أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف














المزيد.....

الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة إشكاليات لفظية ومعنوية وفعلية، ينتقدها المجتمع عامة، ويمارسها الأغلب، وبتناقض الأفعال مع الأقوال دون معرفة الأسباب الكامنة للإزدواجية، بفعل يحرمه الشخص على الآخر ويحلله لنفسه، بقناعة أو إقناع النفس أن الضرورة تتطلب، ويرتكب الخطأ ويعرف أنه خطأ، ولا يقبل الإنتقاد فيصر مجادلاً وأن أمسك الحقيقة.
الفرد يتأثر بالمحيط والتربية والسياسة العامة والمثل الأعلى، وأنه تواق لفعل الصواب، إلاّ أن أخطاء مثله الأعلى ستصبح أعراف حاضره ومستقبله.
كُرِّسَتْ الأقوال والأفعال السياسية العراقية منذ عقود الى عراق بعد 2003، وعملت على ترسيخ مفهوم الفرد وتغيب دور الجماعة، بالبحث عن أشخاص تنفيذيين بقبضة من حديد لا جماعة متكاملة، وبرزت شخصنة القضايا وتمجيد الرموز، ووضعهم ضمن المقدسات وتقرب من الإله، فكانت للإنطباعات ثوابت لا يمكن أزالتها بأجيال.
شارك معظم القادة السياسيين وبمساندة وسائل الإعلام أو مساندتهم لها، في تشتيت الرأي العام، أوجدت خطاباً هجيناً مشوهاً، ليدفن الإيجابيات المشتركة بين قوى المجتمع، وسعى الفكر السياسي المدروس والمنطوي على تكوين الذات، على تشعيب الرأي العام والفكر المجتمعي، بوجود تقاطعات فكر وطموحات وأهداف.
لم ينجح الساسة بإقامة التوازن بين التنمية السياسية والإقتصادية الشاملة، والقيم الإيجابية، بل إعتمدوا خطابات التسقيط، التي لا تتحدث سوى عن سلبيات الآخر الذي يرد بالمثل، وبالنتيجة خطاب سلبي ورأي عام يرى السلبيات، وضغوطات يراها المواطن؛ إقتصادية وأمنية وخدمية وإجتماعية، وأدت الى فقدان كثير من القيم التقليدية، وبرزت أعراف لا تنم عن قيم المجتمع، وغيرت شكل علاقة الفرد بالعائلة والعمل ومؤسسات الدولة، فيما لم يتاح للديموقراطية قمع الفكر السلطوي والدكتاتوري داخل الفرد السياسي، وإنتقلت العدوى للمجتمع، ومنهم من إستخدم غطاء الديموقراطية لنيل مكاسب حزبية، ولم يُفرق بين الثورة والدولة، ولا السلطة والبلد.
لا يمكن بناء البلد بشكل مستديم، مالم يكن الحكم مستقيم، ولا يمكن قيام التنمية، ما لم تسبقها سياسة تربية، وعند البحث عن الإصلاح والإنفتاح، فعلى الجميع تحمل تكاليف النجاح وتقاسم الأرباح، وإزالة الفرق بين المسؤول والفلاح، وهنا لا تطرف في الفعل الفردي، ولا تعدد أفكار تكسر قاعدة الثقافة التقليدية وتُفقد الهوية الأصلية، في وضع العولمة والنظم العالمية الجديدة، التي تدعو للإنسلاخ عن قيم المجتمع بذريعة التحضر، فيما كان ضمن منهج إزالة الحدود الدولية بعنوان الإقتصاد الحر والحرية التجارية والفكرية، أثر في بعض المكامن بنشر فكر الإرهاب والتعصب والعودة للقبلية، والإسباب ستجعل من الفكر العام تحت قيود، يضعها السياسيون بعلم أو بدونه برقاب شعبهم.
أهم عامل في صناعة الرأي العام هو القيادة السياسية، والفكر العام يأتي من تربية سياسية نابعة من قيم الوطنية، وتشوه الرأي العام يُحرف الفكر العام وبالعكس.
عندما يكون الفكر في ظاهره صواب، وباطنه خراب، سيجعل المجتمع يناقض الأقوال بالأفعال، ورأيه العام مشوش مشوه، ويتحول من التوظيف الإيجابي الى التحريف الفكري، البعيد عن قاعدة القيم ومصلحة الدولة ومجتمعها، لذا تجد المجتمع يتنقد الظاهر ويفعلها بالسر، لقناعة أن مثله السياسي الأعلى؛ يشوش الرأي العام لغرض خلط الحقائق، وما فكره السياسي سوى أداة تضليل، وما تحتاجه الشعوب، رأي عام موحد، يقود الى فكر عام منتج.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا
- التسوية ضمن الشروط الوطنية
- الكتلة التي ستكبر
- ما نتمناه من الدورة الحالية
- عندما يضيع الحق بين القبائل السياسية
- إعادة صناعة العراق
- هذيان عربي بفكر إرهابي
- السياسة في قاموس العظامة
- كثرة الأحزاب تشويه لوجه الدولة.
- منعطف الشرف السياسي
- إغتصاب جماعي في غرفة سياسية
- التسوية آخر خيارات الخاسرين
- حان وقت الإنبطاح
- هكذا تفكر دولة القانون


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف