أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .














المزيد.....

خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 00:12
المحور: كتابات ساخرة
    


تشير آخر تقارير الجهات الحكومية المسؤولة، الى إرتفاع كبير بنسبة الطلاق قياساً بحالات الزواج، مع تزايدها سنويا بشكل مخيف، وكثير منها زواجات جديدة لم يتجاوز عمرها العام. أسباب عديدة تقف وراء هذه الأرقام المخيفة أهمها عدم فهم أهمية فترة الخطوبة..وهكذا الزواجات السياسية بين القوى العراقية، وكأنها أصيبت بالعدوى، أو أنها من مسببات كثير من مشكلات المجتمع، وهي داء لكل مرض وعدوى.
لم يعد الزواج في العراق تقليدياً، وكالسياسة ليست سرية، ومعظم الزيجات علنية وبرغبة الطرفين ورضاهما، نتيجة علاقة دراسية أو وظيفية أو مناطقية أو قرابة وبعضها مصلحية، ومع ذلك سؤال الطرفين عن بعضهما قائم، كشرط يضعاه لإعطاء أهمية للزواج، والسؤال عن الشخص والعائلة والتاريخ والنسب والعمل والصفات، وينوه أن هذا الطرف أو ذاك غير مندفع لأي زواج دون توفر شروطه.
أثرت الحياة الإجتماعية والسياسية، على كثير من مفاصل الحياة وأهمها شريحة الشباب، ورتبت سلبيات وعوائق أمام زواجات عدة، لشروط تعجيزية أو متطلبات حياتية لا تسمح بإتمام الزواج، ما جعل الطرفين يبحثان عنه بأقل تقديرات نجاحه، مع دوافع الشباب والرغبات أو العلاقات العاطفية والجنسية، وضغوط عائلية تدفعهما وعائلتيهما، لتَصَنع الإيجابيات والحديث بالسطحيات.
خلال فترة الخطوبة تتقارب العائلتان والخطيبان، فترسم كل عائلة صورة جميلة عن طباعها وبالذات عائلة العريس، فيتبادلون الزيارات والهدايا والولائم، بينما ينشغل الخطيبان وتتاح لهم كل الفرص، ومعظم الوقت لحديث الرومانسية وأظهار الصفات الحسنة، ومن ذروتها ولهفتيهما، يُسارع الطرفان لإتمام الزواج بأقصر فترة، دون أن يتمعن أحدهما جيداً بالآخر، وربما تؤجل بعض القضايا الأساسية، الى ما بعد الزواج وبإتفاق الخطيبين والعائلتين.
ما أن تنتهي ليلة الزفاف، حتى تظهر المشكللات بصورة علنية، وذلك الرجل اللطيف الرومانسي في بعض الحالات يكون أما سكيراً أو محتالاَ، أو شخصية ضعيفة تستغلها الزوجة وأهلها، وكذلك صفات قبيحة بالفتاة، يكتشفها الزوج بمجرد سقوط مكياج ليلة الزفاف.
تصف القوى السياسية العملية الإنتخابية بإنها عرس سياسي، وتشكيل الحكومة بالحياة الزوجية، فيها مستقبل وأبناء وسعادة ورفاهية، ولكن كما يبدو أن العرس تبدأ ساعاته الأولى بعد إنتهاء الإنتخابات، فتتزاور القوى السياسية، وتقام الولائم وتقدم الهدايا والرشاوى من أجل تقريب هذا وذاك، ويتكلم كل طرف بإيجابياته بمثالية وشعاراتية إنشائية، وتتحدث كل الأطراف عن مسؤوليتها تجاه الدولة والشعب، وواجبها إنجاح الحكومة ودعمها وتقويم عملها، بإقرار أن نجاح الحكومة نجاح لها، وجزء من عهود قطعتها لمواطنيها.
بعد العرس وبهرجة الزواج والوعود العريضة، كشفت بعض القوى السياسية عن وجهها القبيح، وسقط المكياج بعد ليلة الزفاف، ومنذ الأيام الأولى، تحولت الرومانسية السياسية الى عداوات ومطامع مبطنة بألوان إحتيالية، وإتضح فحص بعض القوى، أنها عقيمة عن إنجاب حكومة ناجحة يمكنها تجاوز العقبات والمشكلات السابقة، فلا مولد يربط أطرافها، عسى أن يكون سببا مانعا لطلاق سياسي، بين قوى وصلت الى طرق مسدودة، ولا أحد منها يقبل الآخر، ولا سبيل لحوار يقدر مصلحة الدولة وشعبها، وكأنها كحال الزواجات في العراق تبدأ برغبة ورومانسية، وتنتهي بفترة قصيرة بطلاقات سياسية عائلية، دون أخذ رأي الشريكين، مثلما تتزاوج وتطلق القوى السياسية دون الرجوع لرغبة شعبها.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا


المزيد.....




- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .