أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - الاختيار / تأملات














المزيد.....

الاختيار / تأملات


محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 6823 - 2021 / 2 / 24 - 13:57
المحور: الادب والفن
    


الاختيار
لولا هذا التأقلم مع الخواء....لولا طواحين الوحل التي تكتم خريرالجداول في نهر الحياة ما سألت نفسي ... ماذا لو أتيحت لي فرصة اختيار طريقي الوعرة مرة أخرى ؟ هل كنت ساصل الى ما وصلت اليه من سأم و تبعثر و تشظي و انهيار لكل ما هو حولي و داخلي ...
سأختار الأكثر وعورة ...و سأسلك طريقا لم تصله الجرافات ..أتحرك بوعي كامل لأتحقق بأن الشمس لا تغرب في وضح النهار ...و لا الليل يهبط فجأة .. فيجبرني على مغازلة البهاء في العتمة...فثمة في سكونه سفلة يرغمون العصافير الخائفة على الحبو ...و آخرون من نفس الطينة متورطون في اشعال حريق لاضاءة فكرة كاتب استكانت الى وسادة طفلة تبعث بابتسامة ملاك تنشق حضن أمها المتجرد من أعباء اليوم...
سأمر حتما و عرضا بشوارع السمو و الأبهة و مقاهي طحن الحديث و أحسبها في لحظة من الرقي المتجذر في بقبقة الشيشا و " التنبير" على أرصفة تمر بجانبها قوافل الكادحات بعد أمسية كئيبة و مردود أكثر كآبة ...
سأمر حتما بطريق سيار لم يرسمه مهندسون مرتشون و لم تتشابك على أطرافه مفترقات تشريد العائلات و الحب من طرف واحد و من طرفين و من أربعة أطراف ..و قباب عزلة لا ترن فيها هواتف الفرح ..و شجار تقليدي أمام تلفزيون البلازما ...طريق لا يدخل جسور النفاق ...قبل طلاء الأظافر و ارتداء أقنعة التنكر ...زمن خفقان القلب ...و رذاذ القشعريرة على الجسد الطري... زمن لا أدري فيه أين أمضي عندما يكون أحدهم في بالي يرافقني بدون سؤال واحد يذكرني بأن وجهتنا مرافىء لا تعرف الوجوم ...و خسارة الصيادين ..طريق لا تنبت على أطرافه صداقات عمر يقتصر فيها الكلام عن ...كيف الحال ؟
و سأقول حين تعبي ...ان أسوأ ما في الوجع أنه يؤلم ..و أن العقارب التي اكتسحت الأقبية و المتاريس أشد فتكا من الغربان الناعقة في جوف الغاب المهجور ...و أن المكان الذي يليق بأعداء الحياة بعد تناثرهم على أكداس القمامة و شريان الحيارى لا يلتقي بطريق وعرة ...لم و لن يألفها سوى من اختصر كل الجهات و كل خطوط السماء في نبض واحد عندما يعلق جسر حياته في تراب وطنه ...و أن كل من التقوا في هذه اللحظة على نفس الرقعة من اللهاث نحو المجهول لن يروا كلهم نواعير الضوء ليرمموا داخل شوارع حزنهم الأنهار الجارية بالأسى ...و أن ايقاع الصفاء المتساقط في قلوبهم من أقاصي الريف الساحر لن يجد نفس الصدى عندما يواجهون هموم المنتظرين و يستقبلون الصباحات بأحضان أوسع من أحضانهم ...و أن احتمال الدفء يبدأ بالسكون على الأكف قبل اكتمال الشتاء...فمن يستبق وشم الانتماء على خاصرة الغرق و من ينحني لنغم الوفاء؟
لو كان لي أن أرسمك أيها الدرب لشيدتك محطة سيارة لقوافل الورد للمارين في حياتي و نافورة حنين يعتصر منها المكلومون زلال الحلم في مواسم العطر...
لو كان لي .......هل كنت سأتمنى ما تمنيت لو لم أصل كما أرادوا لي ؟؟؟؟
ان كان تصحيح خطى الحلم بات مستحيلا في زمن الفوضى فان خيارا ما و ان كان الأصعب ...و ان لم يتضح في لحظة الارتباك ...كفيل بلملمة السقوط في نهر المجهول



#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة فيروس كورونا: بين - العالم هنا و الآن - و - العالم ما ب ...
- - التاريخ يعلمنا أن الإنسانية تتطور بشكل كبير فقط عندما تكون ...
- -مدرسة ما بعد - .. مع بيداغوجيا ما قبل؟ فيليب ميريو
- ادقار موران - هذه الأزمة يجب أن تفتح عقولنا المحبوسة لفترة ط ...
- تعليم الجهل وظروفه الحديثة ل - جان كلود ميشيا - *
- سقوط الشجرة التي تغطي بقية من غابة
- سقوط الشجرة التي تغطي الغابة
- المدرسة و أزمة نقل المعرفة و الثقافة
- المدرسة و الثقافة ( الجزء الثاني )
- المدرسة و الثقافة
- المدرسة و نهاية نقل الثقافة و تدريب العقل
- رويدك
- كان يمكن أن يكون ....
- التشظي
- أقنعة / قصة قصيرة
- المجهول / قصة قصيرة
- جحيم الصمت / قصة قصيرة
- انتهت المهمة / قصة قصيرة
- بيت الضفتين / قصة قصيرة
- عذرا أبي / قصة قصيرة


المزيد.....




- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...
- -جائزة الشيخ حمد للترجمة- تعلن عن لغات دورتها الـ12 لعام 202 ...
- رعب وأبطال خارقون ومخلوقات خطيرة.. 8 أفلام تعرض في يوليو
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - الاختيار / تأملات