أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - واثق الجابري - أطفالنا آمال ..ضائعة














المزيد.....

أطفالنا آمال ..ضائعة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 00:47
المحور: حقوق الانسان
    


أكثر من خمسة عشر مليون هم أطفال العراق، من بين خمسة وثلاثين مجموع السكان.. وطامتنا الكبرى أن أغلبهم تتلقفهم سوق العمالة بعد تسربهك من المدارس، فكثير منهم أبناء شهداء أوضحايا حروب وإرهاب يبحثون عن لقمة عيش.
يُقارب هذا العدد نصف المجتمع العراقي بقليل، وأعمارهم دون 14 عام، قاصرين ومقصر بحقهم.
سببت الحروب والحصار وطبيعة الأنظمة المتعاقبة في العراق، تراجعا في إدارة الدولة، وتفاوتا طبقيا كبيرا..فالأيادي الحكومية مقصرة، تجاه مناطق في أحوج ما يكون لعناية ورعاية حكومية، ويترتب على ذلك أعداد كبيرة من الشباب محرومي الفرص، والأطفال فاقدي الأمال، ممن يتحتم عليهم مواجهة الحياة وسوق العمل، من أجل لقمة عيش لعوزهم العائلي، والجوع، الناتج مِنْ تنفذ طبقات جزء منها من المجتمع نفسه.
أسباب عديدة منعت الأطفال من آخذ فرصتهم في الحياة.. فابناء الشهداؤدء وضحايا الحروب والعوائل المعوزة، بل حتى أبناء الموظفين لم تخصص لهم مخصصات منصفة من رواتب الآباء، ولا تتناسب مع متطلبات الدراسة والحياة، ولم يعطى كل الأطفال، فرصة الحياة الكريمة، وتنمية القدرات الذاتية.
بعض الأهالي يعتقدون أن صناعة الطفل كرجل للمستقبل، من خلال زجه في سوق العمل، وأن كان في العطلة الصيفية فحسب، وبالنتيجة سيصبح الطفل ضحية السوق، ويتعلم خارج المنزل التدخين وإرتياد الأماكن المشبوهة، وبالإستمرار يصبح مدمناً على كثير من العادات السئية، وتدفعه الحاجة الى جلب المال بطرق غير مشروعة، أو ربما تجعله لقمة سائغة يسهل إستدراجها من عصابات الجريمة والإرهاب.
أسباب أخرى إجتمعت مع الفقر ؛كإنشغال الآباء بالعمل من الصباح الى المساء، وفقدان ولي الأمر، أدت لتسربهم من المدارس، وقادت بعضهم لمتاهات، تبدأ من التمرد البسيط الى عصيان كبير وإنتقام من قيم العائلة والمجتمع، والإنجراف بعادات وسلوكيات سيئة، وكُشفت أرقام مفزعة عن عدد الراسبين والمتسربين، فهناك 900 ألف راسب في المرحلة الإبتدائية، و 132 ألف تلميذ متسرب، والمشكلة بتزايد مستمر مع نقص البنى التحتية والملاكات التدريسية.
ذات المشكلة أسست لمجتمع متمرد على نفسه، ومستند على قواعد هشة تبدأ من الطفولة، وسنوياً يرتقي مليون فرد من هؤلاء الى مرحلة الشباب، وسيواجهون مصيرا أسوأ.
غياب الإدارة الصحيحة والفساد، وتفكك الروابط بين الدولة والمجتمع، وعوامل سياسية وإقتصادية، وعدم وجود رؤى مستقبلية لأهمية الطفولة وما بعدها الشباب، أثرت على العائلة العراقية، وجعلت البلد يتذيل التصنيفات العالمية بالرقي والرفاهية وجواز السفر، وما يترتب عليها من مردودات مستقبلية، ومن سياسات إنشغلت بالصراعات وتصفية الحسابات والمحسوبيات والفساد، وبالنتيجة ليس الأطفال فحسب هم المظلومين.. إذا ألحقنا شريحة الشباب، فسيكون ما يقارب 60% من الشعب العراقي، تحت طائلة الإهمال وفقدان الآمال، وضياع دورهم في بناء المجتمع، وهذا ما ظهر جلياً لدى معظم القوى السياسية، التي تكلست وحرمت الأطفال من حقوقهم، نتيجة قصر نظرها، ومنعت الشباب من ممارسة أدوارهم، كنتيجة لتمسكها بالسلطة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - واثق الجابري - أطفالنا آمال ..ضائعة