أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجابري - إنتهى السياسي وبدأ القلم














المزيد.....

إنتهى السياسي وبدأ القلم


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6069 - 2018 / 11 / 30 - 19:10
المحور: الادب والفن
    



"إنتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم"، عبارة للكاتب المصري توفيق الحكيم، عندما قرأ عقد لاعب لم يتجاوز العشرين، وأمسك ورقاً وقلماً وراح يحسبها، وقال: إن هذا اللاعب قد أخذ في سنة واحدة مالم يأخذه كل أدباء مصر منذ أيام أخناتون.
الأدباء عاشوا بعقولهم وماتوا بها، وتحملوا الفقر والجوع ومطاردة الحكام، وأحرقت كتبهم، وفيهم الحفاة العراة ولكن لم ينزعوا وطنيتهم،
يشعر الإعلام أنه خدع بعد أربعة عشر عاماً، من الطبقة السياسية في العراق، وقد دعم الحكومات والطبقة السياسية برمتها في مهامها الوطنية، ودافع عن النظام السياسي، بإعتقاد أن الديموقراطية هي خير ضمان لشرائح المجتمع كلها وهم في مقدمتها، ولكن بعض الساسة إستغل وطنية من يحترق لأجل وطنه، وإتخذه سلم لوصول السلطة.
هكذا يجف القلم العراقي عندما تحضر السياسة، ومخصصات شهر واحد لسياسي، تساوي ما يحصل عليه كاتب وأديب وموسوعي طوال حياته، ولم تتوقف السياسة عند مخصصات وميزات يعتقدوها مقومات للعمل، بل تعداها الى درجة البذخ والثراء الفاحش دون وجه حق، فيما تطاولت من باب آخر على الثقافة والفكر والرأي العام.
ما يعنينا من علاقة السياسة بالأدب والفكر؛ أن معظم الكتاب والمفكرين الوطنيين، دافعوا عن النظام السياسي الحالي، وحاولوا ترسيخ منظومة سياسية قادرة على بناء دولة، من خلال النصح والتسديد والنقد البناء، والحرقة على وطن يحترق، ويمزقه الفساد والإرهاب والجريمة والسياسة العمياء، ويبدو أن الساسة لم يتوقفوا عند حدود عملهم السياسي ولا طمعهم المالي، بل منهم من سعى الى التأثير على صناعة الرأي العام، وصناعة الأفكار.
الساحة العراقية مليئة بالكتاب والمفكرين والشعراء والمثقفين، ومعظمهم إنزوى كمن يكتب على سبورة ويمسحها عندما لا يجد دوراً في تسيد بعض النخب، ولعب الإعلام غير المهني والمؤدلج، وبالذات من خارج الحدود؛ الى تمكين السياسة على الفكر، والفساد على الأعراف الإجتماعية والثقافية.
ما يعاب على بعض النخب، أنهم أسهموا رضوخاً للسياسية التي أضاعت أفكارهم، ومنهم من أجبرته الحاجة للتقرب من السلطة، فتارة مع هذا الرئيس وعندما ينتهي المطاف يلاحقون الآخر، بخطاب مائل وتخلوا عن النصح بالتمجيد، وهنا يغض النظر عن الفشل والفساد وسوء الإدارة، مرة خوفاً على مكانة يود كسبها، وآخرى لم يعط فرصة المشاركة بالقرار، وطيف ثالث تصور أنه من طبقة فوق الوسطى، فلا تعنيه هموم الفقراء ولا يسمع أنين الجياع، والرابع من إتبع سياسة المخالفة ولا يرضى إلا بإستخدام أساليب الذم والتعدي، والتحدث عن سلبية ما موجود في داخل الوطن.
لن ينتهي دور القلم في صناعة التاريخ، ولكن من ينتهي أولئك الذين تعلقوا ببناء مجد شخصي، وإنصاعوا للسياسة المنحرفة، ومجدوا الفساد وخلقوا الفرقة والسلبية، وتغافلوا عن العقلاء والحكماء، وسينتهي كل سياسي أساء وأفسد وإستغل السلطة، وسيبدأ دور القلم، متى ما كان وطنياً مدافعاً عن الشعب فاضحاً الفساد، والنائب والوزير يبقى نائباً سابقاً ووزيراً سابقاً، ومنهم الذموم والمنبوذ، إلاّ القلم فأنه سيظل سابقاً في دفاعه عن وطنه، وأن مات قتلاً من الفاسدين.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا
- التسوية ضمن الشروط الوطنية


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجابري - إنتهى السياسي وبدأ القلم