أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - متى يكون العراق قوياً














المزيد.....

متى يكون العراق قوياً


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمر العراق اليوم، بمراحل لا تقل خطورة عن تلك التي استنزفت جل التضحيات، ولن تتحقق غايات الدولة دون المزيد.. إلاّ أنها يمكن أن تتحق؛ حين ينتصر دعاة الإعتدال والعقلانية والإتزان، وينجحوا بأن يكونوا حلقات وصل بين أبناء الشعب، ورسل سلام لرسالة سامية في بناء الدولة، وما لم تتغير بوصلة الأفكار وآليات العمل السياسي، وتتوحد الجهود وتنظم الساحة من جديد، فسيبقى الوضع كما هو عليه أو يتراجع للاسوء.
مرحلة صعبة لا تتحمل المجاملات والمناورات، مع استمرار الأزمات والتقاطعات، والفوضى وتضارب المصالح والرؤى، ومحاولات اضعاف الدولة ومؤسساتها وتخطيطها وخدماتها، وكلها عوامل ضاغطة، ومعرقلة للمسيرة ومتعبة ومحبطة للجميع .
شهد العراق في تشرين من العام قبل الماضي تظاهرات وأحتجاجات شبابية حاشدة بمطالب حقة، ليست وليدة لحظة، بل نتاج تراكمات لم تجد اَذاناً صاغية، فأختلطت الساحات بالعنف المتبادل وسقط مئات الضحايا، ولم تنجح الدولة والقوى السياسية، في فرز المطالب الحقيقية، عن القلة غير المنضبطة، وأنتج العنف عنفاً والدم دماً.. والتشدد حصيلته الخراب والفوضى والسير نحو المجهول..
لم تفكر الأطراف المتقاطعة بحوارات تُخرج البلاد من أزماتها، وترسم خارطة طريق تلبي المطالب الحقيقية، وسادت التصنيفات والتخوين والقطيعة المتبادلة، وزادت من الإنقسام السياسي والمجتمعي.
باتت مواضيع الأمن والاقتصاد والسيادة، ضاغطة بشكل أكبر من أي وقت مضى، وتتيح عودة الإرهاب من النوافذ بعد طرده من الأبواب، ويتطلب جهدا إستخباريا ويقظة شاملة وتماسكا إجتماعيا، والأزمة الإقتصادية ضاغطة تخلخل مصادر العيش وتربك الحياة، ومسؤولية الحكومة إثبات قدرتها على إدارة الأزمة بالأفعال لا الأقوال.. وتضيق إنعكاساتها السلبية على الشرائح الأكثر تضرراً، ولابد لكل إجراء أن يبحث عن حلول بعيدة عن التعرض لأرزاق الناس ومصادر عيشهم، ويكفي العراقيين ما مروا به من نقص الأمن وسوء الخدمات وصراعات ومهاترات وفوضى..
آن الأوان للإتفاق على هوية وطنية جامعة، ودولة عصرية عادلة يحكمها عقد اجتماعي وسياسي جديد، يعالج تراكمات الماضي ويواكب تطورات الحاضر ويتطلع لمستقبل مستقل ومستقر ومزدهر، وتطوى صفحة التهميش والإقصاء، ويبدأ مشوار التأسيس لغد مشرق ومستقبل أفضل، وأن المكونات لن تكون أفضل حالاً وأكثر أمانا وأكبر قوة، دون ترسيخ الهوية الوطنية في سلوكهم ويُشرعوا بمسيرة بناء العراق الواحد الموحد القوي.
سيكون العراقيون جميعاً أقوياء عندما يقوى بلدهم.. وسيحظى المواطن بحقوق المواطنة عندما تُبني الدولة، ويكونون صفاً واحداً بوجه التدخلات والأجندات، وتُفرض حينها معادلة الدولة الناجحة المستقلة والمستقرة المزدهرة؛ عندما ينطلق الإحترام من داخل الدولة، ويفرض إحترامها على الاَخرين، وتنظيم الصفوف عند الملمات والتمسك بالهوية الدينية والوطنية الجامعة، والدفاع عن سيادة البلاد وحرماته الثابتة بلا تنازل..
يتقدم ما سبق دور الحكومة بتطمين جميع القوى ومتابعة تنفيذ قرار مجلس النواب بجدولة إنسحاب القوات الأجنبية، ويكون القرار عبر المؤسسات الرسمي، دون الأحادية التي تضعف سيادة الدولة ومؤسساتها.
إنّ الانتخابات المبكرة محطة مهمة لتغيير المعادلات و فرز المساحات وإنضاج المشاريع والخطوات المؤجلة، لقوى الدولة والاعتدال والعقلانية، وهي دعوة لتحديث بطاقة الناخب البايومترية، ومشاركة واعية فاعلة، وإعادة التوازن وطي صفحات الفوضى، واللا إستقرار واللادولة.. وإنضاج التجربة الديمقراطية، وترسيخ مفاهيمها بتدعيم قوى الدولة والإعتدال، ودعوة لتشكيل تحالفات انتخابية عابرة للمكونات، تُمهد الطريق لتنظيم الساحة السياسية وتحقيق الانسجام بين القوى السياسية، وتعزز مسارات بناء الدولة وفق آليات جديدة وخطاب جديد ومشروع متكامل.
تحتاج الإنتخبات الى مقدمات أهمها الأمن الإنتخابي، ورقابة أممية دون وصاية أو إنتقاص من سيادة، وتتبنى القوى المشاركة مشروع بناء دولة دون مجاملة، وبلا صراعات ومهاترات، والمشروع الوطني معيار لتقارب الأطراف والشخوص بين قوى الإعتدال، وتتباعد مشاريع الفوضى وصراعات السلطة، وفق مبدأ الإنفتاح والإنحياز لمشروع الدولة، وأن السلطات والشخوص يتغيرون وتبقى الدولة ليست ملكاً لأحد، وبالمنطق والوطنية، ستتغير معادلات الإحتكار، وتبتعد جميع القوى عن القيل والقال، والتسقيط والتخوين المتبادل وتشويه الدولة بعين الذين يساندون المشروع الوطني، فقد تحمل العراق وشعبه كثيرا من نيران الصراعات، وماعاد يتحمل الإستنزاف، وإبعاده عن الصراعات المحلية والإقليمية والدولية، أفضل الحلول للعودة الى قلب الشعب، الذي يرغب بدولة مستقرة تحقق خدمة مواطنيها، وبذلك يكون العراق قوياً.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة من نوع آخر
- المعارضة.. شعار لطيف وتطبيق ضعيف
- البصرة بين الأقليم والعاصمة الاقتصادية
- المحافظات بين الفضيحة والنطيحة
- بغداد.. محافظة أم عاصمة!
- شكراً ترامب!
- صراع الصلاحيات.. المركز والمحافظات
- برلماني برتبة محافظ
- أطفالنا آمال ..ضائعة
- خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - متى يكون العراق قوياً