أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - أمي تتغير / قصة قصيرة














المزيد.....

أمي تتغير / قصة قصيرة


محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 5359 - 2016 / 12 / 2 - 17:44
المحور: الادب والفن
    



اقتنت كعادتها من المغازة المجاورة لمنزلها ما يسد حاجتها لبضعة أيام..و في طريقها للمغادرة...تبعثرت أشياؤها ...هوت لالتقاطها...فاصطدم رأسها برأس رجل سارع هو الآخر لمساعدتها...و هما يجمعان ما يقدران عليه...نظرت اليه في حياء...و انبهر بخجلها و سحر عينيها...و تمنى أن يظلا على تلك الحال...مسحت بعينيها و بسرعة ملامحه...و تأكد هو من أن جمالها لا يكمن فقط فيما رأى...تتبع خطواتها و هي تلتفت اليه و كأنها لا تريد مغادرة المكان... راقب خطاها حتى اختفت ...و ظلت هي تتفحص نفسها و تسوي شعرها الذي لفح وجهه منذ قليل...
هند...المرأة الخمسينية...تعيش مع ابنتها الوحيدة...بعد زواج فاشل...اعتنت بشغلها و تربية وحيدتها...
قليلة الظهور...تحيى حياة معزولة عن كل اختلاط احتماعي...زوارها قليلون ...البعض من أهلها و جيرانها...ودعت منذ زمن صالونات الحلاقة و المغازات الكبرى ...لا تهتم كثيرا بزينتها...
استقبلتها ابنتها ...تسلمت منها ما اقتنته...و لاحظت شرودها...تتبعت خطاها و رأتها تستلقي على سريرها و تنفرد بنفسها غير عابئة بها و بأسئلتها...ثم رأتها على غير عادتها تطيل المكوث أمام المرآة..
فلم يبق لها غير أن تتبادلا النظرات و الابتسام خلال السهرة ...دون أن تدرك بداية تغير في مزاج أمها...لم يتملكها القلق بقدر ما اندهشت لانشراحها...و اهتمامها بنفسها و كثرة سرحانها...حتى أنها
لم تعد تراقب ما تختاره من الأغاني الشبابية ...بل انها لاحظت انسجامها مع الأنغام المنسابة من غرفتها...و استحسانها ...أمر أدخل البهجة على قلب البنت الشابة...و أصبحت تتعمد الجلوس بجانبها و الارتماء في حضنها كلما أحست بتفاعلها مع أنغام محددة ...كانتا تبتسمان...و تستقبلان اليوم الجديد بأمل متجدد...
لا تريد البنت أن تسأل أمها ...هي فقط تسعد ...لأن شيئا سيغير طعم الحياة اليومية بينهما...ستعود أمها كما كانت...ستراها بلباس أقفلت عليه منذ زمن حقائب الماضي..ستصحبها للمغازات الفاخرة و ستجدد الحياة ...و سترى أمها سعيدة ...كيف...؟ هي لا تعرف...
لم يكن من عادة هند أن تقصد المغازة يوميا...لكنها في اليوم الموالي...ساقتها خطاها ...و قبل الدخول الى المغازة تأملت المكان المجاور...ثم تجولت بين الأروقة و تباطأت ...تنظر خلسة و تتفرس خفية الوجوه...ليتها تسقط ما اقتنته...و ليت الزمن يتراجع لتعيش لحظة لم تعرفها من قبل...و غادرت ...متثاقلة...لم تيأس...فلعل الأيام أو حتى الساعات القادمة تكشف المقدر المجهول...



#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة النساء / خاطره
- المتمردة / قصة قصيرة
- بطعم الذهول / قصة قصيرة
- لقاء أخير / قصة قصيرة
- تعاف يا وطنا / خاطره
- لم يعد سرا / قصة قصيرة
- هل أدركت الآن ؟ / قصة قصيرة
- في جنح الظلام / قصة قصيرة
- بين الضفتين / قصة قصيرة
- الزقاق / قصة قصيرة
- هل لي بزهرة ؟
- قولي للربيع لا تأت / قصيد
- حنين / خاطره
- نبض الروح / خواطر شعرية
- نهاية السفر / قصة قصيرة
- ليس اختياري
- ابتسامة و انهيار / قصة قصيرة
- المصير / قصة قصيرة
- رصيد معطلة عن العمل
- قبل النهاية / قصة قصيرة


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - أمي تتغير / قصة قصيرة