أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - إعادة صناعة العراق














المزيد.....

إعادة صناعة العراق


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5994 - 2018 / 9 / 14 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إستمرت الديمقراطية في العراق، بعد مخاضات عسيرة ويسيرة، مراحل عاصفة وخاطفة ونازفة، رغم جنازير دبابات العسكر، والخلافات المؤججة للصراعات، والصدور العارية التي تواجه الموت المحتوم بأقدار شتى، وبفنون حمقى بالذباحة.
تضحيات جمة قدمها العراقيون بأفواجهم الزاحفة الى حيث صناديق الحرية، ليأسسوا بدمائهم طوق الوطنية، وغلبة لفكر صناعة الدولة وهوية العراق، بمجابهة قوى سياسية داخلية وخارجية تحاول الإطاحة بكل المكتسبات،
ترسخت الديمقراطية برغبة مجتمعية دون الإعتماد على منقبة شخصية لسياسي ولا مثال فردي، وقاومت الصراعات الحزبية والإنانية الشخصية، وتسعى عدة جهات وأسباب لإعاقة العمل السياسي، وربما معظم القوى لم تضع يدها على جرح المعاناة، وبعضها كان الأكثر إيلاماً على المواطن من ذات الجُرح، وبقيت التشخيصات مجرد عناوين دون معالجات، تختصر بتخبط الإدارة والفساد والإرهاب وسوء الخدمة، ولا طرف يحمل على عاتقه مسؤوليتها، وجملة المشكلات بركان يغلي لا يمكن أن يهدأ فورانه، بإطفاء عين وترك الآخرى مستعرة.
غيبت جملة الصراعات والمصالح الحزبية، طبيعة الحلول وبعثرت الأولويات، ومنهم من يقصد لممارسة الفساد والإرهاب في حال الفوضى، وغيره يتحرك بحكم منطق ضيق ينحصر بدائرة الإثراء الشخصي والعائلي والحزبي، فسوء إدارة الدولة أدى الى الفساد وتغلغل الإرهاب وتراجع الخدمة، والفساد أدى الى سوء الإدارة وفك قيود عن الإرهاب ونهبت الأموال بأسم الخدمة، وكذلك الإرهاب نتيجة سوء إدارة وتفشي فساد وبالنتيجة دمار للبنى البشرية والتحتية، وتراجع الخدمة نتيجة سوء الإدارة والفساد والإرهاب.
أن المعالجات لا يمكنها تحقيق غايتها، بالعمل على مشكلة وترك آخرى تستفحل ثم البحث عن حلولها، والمشكلات متلازمة تحتاج الى إنطلاقات متساوية وبإتجاهات متعددة لغاية واحدة، والإدارة تحتاج لتشريعات وشخصيات تنفيذية بمستوى المسؤولية، وبذلك تضيق الخناق على الفساد وتردع الإرهاب وتحقق الخدمات المرجوة.
يتطلع الشعب الى تطبيق مفاهيم الديمقراطية، وإيجاد حلول ناجعة بأقصر الطرق، وقد قطع شوطاً كبيراً من التضحية، وبداية شوط إنطلاق حكومة جديدة تحدد ملامح المستقبل.
الحفاظ على الديمقراطية وحقوق المواطنة، لا يكمن بالشعارات وغياب التخطيط، ووجود قوى سياسية متصارعة همها السلطة، بل ليس المهم تشكيل كتلة أكبر أو أصغر، أن لم تضع في أولوياتها حجم المشكلات ونوع المعالجات، وفق برنامج سياسي وحكومي خدمي، ولا يطلق الصلاحيات من جانب ولا يتركها سائبة من جانب آخر، دون متابعة التطبيق والسقوف الزمنية، والمجتمع الذي قدم جل التضحيات وتحمل الويلات لأجل وقوف الدولة على قدميها، لم يضع بحسبانه تحقيق منقبة لسياسي، ولا الإتكاء على مثال فردي شعاراتي إنشائي، بينما في الواقع هو أبعد ما يكون الى حقيقة المعالجات رغم زمجرة إدعاءاته، وما تعثرت الدولة إلاّ من سوء إدارتها وبالنتيجة كل المشكلات نتيجة مخلفات سياسية، يُعاد صقلها خارجياً دون التعمق في جوهر الحلول المنطقية، والمشكلة الأهم طبيعة التشكيل الحكومي والبرنامج المستقبلي ونوعية القوى المشاركة، فهي معركة آخرى تخوضها القوى السياسية في تشكيل الحكومة القادمة، لصناعة فكر وطني وهوية دولة وإعادة صناعة العراق.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان عربي بفكر إرهابي
- السياسة في قاموس العظامة
- كثرة الأحزاب تشويه لوجه الدولة.
- منعطف الشرف السياسي
- إغتصاب جماعي في غرفة سياسية
- التسوية آخر خيارات الخاسرين
- حان وقت الإنبطاح
- هكذا تفكر دولة القانون
- الأبعد عن المتظاهرين والمرجعية
- ماذا يدور في غرف المفاوضات؟
- معارضة بوزن الحكومة .
- إختبار مصداقية القوى السياسية
- ضحكة الرئيس المعتوه
- الخدمات..وممثلين لايمثلون
- رسائل في ملفات فساد
- مشكلات وطنية بحلول مناطقية
- بإنتظار قميص يوسف
- عدالة مفقودة في الإستثمار
- التخصيصات لا تُنهي التظاهرات
- المدنية في ميزان المرجعية


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - إعادة صناعة العراق