أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - انتهت المهمة / قصة قصيرة














المزيد.....

انتهت المهمة / قصة قصيرة


محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


أطلقوا عليها اسم ...الحديدية...أم الزين ...في العقد الخامس من العمر...تعيش في بلدة منذ سنوات..زوجها الموظف بالبريد استطاع بعد سنوات بناء منزل متواضع...كان عليه تخصيص معظم دخله لأبنائه الذين تميزوا في دراستهم...آخرهم سينتقل الى الجامعة للحاق بأخته و أخيه...لكن مصاريف اقامتهم و تنقلهم ستتضاعف...تناول الأمر مع زوجته ...و طالت جلسة الليل لاتخاذ قرار
خطير...ليس بامكان الرجل الرحيل...و أم الزين و ان كانت حاسمة في تربية أبنائها و توجيههم
و مواكبة تطور دراستهم...لم تكن تحسن غير تدبير شؤون المنزل و متابعة أبنائها في بلدة صغيرة...
و اتخذ القرار...عليها الانتقال معهم حيث يدرسون و الاقامة معهم للتقليص من حجم المصاريف ...و على الزوج البقاء في البلدة ...قرار صعب ...لكنه اتخذ...هي سنوات قليله و ستنتهي المعاناة...و هل
في الحياة ما يساوي فرحة نجاح الأبناء و تتويج الأتعاب بطعم الرضا و أداء المهمة الصعبة.
لم تكن البداية سهلة ...أم الزين...المرأة المنحدرة من وسط ريفي ...و المنقطعة من صفوف الدراسة
مبكرا...تملك زادا ثقافيا متواضعا...تجالس كثيرا ابنتها...تعلمت كثيرا و لكنها اصطدمت خلال بداية اقامتها بالعاصمة بنمط حياة جديد أخل بتوازنها المادي و الوجداني...اكتشفت الوحدة طوال اليوم تنتظر أبناءها...لا ينشغلون بها كثيرا ليلا...يعلمون حاجتها للكلام معهم...يكتفون بالجلوس معها اثر وجبة العشاء...ابنتها تعلم هواجسها ...تتصل بوالدها...تحادثها قليلا و تنكب على الدراسة....نمط حياة يكتنفه
الكثير من الصمت و القليل من الصخب ...هي من تعودت على ربط علاقات مع الجيران رأت
في اقامتها الجديدة الأبواب موصدة طوال الوقت...و نادرا ما ترى سكان العمارة ..
و سريعا اكتشفت حاجات أبنائها المتزايدة...والدهم لم يبخل...تداين ...أما هي فقد كانت تتصرف بطريقة
لا تزعجه كثيرا...باعت تباعا مصوغها...دون علم أبنائها و زوجها...لسد حاجيات تتضاعف....و تكاليف عيش يومية تزيد من معاناتها ...حتى تعرفت على جارتها المقيمة غير بعيد من شقتها...تآلفا ..تزاورا....أشارت عليها الجارة بحل يساعدها على التقليص من حجم المعاناة ...امتنعت في البداية
لكنها ...فكرت و قبلت في النهاية...
تغير نمط العيش في الشقة...تحسنت الوجبات الغذائية...و تنوعت...تضاعف المصروف اليومي ...
اقتنت أم الزين تلفازا صغيرا...لكنها على غير عادتها...أصبحت تنام باكرا...و لاحظ أبناؤها احجامها
عن الشكوى من متطلباتهم...كانت تعد و تفي بوعدها...و تتعلل خلال سؤالها بتعب لا يعرفون مصدره
حتى أن شحوبها المتواصل و قلة صحتها جعلهم يفكرون في امكانية رجوعها لبيت العائلة بالبلدة...رفضت بشدة...معللة بأن المهمة لم تنته...و عليهم الانكباب على دراستهم....
حاولت ابنتها معرفة تغيرها ...و ما سر توفر ما يكفي لسد حاجياتهم...عرفت أن أمها باعت مصوغها
لكنها لم تقتنع...حتى جاء يوم...عادت البنت في غير موعدها...لاحظت غياب أمها عن الشقة...لم تفاتحها في الموضوع... أعلمت أخويها بأن تغييرا حصل لأمهم...و حول مائدة العشاء...دب الصمت
..كانت تلاحظ وجومهم و نظرات الحيرة في أعينهم...لم تكترث...تدخل غرفتها...و تتركهم أحيانا حول التلفاز...
و ذات صباح...تظاهرت ابنتها بالذهاب الى الجامعة...حتى خرجت أمها من الشقة...راقبت مسلكها...اتبعت خطاها دون أن تشعر...رأتها تدخل عمارة مجاورة...لم تستطع الدخول ..مكثت في الخارج ...تنظر لباب العمارة مترددة...و أخيرا قررت الدخول...و غير بعيد من المدخل ...رأت أمها
تمسح المدارج...سقطت منها حقيبة اليد...تفطنت أم الزين ...وجدت نفسها وجها لوجه مع ابنتها...
تسمرت في مكانها...بينما أجهت ابنتها بالبكاء....أسرعت اليها ...احتضنتها...فقالت البنت...سامحيني يا أمي...كانت مشورتهما...حينها تأملتها في عينيها و قالت : ماذا كنتم تظنون ؟ صمتكم قتلني ....انتهت المهمة يا ابنتي.....



#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت الضفتين / قصة قصيرة
- عذرا أبي / قصة قصيرة
- لحظات موجعة / قصة قصيرة
- أمي تتغير / قصة قصيرة
- سيدة النساء / خاطره
- المتمردة / قصة قصيرة
- بطعم الذهول / قصة قصيرة
- لقاء أخير / قصة قصيرة
- تعاف يا وطنا / خاطره
- لم يعد سرا / قصة قصيرة
- هل أدركت الآن ؟ / قصة قصيرة
- في جنح الظلام / قصة قصيرة
- بين الضفتين / قصة قصيرة
- الزقاق / قصة قصيرة
- هل لي بزهرة ؟
- قولي للربيع لا تأت / قصيد
- حنين / خاطره
- نبض الروح / خواطر شعرية
- نهاية السفر / قصة قصيرة
- ليس اختياري


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - انتهت المهمة / قصة قصيرة