أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - حكومة في أرض حياد














المزيد.....

حكومة في أرض حياد


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 20:53
المحور: المجتمع المدني
    


يبدو أن تشكيل الحكومة الحالية، وبالذات الرئاسات الثلاث، إختلف تماماً عن ما كان مآل التركيبات والآليات والإختيار السياسي، وبعيد عن "الفوضى الخلاقة" العراقية، التي أدامتها بعض القوى السياسية، من أجل الإحتفاظ بما تُسميه مكاسب سياسية أو إستحقاق إنتخابي، وهذا ما يُثير التساؤل؛ هل أنها أرغمت على هذا الخيار للتقارب مع الشارع، وضغطه الذي جعلها في موقف لا تحسد عليه؟ أم أنها وصلت لقناعة أن نجاحها من نجاح الحكومة القادمة؟
فَسَرتْ بعض القوى السياسية الإستحقاق الإنتخابي، بأنه مكسب حزبي وحصة لا شريك لمواطن فيها.
لم يكن هناك إتفاق سني ولا كوردي ولا شيعي فحسب، على إختيار شخصيات الرئاسات الثلاث، وصحيح أنها عالجت التمثيل المكوناتي، لكنها كانت الأقرب لقبول الأغلبية الوطنية، ودون إتفاقات مسبقة على فرض كل مكون شخصيته، وهذا ما سينعكس على تشكيل الوزارة، وربما ستذهب معظم الخيارات للفضاء الوطني، لأسباب داخل الكتل نفسها.
واضح من إلحاح بعض القوى على التمثيل السياسي، وكأنها قبلت بالتنازل عن الرئاسات لغاية ما في نفسها، وأهمها طبيعة تشكيل القوائم وتنافس الأحزاب داخل القائمة الواحدة، وتقارب نتائج القوائم الإنتخابية، وما يعني أن حصول قائمة على رئاسة مجلس الوزراء، يعني إستيفاء حصة القائمة كلها، ولا يوجد حزب يتنازل لآخر داخل نفس القائمة، وليس فقط لأن السيد عادل عبدالمهدي، يمكن أن يكون سفينة نجاة لها.
دارت معركة تشكيل الحكومة هذه المرة في أرض حياد، وفي السابق كان يُجر المُكلف الى ساحة القوى السياسية، ويستفرد به لإملاء الشروط، ناهيك عن من يذهبون بأقدامهم طائعين، ويعطي كل شيء من أجل الظفر بمنصب رئيس مجلس الوزراء، وفاتحاً لخزائن الدولة والمناصب من أجل السلطة، وبما أن القوى ألزمت نفسها، بإطلاق اليد لعبد المهدي من جانب، والضغط عليه من جانب آخر بصورة غير مباشرة، فنجاحه في دفع المعركة الى أرض الحياد نقلة نوعية في مسار العملية الديمقراطية، من حالة الفوضى الأخلاقية، الى الإتزان بعد تكامل إلتحاق كل القوى على السكة الصحيحة.
طَرح رئيس مجلس الوزراء المكلف التقديم عن طريق بوابة إلكترونية، سيجبر القوى السياسية على تقديم كفاءات تكنوقراط، سواء كانوا مستقلين أو حزبيين.
الصراع في أرض الحياد، يعني أن الحلول ستكون وسطية، وهذا على الأقل بتنازل القوى السياسية عن نصف مصالحها الضيقة، وسيضيق الخناق على النصف المتبقي، ومعناه أيضاً تحاور وإقتراب معظم الأطراف من الحلول المنطقية، وأن لم ينتج من التقارب في أرض الحياد، بحلول تضمن للطرفين نصف إستحقاقهم، وفهي معركة أشد وطيساً وبالسلاح الأبيض، ولا يُعتقد أن طرف سيربح نتائجها، وبما أن فقدان الثقة موقف لا تُحسد عليه القوى السياسية، فقبولها بحلول وسط، يمكن أن يعيد بعض الثقة، وضمان المتبقي من مصداقيتها في إنجاح تشكيل الحكومة، أولاً وبرنامج خلال دورتها الإنتخابية، والظروف مؤاتية لنجاح تشكيل الحكومة ونجاحها في حل الإشكاليات السابقة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا
- التسوية ضمن الشروط الوطنية
- الكتلة التي ستكبر
- ما نتمناه من الدورة الحالية
- عندما يضيع الحق بين القبائل السياسية
- إعادة صناعة العراق
- هذيان عربي بفكر إرهابي
- السياسة في قاموس العظامة
- كثرة الأحزاب تشويه لوجه الدولة.
- منعطف الشرف السياسي
- إغتصاب جماعي في غرفة سياسية
- التسوية آخر خيارات الخاسرين
- حان وقت الإنبطاح


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - حكومة في أرض حياد