمرة واحدة : البطل الميت .
كل شيء يختلف, لو عرف أحدنا أنه يومه الأخير, أو أسبوعه أو شهره, وحتى سنته الأخيرة, لتغيّر المشهد والمنظور والفعل.
الكرسي الذي أجلس عليه لآخر مرة, فنجان القهوة, السيجارة, المصافحة, المضاجعة الأخيرة, الجدال الذي سأخوض فيه....., لا يمكن إنهاء العدّ.
من يقف في مواجهة موته الشخصي يدرك التسامح بصيغته الأخيرة.
الضغائن, الأحلام والرغبات المجهضة....وكل ذلك, ماذا يعني في اليوم الأخير . وبعده.
معي الكثير من الوقت والفراغ, لأفكر بأشياء لا تحدث, أو أن زمن حدوثها انتهى_ كنت لأقول: ثرثرة فارغة وتفاهات, لكني الآن, من يختبر تجربة الفراغ الذاتي بدون قسر أو جهد. أو ما يسمّى "التوتر في الدرجة صفر" بالتعبير النفسي.

أعبث بشعر صدري العاري, أنظر إلى العانة من فوق, أدخّن وأرصف الحروف والكلمات جزافا, ما الفرق؟ هل يوجد أي فروق أو اختلافات في الفراغ والعدم؟
*

الأيام القادمة مصدر الضجر والخوف والقلق والأحلام, الأيام القادمة, عبارة جوفاء تتسّع لمختلف التعابير, من صنف كلمة ذات. تعبير كل شيء أو لا شيء, يستخدم ببلاهة.
في اليوم الأخير تعثر الكلمات والأشياء على المعنى الأصلي, لكن المسكين أنا وأنت, نكون نفضنا أيدينا من الكلام ولفظتنا الأشياء دفعة واحدة, تنظر , ترى تسمع, بصفاء ووضوح مطلق, بلا كلمة أو حركة أو فعل. هكذا, سكون جامد في فراغ لا نهائي.
معرفة تفصيل صغير تكفي لتغيير شامل, وربما العكس الصحيح.
ماذا عن اليوم الأول, ليس يوم الولادة, هو نتيجة لحدث سابق. يبدأ اليوم الأول لحظة لقاء, امرأة غريبة مع رجل غريب, بعد ذلك يسلمان الوديعة لك بمنتهى الخسة أو الشرف, لافرق.
ما جنيت على أحد_قلت مرّة, وكنت منتبه للتقليد.
هذا ما جناه أبي... العبارة التي تتناقلها الأجيال عن المعرّي. أكثر الشعوب ولعا بالولادات والأبناء والسلطة, تتناقض محفوظاتها ومأثوراتها مع خياراتها واستجاباتها المختلفة.
ذلك في أحد وجوهه, ليس أكثر من معكوس الاهتمام الغامر بلحظة الموت.

سقف الألم تجاوزه الجميع, وعتبة الفرح عصيّة على الإدراك, شأن الحبّ القليل المتناقص.
*

في اليوم الأخير, أتوقّف عن التقليد, وأكفّ عن السعي لنيل إعجاب الآخرين. أدع جانبا الخصومات والصراعات, خارج الضرورات والوعي والفهم, مجرد نسمة عابرة تكفي, وذلك القليل الذي حملته معي أو وصلني دون جهد, سيكون ما أنا عليه, في لحظة مفارقة, يتوقف القلب عن الخفقان وتهدأ النفس, واصل إلى المساواة والعدالة والرضا.

ألتقي بصديقي بوذا, ونضحك ثم نضحك, وأمامنا وحولنا وفينا يتمدد الفراغ.
أنت الطريق.
أنت الطريق.
لا حاجة للكلام. لا حاجة للعناء. لا حاجة للحب. لا حاجة للكراهية. لا حاجة للغضب.
هكذا إذن...

أنت الطريق
أنت الطريق

شكرا بوذا
بعد 25 قرنا
تصلح الأيدي للمصافحة.

طوال العمر, تبقى تلاحقنا لعنات يومهم الأخير. لا يكفي أن يكرر أحدنا:ما جنيت على أحد, بعدما تتحول الأفكار إلى أسلحة مدمرة كل اتجاه.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اليوم الأخير_ثرثرة